بقلم: بركات علي حمودي
بالرغم من اني نصف كربلائي.. فأنا افتخر انني بغدادي الأب و كربلائي الأم لكن هذا لا يمنع من أن أتكلم عن مدينتي التي ولدت فيها و تربيت و ترعرعت و ربما سيتوفاني الله فيها عاجلاً او آجلاً..
فالحديث الدارج بهذه الأيام عن قضية سحب الثقة من المحافظ السابق و إحالتها الى المحافظ الجديد الذي بدوره كان له الدور الأكبر بسحب الثقة من السابق ليكون هو اللاحق تطبيقاً لمصطلح (فيكَ الخصامُ و انت الخصمُ و الحكمُ)!
اصل الحديث الكربلائي اليوم خصوصاً بين (ابناء الولاية) هو ان من مَثّل كربلاء الان و يُمثلها في مجلس المحافظة او حتى في البرلمان لا يمثلون كربلاء التمثيل الصحيح خصوصاً انهم ليسوا (ابناء ولاية) اي ابناء كربلاء القدامى أباً عن جد.
((هذا الحديث فيه ربما تجني على حقوق المواطنة و حق الفرد العراقي في الترشح والانتخاب حيثما يسكن العراقي و ان كان قبل شهور عده))
لكن ان تكلمنا من باب خصوصية كربلاء او حق مفقود (لابناء الولاية) حسبما يدعي البعض و أنا منهم.. فأقول ان هناك حلقات مفقودة في وصول هذه الطبقة الى مجلس المحافظة و فقدان منصب المحافظ او وجودهم في البرلمان.
هذه الحلقات المفقودة التي اتحدث عنها، الكربلائيين أنفسهم هم من فرطوا فيها بسبب عدم توحدهم بقائمة انتخابية موحدة في آخر انتخابات لمجلس المحافظة او انتخابات البرلمان.. فلم نشهد قائمة تمثل (بيوتات كربلاء) بشكل جدي عدا قائمة واحدة حملت هذا الاسم لم تجمع الأصوات الكفيلة بوصولها لمجلس المحافظة بسبب عدم دعمها جماهيرياً و حتى بعدم دعمها بالانضمام الفعلي من الاسماء الرنانة من ابناء المدينة.
ولهذا وجدنا ان دعم (ابناء الولاية) قد ذهب للسيد يوسف الحبوبي بسبب نزاهته إبان تسلمة منصب قائممقام قضاء المركز أيام النظام السابق.. لكن مشكلة الحبوبي انه كان وحيداً في قائمتة و لهذا ذهبت أصوات ناخبيه ادراج الرياح و أنا منهم فكان صوته وحيداً بين أعضاء المجلس برغم حصوله ربما على ثلث أصوات الناخبين!
أما في انتخابات البرلمان الأخيرة فقد حدث الأسوء و هو ان احياء كربلاء القديمة و خصوصاً التي يقطنها (ابناء الولاية) قد عزفوا عن الانتخابات بعدما عُبئوا بأن لا فائدة من هذه الانتخابات و لهذا خسرت اسماء الطبقة التي اشرت لها شر خسارة في عُقر دارهم، بينما فاز نواب آخرين بعدما خرجت احياء سكنية كاملة لانتخاب هذه الشخصية او تلك لانهم اتباع هذا الحزب او ذاك التيار.. اي ان الانتخاب كان (فرضُ عين) كما يُقال.
لستُ هنا بصدد التقليل من فوز احد فهذا حقهم و حق ناخبيهم.. لكن أنا بصدد الإشارة الى خطأ الطبقة التي أتكلم عنها من ساسة او (مشاريع ساسة مستقبلاً) او ناخبين، و لهذا فعلينا ان نعرف خطأنا و ان نتعلم منه في الانتخابات القادمة.
وبما ان تغيير النظام من برلماني الى رئاسي لتنتهي سطوة الأحزاب هو من نسج الخيال بسبب التعقيد الاثني و الديني والقومي و فوضى السلاح و حامليه المستفيدين من بقاء هذا النظام (أظنكم عرفتم ما اقصد)!
إذاً.. كربلاء تحتاج لقائمة انتخابية قوية من بيوتاتها في اي انتخابات قادمة و الخطأ كل الخطأ ان تتشتت الاسماء بين قوائم الأحزاب لتضيع أصوات الكربلائيين بين الأحزاب!
أما كيف ؟؟
فهذه مسؤولية هذه الطبقة من محاميين و اساتذة و اطباء لجمع هذه الاسماء في اقرب فرصة للدخول في المعترك الانتخابي القادم، حيث نحتاج لندوات و ورش عمل و لقاءات لجمع الكلمة و توحيد الخطاب الكربلائي.
قد يقول البعض.. إذاً ماذا فعل الجعفري و الشهرستاني و غيرهم من ابناء كربلا ؟
و أقول.. ان هذه الاسماء و غيرها جاءت على حصان أحزابها و ليس كـ كربلائيين بدليل ان حتى ترشيحهم يكون في بغداد!
أتمنى بعد قضية المحافظ و غيرها من القضايا المُخيبة للآمال ان نكون قد استوعبنا الدرس كي نرسم خارطة طريق جديدة لمدينتنا الحبيبة.