عبّر عدد من المهتمين بالشأن السياسي والثقافي عن قناعتهم بأن كتاب \"التعددية والحرية في المنظور الإسلامي\" للإعلامي والأكاديمي العراقي الدكتور نضير الخزرجي الذي صدر حديثا (2011م) في بيروت، يمثل خطوة متقدمة على طريق التنظير الفقهي والسياسي للعمل الحزبي والتعددية السياسية في المدرسة الإسلامية أحوج ما تكون إليه الفعاليات السياسية في العالمين العربي والإسلامي.
جاء ذلك في الندوة العامة التي دعت إليها رابطة الشباب المسلم بلندن يوم السبت 11/6/2011م والتي استضافت فيها المؤلف إلى جانب الباحث والأكاديمي السعودي الدكتور فؤاد إبراهيم، وأدارها المهندس كرم الخزرجي، تم فيها الإحتفاء بالمؤلف الذي قام في نهاية المداخلات بالتوقيع على الكتاب وإهدائه للحضور السادة والسيدات.
في البداية استعرض الدكتور نضير الخزرجي الأستاذ المشارك في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بلندن الخطوط العريضة للتعددية بعامة والتعددية السياسية بخاصة رابطا ذلك بالحرية ومعتبرا أن التعددية إلى الحرية كالإنسان وظله لا ينفصلان، فالتعددية هي قاعدة الحرية وأسُّها.
من جانبه أجرى الباحث والأكاديمي السعودي الدكتور فؤاد إبراهيم، الأستاذ المشارك في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية، قراءة شاملة للكتاب، مشيرا إلى أكاديمية الباحث والتزامه بالمعايير المعرفية والبحثية، ومما جاء في حديثه: تربطني بالكاتب صداقة قديمة وعلاقة زمالة قديمة جدا تعود إلى أكثر من ربع قرن، ارتبطنا بمشروع عمل إعلامي مشترك ولاحظت قدرته الفائقة جداً والفريدة في مجال البحث، ويمكن أن أقول بقدر كبير من الثقة بل بقناعة تامة أنَّ الدكتور نضير الخزرجي بالنسبة لي اكتسب صفة الباحث بحق.
ومن رأي الدكتور فؤاد إبراهيم أن: الباحث في نظري هو من يسعى للبحث عن المعرفة والبحث عن الحقيقة، الحقيقة التامة وليست الناقصة، فالدكتور الخزرجي حين يبحث لا يكتفي بمجرد أن يحصل على المعلومة فقط لتثبيت نتيجة معينة، وإنما هو يلاحق الحقيقة في كل أبعادها وجذورها من أجل تقديم هذه الحقيقة تقديما علمياً صحيحاً وعميقاً، وبالتالي فحينما يتحدث عن مفهوم معين لا يكتفي بالتعريف اللغوي والفقهي فقط، وإنما يتابعه في مجاله المعرفي والسياسي والفقهي وما إلى ذلك، وبالتالي فهو يقدم صورة شاملة عن أي عمل بحثي يقوم به.
وأضاف المتحدث: ولهذا أحترم جداً أي مسعى بحثي يقوم به الدكتور نضير الخزرجي لاحترامه لنفسه ولأدائه العلمي، وبالتالي هو في الوقت ذاته يحترم أيضا قدرة القارئ على التمييز بين ما هو عمل بحثي أكاديمي ومعرفي وبين ما هو عمل صحفي وإعلامي، ورغم أنَّه اشتغل كثيرا في المجال الإعلامي ولكنه حافظ على صفته العلمية كباحث وأكاديمي.
وحول الكتاب وفصوله عبر الباحث عن قناعته بأنه: يمكن القول بقدر من الثقة والقناعة أن الكتاب عكس شخصية الباحث نفسه.
وتناول المتحدث بقراءة موضوعية اتسمت بالعمق فصول الكتاب الثلاثة عشر في بابيه، باب التعددية الذي حمل عنوان: (مظاهر التعددية والإختلاف في الإسلام) وباب الحرية الذي حمل عنوان: (الحرية في مفاهيمها وضوابطها)، وقد جاءت عناوين الفصول كالتالي: في البدء كان التعدد والإختلاف، سنة التعدد والإختلاف، جوهر التعدد والإختلاف، أدلة التعدد والاختلاف، نشأة الفرق الإسلامية، صور من التعددية في الإسلام (الإعتقادية والإجتهادية)، الحرية في نظر مفكري الإسلام، الحرية في نظر مفكري الغرب، أصالة الحرية، حدود وضوابط الحرية، مراتب الحق والحرية، الحرية ومعاني العبودية ودلالاتها، والحرية والإستبداد طرفا نقيض.
وانتهى الدكتور فؤاد إبراهيم في قراءته المعرفية إلى ما انتهى إليه الدكتور نضير الخزرجي الباحث المشارك في دائرة المعارف الحسينية، بأن القول بالتعددية يؤول حتماً إلى القول بالحرية وأصالتها، فالتعددية والتنوع يحكمان بحرية المرء بفعل أي شيء لا يخالف الشرع أو القانون أو العرف العام ولا يصطدم مع حرية الآخر، وتمنى المتحدث أن يُصار الى طباعة رسالة الدكتوراه المعنونه (العمل الحزبي في المنظور الإسلامي) التي نالها بها الدكتور الخزرجي درجة دكتوراه فلسفة من الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية عام 2008م، لما للبحث من أهمية قصوى نظرية وعملية، بخاصة وأن عالمنا يشهد تحولات سياسية كبيرة على طريق التعددية السياسية والحزبية والتبادل السلمي للسلطة.
وقبل التوقيع على الكتاب جرت مداخلات عدة شارك فيها عدد من السياسيين والجامعيين والأدباء والكتّاب، أجاب فيها المحتفى به على أسئلة من وحي الكتاب والواقع السياسي شاركه في الرد الدكتور فؤاد إبراهيم، كما كان لوسائل الإعلام المرئية حضورها الفاعل.
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- كربلاء تعمل على تخصيص مواقع جديدة لمعامل الاسفلت
- في بيئة غير مثالية وبسبب الهجرة العشوائية: كربلاء تستقبل (12) الف طالب من خارج المحافظة وتحتاج الى بناء (400) مدرسة جديدة
- التربية تعلن دخول 600 مدرسة جديدة إلى الخدمة مع بدء العام الدراسي