مع تصاعد حدة التوتر بشأن إخراج القوات الأمريكية من العراق، جاء التضارب بتصريحات رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني حول إخراجها وإنهاء وجودها بالكامل لتفجر الأزمة.
فبعد إعلانه الصريح بالتوجه لإخراج قوات التحالف بشكل "سريع"، كشفت صحيفة بوليتيكو الأمريكية عن "حديث سري" أكد فيه السوداني أنه يتفاوض مع المسؤولين الأمريكان لإبقاء قواتهم في العراق، وإعلانه عن خروجهم هو لـ"كسب الجماهير فقط".
الأمر الذي اثار ضجة كبيرة على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث انتقد ناشطون تصريحات السوداني "السرية"، مؤكدين أن دعواته لإخراجهم "مجرد ضحك على الذقون".
وكان رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، وخلال مقابلة مع وكالة "روتيرز"، أكد أن "العراق يريد خروجا سريعا ومنظما عن طريق التفاوض للقوات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة من العراق".
كما وصف السوداني خلال المقابلة وجود هذه القوات بأنه "مزعزع للاستقرار وسط تداعيات إقليمية ومنها حرب غزة"، مؤكدا أن "هناك حاجة لإعادة تنظيم هذه العلاقة حتى لا تكون هدفا أو مبررا لأي طرف سواء كان داخليا أو خارجيا للعبث بالاستقرار في العراق والمنطقة".
وأشار إلى أن "العراق سيبدأ عملية إغلاقه، وأن الخروج يجب أن يتم التفاوض عليه في إطار عملية التفاهم والحوار، ويكون خروج القوات سريعا بصراحة، حتى لا يطول الأمر وتستمر الهجمات"، مشيرا إلى أن "إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة هو وحده الذي سيوقف التصعيد الإقليمي".
واعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أمس الاول الاثنين، إنها لا تعتزم سحب القوات الأمريكية الموجودة في العراق بناء على دعوة من حكومتها.
يذكر أن الحكومة العراقية، أكدت أكثر من مرة، أن الهجمات التي تشنها الفصائل المسلحة على القوات الأجنبية والبعثات الدبلوماسية في العراق غير قانونية وتتعارض مع مصالح البلاد، وأعلنت سابقا عن القبض على بعض المتهمين بهذه الهجمات.
لكن، بعد وقت قليل فقط، نشرت صحيفة بوليتيكو الأمريكية، تقريرا ورد فيه أن السوداني قال للمسؤولين الأميركيين سراً إنه يريد التفاوض بشأن بقاء القوات الأميركية في البلاد على الرغم من إعلانه الأخير أنه سيبدأ عملية إخراجهم.
وبحسب الصحيفة، فأن كبار مستشاري السوداني أكدوا لمسؤولين أميركيين أن إعلان السوداني كان "محاولة لإرضاء جماهير سياسية محلية" وإن السوداني نفسه "ظل ملتزما" بالتفاوض بشأن الوجود المستقبلي للتحالف في العراق.
يذكر أن الخميس الماضي، استهدفت القوات الأمريكية القيادي في الحشد الشعبي وحركة النجباء أبو تقوى السعيدي، عبر صواريخ موجهة في شارع فلسطين ببغداد، وأعلن مكتب السوداني في حينها أن الحكومة شكلت لجنة ثنائية لإنهاء وجود القوات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة والتي تركز على منع عودة تنظيم داعش الارهابي.
الجدير بالذكر، إن القوات الأمريكية سبق وأن انسحبت من العراق عام 2011 لكنها عادت بعد ذلك في عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش في إطار تحالف دولي، وحاليا لديها نحو 2500 مستشار وجندي في العراق.
يشار إلى أن دعوات إنسحاب قوات التحالف موجودة منذ سنوات، حيث صوت البرلمان في عام 2020 لصالح خروجها بعد اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، قرب مطار بغداد.
وأعادت حرب غزة القضية إلى الواجهة من جديد، حيث دعت العديد من الفصائل العراقية إلى الخروج النهائي لجميع القوات الأجنبية.
أقرأ ايضاً
- في السيدة زينب بسوريا :العتبة الحسينية توزع ملابس وعربات ذوي الاحتياجات الخاصة على اللبنانيين
- تركيا منفتحة على المبادرة العراقية للوساطة مع سوريا وتدعو لاجتماع ثلاثي
- البرلمان يستأنف جلساته الاثنين المقبل.. إجماع على تمرير قانونين وخلاف حول ثالث