اصدرت العتبة الحسينية في كربلاء المقدسة بيانا ردت فيه على التصريحات التي نقلتها احدى وسائل الاعلام حول عمل وتنظيم شؤون العتبات المقدسة.
وقد حصل موقع نون الخبري على نسخة من هذا البيان:
أن مما يثير الاستغراب والدهشة افتراءات أحمد الحسيني المسؤول في مجلس محافظة كربلاء المقدسة، إذ إتهم ميليشيات مسلحة - على حد تعبيره - خارجة عن القانون بالسيطرة على المردودات المالية للمراقد والاضرحة المقدسة في كربلاء المقدسة والنجف الأشرف!!! وافترى الحسيني قائلاً في حديث مع (راديو سوا) بتاريخ 13/11/ 2007م إن تسليح الميليشيات هذه يأتي من أموال النذور والهدايا التي يقدمها زوار العتبات!!!
إن من المعروف أن عتبات كربلاء المقدسة وغيرها خاضعة لقانون إدارة العتبات المقدسة والمزارات الشيعية الشريفة في العراق الذي يحمل الرقم (19) لسنة 2005م الذي أصدرته الجمعية الوطنية العراقية المنتخبة (الشرعية) الذي بموجبه تأسست الامانتان العامتان للعتبتين في كربلاء المقدسة والتابعة الى ديوان الوقف الشيعي المرتبط برئاسة الوزراء، وهذه العتبات مؤيدة من قبل المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، فالحساب الناتج من إيداعات الشباك المطهر وقسم الهدايا والنذور والموقوفات في العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية ، يتم سحب الأموال اللازمة منه لتسيير أمور الخدمة في الروضة المقدسة وفق الإجراءات الرسمية المتبعة عادة. ولا يتم سحب أي مبلغ إلا بتوقيع الأمين العام للعتبة بعد تشخيصه جهة الصرف. وبذلك تنظم الأموال إيداعاً وصرفاً، وفق آلية دقيقة تحت رقابة دينية وقانونية مشددة، ووفق النظام المحاسبي الموحد، توزع منها رواتب المنتسبين وصرفيات شراء المواد والأجهزة الخدمية لأقسام الروضة المقدسة،وينفذ بالباقي بناء وتطوير وصيانة المنشآت التابعة للروضتين التي ينجزها قسم الشؤون الهندسية والفنية بشعبه وورشه المتعددة وبكوادره العراقية، وما زال العمل مستمراً على قدم وساق لإنجاز ما تبقى من مشاريع جديدة لتوسعة العتبات واظهارها بالمظهر اللائق بها من حيث المقام الروحي والمعنوي التي تتمتع بها في قلوب المسلمين جميعا.
أما الفوج الرابع وهو فوج حماية الحرمين المطهرين التابع لوزارة الداخلية فهم يأخذون رواتبهم منها، أما أفراد قسم حفظ النظام فإن حالهم حال بقية المنتسبين في بقية أقسام العتبة المقدسة فهم يأخذون رواتبهم من أموالها ضمن قوانين الرواتب المعمول بها فيها، والمعروف عن أفراد قسم حفظ النظام أنهم يحافظون على سلامة الزوار ومكافحة كل أشكال الفساد والإرهاب الذي قد يحدث في المنطقة الخاضعة لهم، وهدفهم توفير الأمن والنظام للزائرين الكرام، وهو مادأبوا عليه ونجحوا فيه ببركة صاحب المرقد عليه السلام منذ سقوط الطاغية ولحد الآن.
وناشد (الحسيني) منظمات العالم الإسلامي والحكومة المركزية للتدخل لإنقاذ المراقد (...!!!) في كربلاء المقدسة والنجف الأشرف من هذه الميليشيات التي تصادر أموال المراقد التي تقدر بحوالي ثلاثة مليارات دينار شهريا!!!
أن اللجنة المخولة بفتحة الشباك المقدس تتكون بالإضافة إلى ممثل المرجع الديني الأعلى أو من يخوله، عدداً من أعضاء مجلس إدارة العتبة الحسينية المقدسة ورؤساء أقسامها وشـُعبها وتقوم إدارة العتبة بدعوة رئيس محكمة استئناف كربلاء المقدسة، والمحافظ ورئيس مجلس المحافظة وأحد الأعضاء(يتبدل دورياً) وقائد الشرطة أو من يمثلهم وعدداً من الوجوه الاجتماعية ومخاتير المناطق وأحد شيوخ العشائر وتتم دعوة أحد المكاتب الدينية (يتبدل دوريا كل فتحة) حيث يتم استضافتهم للتشرف بالمشاركة لنيل شرف المساهمة في مراسيم الفتحة.
