حجم النص
بقلم: اعتدال مُوسَىٰ ذِكرالله
مِمَّا لا شَكَّ فيه أنَّ صلاحَ الإيمانِ ؛ ودِلالةَ قَبُوله الإتيانُ بهِ يقيناً ؛ وصِدقاً ؛ وثباتا .. لاستحصالِ الأثرِ الوجُودِيِّ التَّكوينِيِّ لنشأتهِ من الأصلِ ! وفي انقِسَامَاتِ درجاتِ اليقينِ المُطلق للإيمانِ الخالِص بخلُوصِ العَقِيدة ؛ وإخلاصِ المُعتَقَد .. يظلُّ -عَينُ اليقينِ - أعلى درجاتِ اليقينِ الأقوَم للمؤمنِ الصَّادقِ مع اقتصَارِ -حَقِّ اليقينِ - على منازِلِ الأنبياء ِ ؛ وبراهِينِ الرُّسلِ ؛ وشَواهِد الصَّفوةِ المُخلَصِينِ بأمرِ مَن اصطفَاهم دُنُّواً واقتِرابا . ومِمَّا لارَيبَ فيهِ ولا مجالَ للظَّنِّ باستِحصَالِه عَيناً وعِلماً وجُوِدُ الكثيرِ من - الحَقائِقِ التَّكوينيَّةِ النَّشأوِيَّةِ - في عَقَائدِنا الإيمانِيَّةِ ؛ ومُسلَّماتِنا الإعتِقادِيَّة التي لا سبيلَ لنا معها سوى الإيمانِ والتَّسليمِ بها بلا حاجةٍ للدَّليلِ المُتطلِّب اثباتَ المدلولِ ! ومع كُلِّ عاشُوُرٍ بتتابِعِ الدُّهُوُرِ ؛ وتَتالي العُصُوُر يطُلُّ علينا الحُسَينُ ابنُ عليٍّ بنِ أبي طالب - ع - من بينِ أخبيةِ كربلائِهِ ؛ وعلى عَجَاجِ خَيلِه ؛ وعَويلِ مُصابِهِ ؛ وهمهمةِ زينَبِه ؛ وقِربَةِ عَبَّاسِه ؛ ومع نزفِ جِراحِه .. صادِقَ اليقينِ ؛ خالِصَ الحَقِّ ؛ مُؤمِنَ الحقيقةِ ؛ مُستأمَنَ الوعَدِ ؛ واضِحَ البُرهَانِ .. وما لنا وعلينا غير أن نستسلمَ لحقيقةِ وُجُوُدِيَّتِه من يقينِيَّاتِنَا العقائديَّة ؛ وإيمانياتِنا التي لا مجالَ فيها للرَّيبِ أصلاً ظاهرةً وباطنة ! وما علينا في حالِ اليقينِ ذلكَ غير أن نُؤمِنَ بظاهرِ الحُسينِ وباطنِه . ولبلوغ مراتب اليقينِ المُطلق مع الحُسين - ع - لابد من استحصالِ علمِ اليقين القاضيَ العلمَ به ومعرفته ظاهراً وباطِناً ؛ مع التَّأكُّدِ بـ عَينِ اليقين - من حقيقته بشرطِها وشروطِها ؛ حيث لم يعُدْ مع الحُسينِ الاحتياجُ واجباً لإثباتِ الدَّليلِ على حقيقتِه مادامَ الحُسينَ مدلُولاً بشواهده من خلودِ الفِعلِ ؛ وسرمدِيَّةِ الأثرِ ؛ وأمديَّةِ التَّأثيرِ ؛ وأبدِيَّةِ الثَّبات . ولإثباتِ حَقِّ اليقينِ مع إيمانِنا بالحُسَينِ علماً ومعرفةً نحتاجُ لشواهدِ الأنبياء ِ ؛ وبراهِينِ الأصفياءِ ؛ وماذا قال الصَّفوةُ من الرُّسلِ فيهِ وحسبُنا بقولِ أشرفهم - صلوات الله وسلامه عليه - حُسينٌ منِّي وأنا من حُسَين - حيثُ أثبتَ فيها وبالمِنِّيَّة الانتسَابِيَّة أحقِّيَّةَ الحُسَينِ باستِحقاقِ الثُّبُوتِيَّة المُطلقة لبلُوُغِ أعلى درجاتِ اليَقِينِ الإيمانِيِّ الصَّادِق علماً ومعرفةً بظواهر الحقِّ وعينِ الحقيقةِ وبواطنِ الإستسلام . فمعَ الحُسَينِ لا بدَّ من التَّسليمِ بالأمرِ اليقينِي الثَّابت ؛ والإستِسلامِ لأسرارِ ديمُومتِهِ المُستنِدةِ على أبدِيَّةِ الحقِّ الذي استُشهِدَ لأجلِه . وبذلك يكونُ الإيمانُ الصَّافِيُ - يقيناً صادِقاً خالِصَاً ثابِتاً - وهلِ الثَّبَاتُ إلاَّ الحُسينُ إخلاصاً وتَصدِيقَـا ؟! وما ثباتُ العارفينَ ( ظاهرَ الحُسَينِ وباطِنه ) وصدقهم معه رغم جوائِحِ الزَّمنِ فتنةً ووَباءً ؛ غربةً وحُرُوبا إلاَّ الدَّليلُ البائِنُ المُستبانُ الذي لا يحتاجُ من الأصلِ لمَدلُولٍ ما دامَ المَدلُوُلُ شَاهِداً وأثَـرُهُ مَشهُوُدَا ! .
أقرأ ايضاً
- شاعرة سعودية تكتب لعاشوراء "يــا حُسَينَ الطُهْرِ يـا رَمـزَ اليقينْ"
- الفنان المصري محمد صبحي يكشف سبب رفضه ملايين الدولارات للسفر إلى السعودية وتقديم عمل هناك
- شاعرة اردنية تلقي قصائد في كربلاء المقدسة