عبد الله الرضيع طفل الحسين الذي هزت قصة قتله وجدان الإنسانية وهو الشاهد على الجريمة البشعة للوحوش البشرية من آل أمية، أقام له احباب الحسين عليه السلام من دولة الكويت الشقيقة موكبا على طريق الحزن مساحته عشر دونمات في طريق الزائرين بين مدينتي النجف وكربلاء المقدستين، هذا الموكب مر عليه إثنى عشر عاما وسمي خيمة عبد الله الرضيع، اسس الموكب سابقا في مدينة الكويت يقدم الخدمات الى المعزين في شهري محرم الحرام وصفر الخير بجهود خمسة اشخاص بوجبات طعام بسيطة مثل الشوربة والهريسة والحليب والشاي، ثم تصاعدت وتيرة الخدمة الحسينية بعد التحاق عدد كبير من الخدام من مختلف الاعمار ومجموعة من النساء بالخدمة لمقيمي الشعائر هناك.
حرس الشرف
عند قدومنا الى العراق ابهرتنا مسيرة الاربعين وشدنا ما شاهدنا من خدمات لمواكب عراقية يعجز اللسان عن وصفها، حيث تراصفت المواكب على طول 80 كيلومترا من النجف الى كربلاء وكأنهم حرس الشرف في ساحة استعراض عسكري، فضلا عن الطرق الاخرى في المدن الواصلة الى كربلاء المقدسة، ذلك رأي خادم الموكب السيد عيسى خسروي الذي قال على الفور تحركنا وأستأجرنا ارضا في كربلاء ونصبنا فيها موكبا صغيرا هو عبارة عن جادر ومسقف بالجينكو وعام بعد عام توسعت الخدمات حتى وصلت مساحة الموكب الى عشرة دونمات، بنيت فيها قاعة كبيرة جدا مرتفعة ومسقفة بطريقة مقوسة لازالت قيد الانشاء سوف يشيد فيها قاعات طعام ومنام ومسجد ومطابخ وقاعات تحضير المأكولات قبل توزيعها.
مكائن حديثة
الموكب تعاقد مع شركة مبروك الكويتية فجهزته بثلاثين شواية دجاج تشوي ثلاثة الاف دجاجة يوميا، وكذلك نصبت ثلاث مكائن كص الدجاج واللحم (شاورمة) كبيرة تشوي كل واحدة طن من اللحوم في الوجبة الواحدة وماكنتي هامبوركر تنتج 200 قطعة همبركر في عشرة دقائق وماكنة كباب تنتج ثلاثة الاف شيش بالساعة، خسروا لم يختصر كلامه عن ادخال المكائن الحديثة والتي تعد وجبات متكاملة بسرعة فائقة بهذا الحد بل اكد ان الموكب عزز عمله بماكنة خبز تنتج في الساعة 10 الاف قرص خبز يسد الحاجة بسرعة ويعمل ساعة واحدة فقط مع كل وجبة، مشيرا الى ان خطة ادارة الموكب تتضمن انشاء مجموعة من المخازن المبردة والعادية، وقاعات مبيت للرجال وللنساء بمواصفات عالية وخدمات متعددة، وفي النية جلب خمسة عشر ماكنة دجاج كنتاكي تنتج في الساعة الواحدة 100 دجاجة، لاسراع في تقديم الطعام حيث تصبح الحصيلة 1500 دجاجة جاهزة في الساعة الواحدة ونستقدم معها مهندس مختص لتنصيبها وتدريب العمال على تشغيلها، ويقدم الموكب وجبات طعام خلال 24 ساعة يوميا فالافطار يقدم من ساعات الفجر الاولى الى الثامنة صباحا ويتضمن تقديم الهريسة والحليب والبيض وبعدها وجبة وسطية يوزع فيها الكيك والعصائر وفي وجبة الغداء ثلاثة الاف شيش كباب والعشاء وجبات همبركر وكص دجاج ولحم، وبعد منتصف الليل نقدم البيتزا وهكذا، لافتا الى ان بركات الامام الحسين عليه السلام تسهل كثير من معوقات العمل وتزيد العطاء.
استقبال المتطوعين
الموكب فيه ميزة تختص باستقبال من يريد الخدمة دون تردد فتجد خدام الموكب من جنسيات مختلفة يجمعهم حب الحسين، فقد جاء هذا العام 40 ايرانيا يخدمون الان في الموكب، كما جاء من الكويت بحدود عشرون طباخا مختصين بتهيئة عشرات الاطنان من الدجاج المجهز من شركة الكفيل، وفي الموكب ادارة تحدد كميات الطعام على عدد الوجبات وحسب حركة الزائرين، حيث قدمت اوقات الطعام فمثلا الفطور مع الفجر والغداء عند الساعة العاشرة والعشاء قبل صلاة المغرب، حسب ما يفيد به خسروا ويضيف نحرص على تقديم الوجبات بأسرع وقت ممكن لان الزائرين أما يكونوا جائعين جدا أو مستعجلين ليستمروا بالسير الى مدينة كربلاء المقدسة، وفي الحالتين لا يتحملوا الانتظار، مشيرا الى ان.
اما بناء الموكب الذي بوشر به هذا العام فان من يشرف عليه هو المهندس المدني كاظم الذي جاء متطوعا من ايران للاشراف على انجاز البناء والمساهمة في خدمة الحسين بمهنته، وسيستمر بتكملة جميع المباني والمرفقات الكبيرة والكثيرة لاعوام متطوعا ويعمل بشكل مجاني، وترى على يمين الموكب بناية قيد الانشاء متعددة الطبقات قال عنها خسرو انها مجاميع صحية نظامية متطورة ستقدم خدمات مهمة لحاجة الزائرين الى صحيات نظفية وحديثة ويمكن ان يستفاد منها الاف الزائرين يوميا، مستدركا ورغم ان الموكب في بدايات انشاءاته الخدمية الا ان ادارته اوقفت العمل لفسح المجال امام العاملين لاستقبال عشرات الالاف كما يحصل سنويا من الكويتيين والخليجيين والعراقيين والايرانيين.
قاسم الحلفي - كربلاء
تصوير: عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- موزعين على (350) موقعا سكنيا:العتبة الحسينية تقدم (22) الف وجبة طعام يوميا للوافدين اللبنانيين في كربلاء المقدسة
- دمشق :عمليات جراحية وخدمات طبية متنوعة لالاف الوافدين اللبنانيين يتكفل بعلاجها المرجع السيستاني(فيديو)