- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل أصبحت لجنة مكافحة الفساد كابوساً يؤرق الحيتان الكبار ؟
بقلم: قيصر الصحاف
لم يكن احد يتوقع ان لجنة مكافحة الفساد التي شكلها الكاظمي برئاسة الفريق ابو رغيف ستجرؤ على اعتقال زعيم سياسي بحجم جمال الكربولي، بل كان البعض يجزم انها ستكتفي باعتقال الفاسدين من المستويين الصغير والمتوسط، الا ان اعتقال الكربولي جعل الجميع يدرك تماماً ان هذه اللجنة ستتجاوز القاعدة وتبدأ بقمة الهرم، وقد يسأل سائل عن سبب تأخرها في اتخاذ مثل هذه الخطوة؟
وجواب ذلك على الارجح ان الكاظمي أراد اولاً ان يوفر المقدمات الاساسية التي تمكنه من ضرب رؤوس الفساد، ولعل إجراء تغييرات جوهرية في هيكل القوات المسلحة العراقية والتمهيد الى جعلها الأداة الاهم لمحاربة الفساد والمفسدين يعد المقدمة الاهم لانجاز هذه المهمة، وهو ما حصل بالفعل، فقد بدأ الكاظمي أولى خطواته بعد حصوله على ثقة البرلمان بتغيير قيادة جهاز مكافحة الارهاب وجهاز الأمن الوطني ومستشارية الأمن الوطني ثم تحرك على المفاصل الوسطى في المؤسستين الأمنية والعسكرية وتمكّن من إجراء تغييرات جوهرية فيها، لانه يدرك ان ضمان ولاء القيادات العليا والوسطى في هذه المؤسسات للدولة سيسهم بشكل فعال في ضبط الأمن والاستقرار وتحييد الأنشطة الخارجة عن القانون فضلاً عن التمكن من ضرب مفاصل الفساد المهمة دون تردد.
وعلى ما يبدو ان تصاعد عمليات القاء القبض على الفاسدين يؤشر مرحلة اخرى من مراحل فرض سلطة القانون واستعادة هيبة الدولة، لذا أرى أن علينا الاستعداد لفصول اخرى من سسناريو ضرب كيار الفاسدين.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- الذكاء الاصطناعي الثورة القادمة في مكافحة الفساد
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