- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الجريمةُ المروِّعة سببها نفوذ الدَّولة العميقة
نـــــــــــــزار حيدر
١/ بالتَّسويف والمُماطلة والإِستمرار في صراعاتهِم الكتلويَّة والحزبيَّة على السُّلطة والنُّفوذ، تدفع [العِصابة الحاكمة] البلاد إِلى المجهول، وهو الأَمر الذي طالما حذَّرت منهُ المرجعيَّة الدينيَّة العُليا وكلُّ العُقلاء في البِلاد.
إِنَّهم يدفعُون ويتدافعُون لتصلَ الأُمور إِلى حافَّة الهاوية، ظنّاً منهم أَنَّ ذلك يُسقِط عنهم فاتورة الثَّمن الذي يجب أَن يدفعونهُ بعد سنيِّ الفساد والفشل ومن دون أَن يتحمَّلُوا مسؤُوليتهُ لحدِّ الآن بأَيِّ شكلٍ من الأَشكال.
٢/ يريدُون من الشَّارع المُنتفض أَن يتعقَّل ويتحلَّى بالحِكمة ويطهِّر صفوفهُ من المُندسِّين والمُخرِّبين والمُتصيِّدين بالماءِ العكِر والمُتربِّصين ومن الذين يُمارسُون العُنف والجريمة، بعد أَن أَضاعوا [أَقصد العِصابة الحاكِمة] الدَّولة ودمَّروا مؤَسَّساتها وانتقلُوا بالبلادِ من مرحلةِ حاكميَّة الدَّولة العميقة إِلى مرحلة حاكميَّة اللَّادولة، وهو الأَمرُ الأَخطر الذي ارتكبوهُ لتبريرِ تركِ ميليشياتهِم وسلاحهِم المُنفلت يتحكَّم على الأَرض وفي الوقائع بذريعةِ الإِنفلات الأَمني!.
٣/ ماذا يعني أَن تسحب الدَّولة سلاح الأَجهزة الأَمنيَّة وتتركهُ بيد ميليشيات أَحزاب السُّلطة؟! كما اعترفَ بذلكَ اليوم رسميّاً القائد العام للقوَّات المُسلَّحة في أَخطرِ بيانٍ يصدرُ عنهُ لحدِّ الآن؟!.
أَلا يعني ذلكَ شرعنة سلاح الميليشيات على حسابِ الدَّولة ومؤَسَّساتها الدستوريَّة؟!.
لقد دعا الخطابُ المرجعي الأَخير إِلى أَن تتحمَّل المُؤَسَّسة الأَمنيَّة مسؤُوليَّاتها في حمايةِ البلاد والمُحتجِّين السلميِّين والمُمتلكات العامَّة والخاصَّة، فلماذا تأَخَّرت هذهِ الخطوَة إِلى اليَوم عندما دعا بيان القائِد العام إِلى إِعادة السِّلاح للأَجهزة الأَمنيَّة وحصر السِّلاح بيد الدَّولة لحمايةِ هَيبتها؟!
أَلا يعني ذلك أَنَّ هُنالك إِرادة فوقَ إِرادتهِ هي التي تسعى للدَّفع بإِتِّجاه حافَّة الهاوية لتحقيقِ مآربها التدميريَّة المعرُوفة بعد أَن تقضي على الدَّولة أَوَّلاً؟!.
فمَن هوَ صاحبُ هذهِ الإِرادة؟!.
هذا السُّؤَال يجب أَن تجيبَ عليهِ الدَّولة وتحديداً الحكومة إِذا كانت تمتلك ذرَّة شجاعة وغيرة وطنيَّة.
٤/ إِنَّ الجريمة النَّكراء والمُروِّعة التي وقعت في العاصمةِ بغداد، هي نتيجةٌ طبيعيَّةٌ لنفوذ الدَّولة العميقة، فلو أَنَّهم كشفُوا عن هويَّة القنَّاصين الذين قتلُوا المُحتجِّين السلميِّين لما ارتكبَ أَحدٌ اليوم مثل هذه الجريمة!.
ولو أَنَّهم كشفُوا عن هويَّة المُسلَّحين الذين نزلُوا فُجأَة وبشكلٍ مُنظَّم في النَّجف الأَشرف والناصريَّة وبغداد ليقتلُوا ويحرقُوا ويدمِّرُوا قبلَ أَن ينسحبُوا بناءً على [أَوامرَ ميليشياويَّة] وردت في تغريدةٍ معلومةٍ! لما تكرَّرَ القتلُ [المجهول].
القنَّاصون قنصُوا هَيبة الدَّولة قبلَ أَن يقنصُوا المواطن!.
٥/ بعد بيان القائد العام اليَوم فإِنَّ الأُمور بدأَت تتكشَّف لكلِّ ذي عَينٍ بصيرةٍ، أَمَّا عِميان البَصر والبصيرة فلن يفهمُوا شيئاً أَو لا يريدُون ذلك.
إِنَّهُ يقولُ بأَنَّ الدَّولة العميقة إِلتهمت الدَّولة!
حُلُمي الوحيد الآن هو أَن يلتزم القائد العام ببيانهِ نصّاً وروحاً فيحصر السِّلاح بيدِ الدَّولة ويسحب آخر قطعة سِلاح من يدِ ميليشيات أَحزاب السُّلطة ومن عصابات الجريمة المُنظَّمة ومِن [بلطجيَّة] الدَّولة العميقة!.
٦/ لا أَحد يشكُّ في أَنَّ الكُتل والأَحزاب السياسيَّة التي بيدِها الأُمور منذُ العام ٢٠٠٣ ولحدِّ الآن فاسدة وفاشِلة، ولذلكَ فإِذا بقِيت في السُّلطة مدَّة زمنيَّة إِضافيَّة فستُحوِّل العراق إِلى دَولة فاشِلة، وهذا شيءٌ خطيرٌ يجب الإِنتباه إِليهِ قبل فوات الأَوان، ولاتَ حينَ مَندمِ.
لا يمكنُ أَن تبني هذهِ [الزَّعامات] دَولة، لأَنَّ فاقد الشَّيء لا يعطيه، فمثلاً؛ فإِنَّ الدَّولةَ معلومةُ الهويَّة والإِنتماء والوَلاء، وهي الأُمور التي يكرهها هؤُلاء لأَنَّهم بطبيعتهِم يتستَّرونَ على الهويَّة والإِنتماء والولاء!.
٧ كانُون الأَوَّل ٢٠١٩
لِلتَّواصُل؛
E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com