بقلم: علي حسين
طلب مني زميل عزيز أن أشرح له كيف تحول سامي العسكري إلى "كسينجر العراق" بعد أن صدر قرار تعيينه بمنصب المستشار السياسي لرئيس الوزراء. ياعزيزي؛ إن الدولة مصرة بجميع فروعها على مواصلة مسلسل "التسالي مع المواطنين" على أساس أن مجلس النواب لم يصادر حق أحد من المواطنين في أن "يتسلى"، بدليل أن النواب تركوا أزمة ارتفاع سعر الدولار وانشغلوا بصورة ناهدة الدايني الجديدة والتي تسعى من خلالها منافسة عالية نصيف، ولأن موجة جديدة من الكوميديا السياسية لا تزال تضرب العراق صباح كل يوم، فقد قرر النواب الأفاضل تكريم النائبة الدايني بتعيينها رئيساً للجنة منظمات المجتمع المدني. يمكنك عزيزي القارئ أن تضع معظم قرارات مجلس النواب في خانة التسالي، طبعاً هذا الكلام لا يعد انتقاصاً من جهد السادة النواب في إطلاق التصريحات التي تعيد عجلة التطور في العراق سنوات وسنوات إلى الوراء.
إسمحوا لي بأن أترك سامي العسكري وتقلبات النواب، وأتحدث عن كاتب أميركا اللاتينية الشهير ماريو فارغاس يوسا والذي تم اختياره عضواً في الأكاديمية الفرنسية، ربما يقول البعض؛ يارجل تترك شخصية بوزن وحجم عزت الشابندر وتكتب عن الأكاديمية الفرنسية؟، ياسادة المثير في الخبر أن الكاتب الكولومبي وجه الدعوة لملك أسبانيا السابق خوان كارلوس، ليشاركه الاحتفال، والمثير الذي علينا أن نعرفه أن الملك الأسباني السابق كان قد تعرض لمشاكل مع الصحافة اتهمته فيها بتهربه من الضرائب، فقرر أن يغادر أسبانيا بعد أن صفّى حساباته مع هيئة الضرائب والعدالة الأسبانية، يتذكر يوسا أنه عندما حصل على الجنسية الأسبانية عام 1993، اتصل به الملك خوان كارلوس في الثامنة صباحاً ليعرب له عن سعادته "لأني صرت من رعاياه"، وأنه عندما فاز بجائزة نوبل للآداب عام 2010، اتصل به العاهل الأسباني في اليوم التالي ليقول له: "يجب أن أمنحك شيئاً ما... يجب أن أمنحك لقباً".
إياك عزيزي القارئ أن تظنّ أنّ "جنابي" يهدف إلى السخرية من جنابك، لأنك حتماً ستقول: ما لنا ومال يوسا وملك أسباني "والدولار" الإمبريالي يحاصرنا من جميع الجهات؟.. تعرف "جنابك" أن الديمقراطية العراقية تقضي بأن يبقى المواطن العراقي متفرجاً، فيما جميع الساسة شركاء، يضمن كلّ منهم مصالح الآخر، حامياً لفساده، مترفّقاً بزميله الذي يتقاسم معه الكعكة في السرّاء والضرّاء.
يلعنُ ساستُنا الفساد على شاشات الفضائيات صباحاً، لكنهم يجلسون معه مساءً في الغرف المغلقة، ولا أعتقد أن القارئ العزيز بحاجة إلى أن أعيد لملك أسبانيا الذي سحبت منه الامتيازات الملكية.
ولأنّ التغريدات والتصريحات هي المتحكم الرئيس في كل حياتنا فيصعب أن نعثر على قرار واحد يدين احد حيتان الفساد، فالديمقراطية العراقية تتساهل مع الزعماء، وتلاحق شباب الاحتجاجات.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!