لا يكاد يشبه تصميم او بناء موكب من المواكب، فعندما تقف ببابه تشاهد صالة مفتوحة في الهواء الطلق واخرى مسقفة، وتجد مطبخا وطبابة على يسارك ونافورة ومكانا لتقديم الشاي على اليمين، وفيه مجموعة صحية كبيرة ومعها حمامات، بدأ بحصيرة واصبح مكانا لتقديم الخدمة والثقافة الدينية والالتزام الشرعي، نشر مواقع خدماته على مساحة كبيرة تصل الى (750) مترا مربعا، وفيه مقتربات اخرى لتقديم الخدمة الخاصة للنساء والاطفال، ولهن نفس ما لدى الرجال وتسهر على راحتهن زوجات اصحاب الموكب وبناتهم، انه موكب عزيز الزهراء في منطقة الهارثة بمحافظة البصرة الذي يقدم مجموعة من الخدمات في وقت واحد.
على الحصيرة
بدأنا في العام (2008) بحصيرة وقدور تمن ومرق في هذا المكان، هكذا يصف صاحب الموكب "عمار جبار غالي" المدرس في اعدادية الهارثة بداية تقديمهم للخدمة، ويضيف تولدت الخدمة عندما شاهدنا سير الزائرين في مناطقنا وعدم وجود مواكب تقدم خدماتها لان البداية لم تكن بهذا العدد من المواكب الموجودة اليوم، ونحن من اهالي كرمة علي، ولكننا وزعنا الطعام هنا لوجود حاجة للخدمة ونسميه بلهجة اهل البصرة (الكطعة) وسارعنا نحن خمس اشخاص بتقديم الطعام والشراب للزائرين حيث كنا نطبخ التمن والقيمة في البيوت ونحملها في سيارة ثم نوزعها، ولم يكن لدينا سقف او خيمة او مجموعة صحية بل كنا ننقل الماء باربع عبوات كبيرة وابريقين ليغسل الزائر يديه وفمه بعد تناول الطعام، ومنها تولدت لدنا رغبة عجيبة لتطوير خدمتنا وزيادتها، ونصبنا بعدها خيمة اولى بعد ان جمعنا مبلغها بيننا، وهو ما سمح لنا بزيادة الكميات الموزعة من الطعام".
تسع خدمات
كثيرة هي الخدمات التي تقدمها المواكب الحسينية لكن موكب عزيز الزهراء اراد ان يقدم اكثر من خدمة في وقت واحد ، يقول عنها "ابو عبد الله" ان موكبنا يقدم " وجبات طعام الافطار التي تتضمن الباجة والمخلمة والباقلاء بالدهن وكباب وخبز عروك، والاجبان بانواع متعددة، ثم طعام الغذاء الذي يقدم هذه الايام في الساعة التاسعة صباحا ونقدم فيه البرياني وانواع المرق، والخدمة الثانية هي اقامة صلاة الجماعة يوميا بامامة معتمد المرجعية الدينية، وخدمة ثالثة تتضمن محاضرة دينية، ولدينا خدمة الطبابة بعد ان خصصنا مكانا لمفرزة طبية تابعة لصحة الهارثة، كما وفرنا عدا المجموعات الصحية مجموعة من الحمامات ليغتسل الزائر تخفيفا للحر عن جسده، ووفرنا قاعتين للمنام للرجال والنساء ونافورة لتلطيف الاجواء والوضوء، ونقدم المياه الباردة على مدار اليوم والشاي والحليب والعصائر، ونقيم مجالس العزاء واللطم يوميا يشارك بها الزوار الماكثين في الموكب، ونصبنا (8) كاميرات مراقبة لتوثيق حركة الزائرين وتوفير اكبر قدر من المن لهم".
من صحن العقيلة
كنا نجلس امام صحن العقيلة واعجبنا كثيرا بطريقة تسقيف المساحات الفارغة فقررنا نحاكي تلك الطريقة، ونحن اصحاب الموكب كل فرد لديه صندوق تبرع للموكب ويشاركه اهله واقربائه واصدقائه بهذا الفعل، ولدينا كروب في مواقع التواصل الاجتماعي يشارك به (150) خادم، واعلنا عن الحاجة لبناء هذه القاعة وجمعنا مبلغ (12) مليون دينار مكنتنا من بناء هذه القاعة الكبيرة والصالة الخارجية المغلفة بمادة (سندويج بنال) والمطبخ الذي تبلغ مساحته (72) مترا مربعا، والمجاميع الصحية والحمامات ويعمل في الموكب (80) خادما بوجبتي عمل، اما في جانب النساء فوفرنا صالة منام ومجاميع صحية وحمامات ومطبخ ومخبز دوار يستهلك يوميا كيسين او ثلاثة من الطحين، وتعمل حوالي (20) امرأة على خدمة الزائرات ويقدمن الخدمة للنساء والاطفال الذين يرافقون امهاتهم، ويعتمد الموكب على تمويله من صناديق المؤسسين وتبرع الميسورين والطعام الذي تقدمه البيوت القريبة من الموكب، ونستمر بالخدمة لمدة (12) يوما من يوم (25) محرم الى السابع من شهر صفر ونستقبل خلالها تقريبا (36) الف زائر بواقع ثلاثة الاف زائر يوميا، وعن احدى الكرامات يتحدث ابو "عبد الله" عن حادثة تمثلت في حضور زوار باعداد كثيرة ولكن تبين ان الطعام الذي اعدوه حينها نفذ تماما، فوقعوا في احراج كبير، لكن وقفت سيارة امام الموكب لا يعرفون صاحبها تحمل قدور طعام كثير، وزعناها على الزائرين وزاد الطعام منها ووزعناه في اليوم الثاني".
قاسم الحلفي ــ البصرة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- اسكنوا اعداد اضافية وقدموا خدمات :اصحاب فناق سوريون يثمنون مبادرات العتبة الحسينية ويتعاونون معها
- توجيه للسوداني قد يجد لها حلا :مناطق البستنة في كربلاء يعجز الجميع عن بناء مدارس لابنائها الطلبة فيها
- جمع خدام من محافظات مختلفة ..موكب "شباب القاسم" قدم الشهداء والجرحى وافضل الخدمات للزائرين