محلات الأثاث أغرقت بالمستورد الصيني والماليزي في وقت اضمحلت وجفت صناعة الأثاث المحلية ليس بسبب هذا المستورد بل لعدة أسباب منها حالة الرخاء التي يعيشها (اسطوات) النجارة والتي كانت إلى وقت قريب ملمحاً بارزاً في الأسواق المحلية ما حداني بالبحث عند المعنيين عن أسباب استيطان المستورد واسترخاء وغلاء صناعة غرف النوم المحلية، وجدتها اعتبارات اجتماعية واقتصادية تتعلق بدخل الأسرة ونمط عيشها إذ باتت محلات الأثاث تسجل اهتماماً كبيراً بغرف النوم من دون بقية مفاصل الأثاث المنزلي، إذ يحرص المتزوجون الجدد على شراء ما يعرف بأثاث غرفة النوم، وان كثرة الإقبال على شراء غرف النوم يجعلها خير مثال على واقع سوق الأثاث الخشبي في العراق.
يقول أبو حسين مالك معرض للأثاث لمراسل موقع نون \" إن هناك إقبالاً كبيراً على الأثاث لاسيما غرف النوم التي ازداد الطلب عليها في الآونة الأخيرة بعد استيراد الأثاث من الصين وتركيا ودولة عربية أخرى، ونحن نقوم باستيراد غرف النوم بشكل خاص بسبب كثرة الطلب عليها .
وقال النجار علاء قاسم صاحب محل أثاث: إن سعر غرفة النوم المحلية بحدود الـ 4 ملايين دينار للغرفة الواحدة وقد يزداد المبلغ أو ينخفض بحسب بعض التفاصيل كعدد الأبواب ويتضمن ذلك أجور نصب الغرفة في منزل المشتري.
فيما قال احد أصحاب معارض الأثاث: إن هناك من يرغب بالغرف المحلية التي قال إنها تمتاز بالضخامة والمتانة في حين تمتاز الغرف الماليزية المستوردة بضخامتها وزخارفها وألوانها الزاهية، بيد إنها تفتقد المتانة، بالإضافة إلى أسعارها المناسبة فيمكن للمواطن أن يحصل على غرفة نوم ماليزية بـ 1400 دولار أي اقل بحدود المليون ونصف المليون دينار عراقي بينما الغرفة العراقية لا تقل عن أربعة ملايين، ويقول التاجر المستورد أبو سردار كردي من شمالنا الحبيب: نحن نفضّل المنتج الصيني أكثر من غيره لتوفره في الأسواق وبأسعار مختلفة وحسب الدرجات، ما سهل أمام التاجر العراقي عرض سلعه بما يتناسب والقدرة الشرائية للزبائن، مشيرا إلى تصاعد الطلب على السلع المستوردة لأنها حديثة الصنع وتمتاز بجماليتها وموديلاتها الأنيقة إضافة إلى أسعارها المناسبة مقارنة بالإنتاج المحلي .
فيما قال النجار منتظر حسن لمراسل موقع نون إن الأثاث كانت تصنع بالاعتماد على الجهد اليدوي والآلات البسيطة كالمنشار وغيره من الآلات وكان لها رواج في الأسواق، أما اليوم وبسبب قلة الحرفيين وارتفاع أسعار المواد الإنشائية فقد أدى ذلك إلى توجه الناس إلى المواد المستوردة وبخاصة الأثاث والغرف من الصناعات الصينية والماليزية، وقال المواطن مصطفى محمود: إن الطلب كبير على السلع المستوردة لأنها حديثة الصنع وتمتاز بجماليتها وموديلاتها الحديثة إضافة إلى أسعارها المناسبة مقارنة بالإنتاج المحلي.
من جانبه قال النجار علاء محمد: إن سبب ارتفاع أسعار الإنتاج المحلي لأن المواد الأولية تأتي من الخارج مثل الخشب والمعاكس والمواد الإنشائية الأخرى، إضافة إلى اليد العاملة وتكاليف الكهرباء وهذه كلها عوامل ترفع من تكلفة السلعة المحلية.
وأضاف محمد: الكثير من المواطنين لا يحبذون استخدام الغرف الماليزية لوجود مشاكل متعددة في استخدامها كصعوبة نقلها من مكان إلى آخر، لان أجزاءها ترتبط بـ (براغي) وعند تفكيكها يصعب نصبها مرة أخرى لخواء مواضع البراغي فيها، علما إن الغرف المستوردة تتماسك ببراغي وليس بمسامير كالغرف العراقية التي يسهل تفكيكها وشدها، ناهيك عن تفاخر الكثير من العوائل العراقية باقتنائهم لغرف الصاج عالية الجودة والمتانة، وطالب رحيم من الحكومة المحلية دعم الصناعات العراقية، قائلاً: إن مصنع بغداد للأثاث هو الوحيد في العراق ولو أستغل بصورة صحيحة فمن الممكن أن نقوم نحن بتصدير الأثاث إلى الدول الأخرى على حد قوله.
تحقيق /امجد حميد الكعبي
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- فرع كربلاء لتوزيع المنتجات النفطية: الخزين متوفر والمولدات الاهلية تتسلم كامل حصصها من الكاز هذا الشهر
- تحول إلى محال تجارية.. حمّام اليهودي في كربلاء (فيديو)
- مكونة من ستين منسفا وصينية.. سفرة طعام طويلة على طريق الزائرين في كربلاء المقدسة (صور)