فنحن نسأل الحسيني من أين جاء بهذا الرقم الذي ذكره؟! رغم أنه يذكر في نفس اللقاء بأنه لا يعلم ما يدور داخل العتبات المقدسة؟!!! والحال أن أي شخص حكومي او جهة شعبية باستطاعتهم الإستفسار عن ايرادات الأضرحة من الجهات المستقلة التي تحضر الفتحة إن لم يثق بالجهات الشرعية؟! ليتبين له مدى المغالطة والكذب والإفتراء الذي وقع به صاحب الدعوة، علما أن الأمانة تذكر الإيرادات والصرفيات السنوية التي تخص العتبة في كراس سنوي يصدر عن منجزات ومشاريع وصرفيات العتبة.
وأشار أحمد الحسيني إلى ما وصفه بـ (تدخل إيران الواضح في شؤون كربلاء والنجف)!!!، وقال (إن الأضرحة المقدسة أصبحت مرتعا للمخابرات الإيرانية) على حد زعمه، وحذر من (وقوع حرب شيعية- شيعية كبيرة بسبب سيطرة هذه الميليشيات) على ما وصفه بـ (قلب العالم الإسلامي)، متهما الحكومة بالتغطية (على أحداث الزيارة الشعبانية التي سقط فيها أكثر من 76 ضحية)!!!.
يتذكر الجميع وبينما كانت الإجراءات تجري على قدم وساق لاستقبال الملايين من زوار المولى أبي عبد الله الحسين عليه السلام من قبل الأمانتين العامتين للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين، بمناسبة الزيارة الشعبانية ومولد الإمام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف والتي تجري كل عام في الخامس عشر من شعبان المبارك، كيف انطلقت شرارة الفتنة بالتحديد مساء الإثنين 13 شعبان عام 1428 هـ الموافق 27/8/2007م عندما حاولت بعض المجاميع المسلحة غير المنضبطة من اجتياز إحدى السيطرات المؤدية إلى الحرم الشريف دون تفتيش.
وشهدت المنطقة المحيطة بالعتبات المقدسة من قصف للفنادق وتحطيم لمحتويات السيارات الخدمية وحرق وسرقة لمقرات الفوج والكثير من ممتلكات العتبات المقدسة (التي يتشدق الحسيني بالغيرة عليها) ومن هذه الممتلكات مستودعات حفظ الأحذية وأمانات زائري سيد الشهداء عليه السلام وأجهزة التبريد ومظلات نقاط التفتيش ، وما جرى من تصدعات لحقت جراء القصف العشوائي للزمر المهاجمة للسور الخارجي للصحن الحسيني الشريف وبرج الساعة والمنارة الشرقية وطارمة إيوان الذهب وجانب من المكتبة في العتبة الحسينية المقدسة، وكانت كل الدلائل وتحركات هذه الجماعات المسلحة والمنفلتة تشير إلى أن هناك مخططاً مبيتاً ومعداً له منذ فترة لاحتلال مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام وتدنيسهما لتحقيق مآرب معينة وكان من الممكن لو أن الأمور سارت على ما خططته هذه الجماعات - لا سمح الله تعالى- أن يخترق المرقدان الشريفان من قبل الجماعات الإرهابية بإدخال المتفجرات وبالتالي نسف المرقدين المطهرين.
إن كل شريف وغيور على دينه وعقيدته يستهجن التطاول الإجرامي الذي شهدته أطهر الأماكن على وجه الأرض في أقدس مناسبة، التي من أحياها كأنما صافح مئة وأربع وعشرين ألف نبي، ويغفر الله سبحانه وتعالى ما تقدم من ذنبه وما تأخر وكتب له من الثواب والأجر ما لا نهاية له ولا حد.
ويبدو واضحا تقاعس قيادة العمليات الأمنية آنذاك إزاء الوظائف المنوطة بها في حفظ أماكن الزيارة والعبادة وأخص بالذكر تلك التي تجرى في المناسبات المليونية، إذ أن القيادة الأمنية في كربلاء المقدسة تتحمل المسؤولية كاملة لهذا الخرق الفاضح حيث تركت فيه المنطقة طعمة للإرهاب.
والحكومة المركزية وبعد ما سيطرت على الموقف وردت كيد المجرمين إلى نحورهم، أعلنت وعلى لسان وزارة الداخلية، أن ثلاثة منظمات - من دون أن تسميها- هي المسؤولة عن أعمال الشغب التي وقعت في الزيارة الشعبانية، ويؤخذ عليها أنها يجب أن تضع النقاط على الحروف وتدين وتعاقب المذنب من دون محاباة لأحد ومن دون مجاملة على حساب الحق، ليكون عبرة لمن اعتبر وسدا منيعا لتيارات الإرهاب والانحراف والإجرام من أن تظهر في المستقبل.
أما ما أثاره ( الحسيني ) من (أن الأضرحة باتت مرتعا للمخابرات الإيرانية)!!!فهو أمر يدعو للسخرية ويبدو أن من يصدقه يمكن أن يكون ناشئاً من جهله بالحقائق ..
