- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مآزرةً للسرية وثائق تحجب الصور النسوية
بقلم:حسن كاظم الفتال
في مرحلة الخمسينيات من القرن الماضي وربما في بدايات الستينيات منه كذلك كانت الهوية الشخصية ( الجنسية) التي تصدر من دائرة الاحوال المدنية او ما يطلق عليها حينها (مديرية النفوس العامة ) التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية وكانت تسمى دفتر نفوس إذ انها دفترية تحتوي على ثماني أوراق سميكة اي ست عشرة صفحة عدا الجلد او الغلاف ويكتب على الغلاف الدولة العراقية واسم الوزارة واسم المديرية . وكذلك عبارة (دفتر نفوس صادر بموجب القانون رقم ٥٩ لسنة ١٩٥٥ ) ورقم الهوية واسم اللواء وهذه التسمية ( اسم اللواء ) استبدلت لاحقا باسم ( المحافظة ) وكانت الهويات على نوعين يختلفان باللون والعنوان على الغلاف تميز هويات الإناث عن الذكور وكانت هويات الرجال التي يكتب عليها ( للذكور) تلصق بداخلها صور الشخص صاحب الهوية في المربع المخصص للصورة في الجانب الأيسر الأعلى من الصفحة الأولى .وأما هويات الإناث التي يكتب عليها كلمة ( للاناث) فلا يستلزم وضع صورة صاحبة الهوية في ذلك المربع بل تبقى خالية يتم الاكتفاء بالاسم فقط . وما زلت احتفظ بدفتر نفوس والدتي رحمها الله ورغم انها مجددة في حينها لكنها بدون صورة . صادرة بتاريخ ٨/ ٤/ ١٩٦٢. واذكر أن أحد رجال الدين رحمه الله في تلك الفترة تقريبا وهو خطيب مشهور في مدينة كربلاء المقدسة في تلك المرحلة دخل في مجادلة حادة مع موظف في مديرية الجوازات بسبب رفضه وضع صورة الزوجة في جواز السفر. حين طلب منه الموظف صورة الزوجة ليلصقها بجواز السفر . ويبدو أن هذا الأمر من الموروثات للعادات والتقاليد المجتمعية التي يتوارثها الأبناء من الاباء خصوصا في المجتمعات المحافِ ظة وكانت مسالة وضع الصورة في الوثائق الحكومية تخلق حساسية أو امتعاضا لدى الرجال أو تثير حفيظتهم . ومن المصاديق لهذا الأمر أنه ذات يوم طلب أحد الشبان من أحد زملائنا الشعراء لأن يؤرخ موعد ليلة عرسه بأبيات شعرية ابتهاجا بتلك الذكرى الجميلة العزيزة على النفوس فطلب منه الأخ الشاعر معرفة اسم الزوجة ليدرجه في التاريخ الشعري فرفض ذلك الشخص الطلب رفضاً قاطعا وحسب ذلك الأمر عيبا وغير مقبول كيف له أن يعلمه باسم زوجته وحينها اعتذر الشاعر كثيرا على طلبه وصاغ له بيتين من الشعر من أجمل الأشعار وبودي أن اذكر البيتين وادونهما لولا اني لم أحصل على إذن بذلك . ان صيغة ما تقدم يرشد إلى بيان منزلة ومقام المرأة لدى المجتمع والإشارة الواضحة على إيلاء الاحترام البالغ التقدير والعناية التي تحظى بها المرأة خصوصا الأمهات الكريمات والزوجات الفاضلات وصون كرامتهن صونا بالغا.