مجسمات على شكل رجال ونساء واطفال وشباب وخيام وبيوت واشجار وسيوف ومعدات حرب وخيول وابل وانهر وكهوف وطوامير صنعتها ايدي نساء متخصصات ولوحات رسمت واخرى طرزت وكتب واقراص مدمجة، كل ذلك تعرضه مؤسسة المهدي من مدينة كرج الايرانية بين الحرمين ليعطي للزائرين مجموعة افكار حسية تحكي قصص الانبياء وسعيهم وجهادهم في سبيل ارشاد الانسانية واخراجها من الظلمات الى النور وتبدء بقصة النبي آدم (عليه السلام) وتنتهي بقصة خاتم الانبياء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وقصة ولده المهدي المنتظر الذي يجعل الله الفرج للانسانية على يديه، لكنها تقف طويلا عند مصيبة الطف.
وتقول مسؤولة المعرض السيدة (اله السادات بهشتي ) لوكالة نون الخبرية ان " مؤسسة المهدي الدولية من مدينة كرج الايرانية تنصب معرضها للسنة الرابعة على التوالي في منطقة بين الحرمين تلبية لنداء الإمام الحسين (عليه السلام) الذي قال فيه (هل من ناصر ينصرتي) وهو نداء يبقى على طول الزمان ، ونشاطنا هذا نقول فيه لبيك يا بن رسول الله، لاسيما ان ثورته لم تنتهي وما زلنا ننتظر الإمام المهدي (عج) ليقوم بها ونحن نسير في هذا الطريق الذي خطه لنا نداء ابي عبد الله (عليه السلام)، وفي بداية المعرض الذي يعمل فيه خمسون شخصا اغلبهم من النساء يعرض قصص الانبياء بمجسمات تحاكي ما مر عليهم بصناعة يدوية حرفية تكفلت بها (35) فتاة من المؤسسة واستمرن بالعمل لمدة عشرة اشهر دون توقف، وهذا العمل الفني فيه رسالة للناس اجمعين ان اتحادهم واجب لان رسالات الانبياء واحدة ونهاية المسيرة ستكون على يد الامام المهدي (عج) والفن يوصل هذه الفكرة والمجسمات".
واضافت بهشتي ان " اكثر الاعمال التي ترونها في المعرض صممت ونفذت من قبل النساء الاعضاء في المؤسسة وكلهن ربات بيوت لكنهن اكاديميات وحاصلات على شهادات بكلوريوس وماجستير، واكبر واضخم عرض لدينا هو لواقعة الطف الاليمة وهو ماكيت مجسم نفذ منذ سنوات وشاركت به (150) إمرأة واستمر العمل فيه لمدة ستة أشهر طوال الليل والنهار، ونفذن مجسمات اخرى لمرقدي الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام) لكننا لم نستطع جلبها للعراق لعدم كفاية المكان المخصص للعرض، وفي كل دورة لدينا عروض جديدة ويف هذا العام عرضنا راية علي الاكبر الذي استمرت صناعته ثلاثة اشهر وانتقلت بين مناطق متعددة في ايران لرسم وتطريز الابيات الشعرية التي نقشت عليها، وهكذا باقي العروض التي تختلف مدد صناعتها، ويختصر اقامة المعرض عندنا في مكانين فقط هما بين الحرمين ومدينة كرج الايرانية مع مشاركات اخرى من خلال ارسال المعروضات على شكل صور عبر الانترنيت، وكل ما تنفقه المؤسسة على تلك المعارض تأتيها من تبرعات واموال نذورات من اشخاص محبين للإمام الحسين (عليه السلام) وليس لديها اي دعم حكومي".
واوضحت ان " هذا هو العام الرابع الذي تقيم فيه المؤسسة معرضها بين الحرمين وقد تلقينا دعم كبير ومنقطع النظير من العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية ونقدم شكرنا الوافر وخصوصا للمتوليين الشرعيين للعتبتين الشيخ عبد المهدي الكربلائي والسيد احمد الصافي للتسهيلات الكبيرة التي حصلنا عليها، وهي سبب نجاح المعرض الذي يزوره عشرات الالاف من الزوار العراقيين والايرانيين والعرب والاجانب ، وهم على نوعين منهم يبحثون عن العلم والسؤال والجواب والتعرف على القصص ومنهم يزور للمشاهدة والاطلاع، وقد ابدوا جميعهم سعادتهم وشكرهم لنا على تلك الجهود التي ساهمت باضافة معلومات جديدة لهم، والشيء الوحيد الذي ينقص المعرض هو عدم وجود مترجمين باللغة الفارسية حيث هناك اسئلة كثيرة من الزائرين وتحتاج الى توضيحات ومعلومات وهي موجودة لدى العاملين في المعرض لكنهم لا يتقنون التكلم باللغة العربية، ونتمنى من العتبتين المقدستين مساعدتنا في هذا الامر ولو بتوفير مترجمين او خطباء منبر او حتى رواديد حسينيون يتقنون اللغة الفارسية لتكتمل الفائدة المرجوة من هذه العروض، وكل تلك الجهود الكبيرة التي نبذلها لا تكتمل الا بترجمة الكثير من الاسئلة والاجوبة التي اقيم من اجلها المعرض، وبقي لنا اسبوع للعرض وممكن تعميم الفائدة للناس".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- ندوة نقاشية حول مشروع قانون حماية الملكية الفكرية داخل مجلس النواب في كربلاء
- كربلاء تستذكر لبنان عبر مهرجانها الشعري الثاني (صور)
- اقامته الجمعية العراقية للتصوير:مصورو كربلاء يحصدون جوائز في المعرض الفوتوغرافي بدورته (46)