ونحن نقول بضرس قاطع لا يوجد اي موظف غير عراقي في العتبات، ونتحدى كل من يثبت خلاف ذلك؟! وما يراه الزوار احيانا من عمال من غير العراقيين انما هو تبرع منهم لأداء بعض الاعمال العمرانية التي تشهدها العتبات تبركا وتبرعا لايام معدودة وبضوابط تضعها الادارة يخضعون لها بما يحفظ وطنية إدارة العتبة واستقلاليتها الكاملة، فهل يا ترى أن هؤلاء المحبين لأهل البيت عليهم السلام من المتبرعين بالعمل من غير العراقيين الراغبين بخدمة العتبات المطهرة صاروا بنظر هذا الرجل عملاء للمخابرات؟!!! (فمالكم كيف تحكمون).
إن إدارة العتبات المقدسة والعاملين فيها هم جميعا من العراقيين ولا يخضعون في التعيين إلى أي محاصصة حيث ينظر للكفاءة والنزاهة بدليل وجود المستقلين فيهم وأيضاً من جميع التيارات السياسية والدينية ومن ضمنها مقلدي السيد الشهيد الصدر، وأنه لا يوجد أي تدخل خارجي في ادارة هذه العتبات التي تمثل صرح العراق الشامخ.
صاحب الدعوة..هذا المفتري على إدارة العتبات يعلم قبل غيره أن هذه التهم والإفتراءات هي بعيدة عن الواقع والهدف من اتهام الغير بالعمالة وإلقاء المشاكل المفتعلة على الشماعة الإيرانية وراءه أهداف سياسية لا تخفى على العاقل اللبيب للسطو على العتبات المقدسة وارجاعها إلى سابق عهدها حيث كان يلفها الهجران والنسيان، وهكذا يكون موقفهم منساقا لمواقف الإرهابيين والوهابيين والبعثيين، الذين طالما بقوا يعزفون على وتر الخطر الصفوي الذي يهدد العراق!!! لأغراض في نفس يعقوب قضوها.
ما هذه المزايدة على وطنية مسؤولي العتبات المقدسة، ولولا المسؤولية الملقاة على عاتقنا في تبيين الحقائق ودحض الإفتراءات لنئينا بأنفسنا من الدخول في مثل هكذا سجالات التي لا طائل من وراءها وأن دوافعها باتت معلومة للقاصي والداني أنها دوافع سياسية بامتياز، وكل ذي لب يذعن أن ما حصل من إعمار وتطوير وتأسيس الأقسام المتخصصة، الثقافية والهندسية والإعلامية والخدمية والإدارية والتعليمية والمالية في العتبات لاسيما في كربلاء المقدسة منذ سقوط النظام البائد حتى الآن، وكل هذا التطور يفوق بكثير ما تم إعماره على مدى أكثر من 600 عاما المنصرمة التي كانت ترضخ تحت حكم الأنظمة الاستبدادية.
نحن ندعو المنصفين للمقارنة بين ما يحصل الآن من إعماروتطوير وصيانة وخدمة في العتبات المقدسة وما كان يحصل في السابق، ليتوصلوا إلى قناعة مرضية مستندة إلى الواقع بعيدا عن الإتهامات والردود التي غالبا ما تحمل بين ثناياها محفزات الحرب الشيعية - الشيعية التي لوح بها الحسيني وهو ما تطمح إليه الدول الإقليمية التي لا يروقها التجربة الديمقراطية في العراق الجديد، وتحرك أصابعها في المدن الشيعية تحديدا، للتصيد بالماء العكر وضرب القيادات المخلصة وعلى رأسها المرجعية الدينية الرشيدة التي تدعو دائما وأبدا إلى وحدة الصف ودرء الفتنة وعدم الإنجرار إلى الإحتراب الطائفي الذي تغذيه القوى الظلامية بكل ما أوتيت من قوة للوصول إلى مآربها الخبيثة والقذرة في إبعاد المخلصين عن سدة الحكم وارجاع المجرمين الذين بهم تضمن مصالحها وأهدافها ومراميها.
بين الفينة والأخرى تطلع علينا وسائل الإعلام بزوبعة الهدف منها خلط الأوراق وتعكير العملية السياسية والتغطية على جرائم المليشيات التي تعمل بأجندات خارجية هي بالضرورة ضد مصلحة الشعب والوطن وتخدم جهات خارجية متعددة، وآخر ما طرق مسمعنا في هذا المضمار تخرصات الحسيني الذي يدعي أنه روحانيا ورجل دين؟!!! وهو لا يتورع من قذف المؤمنين والمخلصين والوطنيين الشرفاء وإلصاق التهم والإفتراءات بهم لأغراض سياسية ودوافع حزبية ضيقة غافلا عن قوله تعالىَ: (ولاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) الإسراء : 36
قسم الإعلام في الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة
15/11/2007م
أقرأ ايضاً
- الجماهير العراقية تتصدر الحضور الجماهيري في تصفيات كأس العالم
- حظر التجوال في مدينة كربلاء المقدسة
- شاهد كربلاء المقدسة اثناء حظر التجوال يوم 20/11/2024(فيديو)