- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
دليلهُ والزئبق وتلوينات "ترندينغ" جديدة
بقلم: عادل الموسوي
بعد حادث إلقاء القبض على رجل الدين المعمم المتهم بمحاولة شراء الزئبق الاحمر، وبعد ان تناولتها صفحات التواصل بالبحث والتحليل والتعليق كنت انتظر الخلاصة من "ترندينغ" فجاءنا بها احمد فاخوري من على قناة ال BBC عربي على "اليوتيوب" تحت عنوان:
"القبض على رجل دين معمم في البصرة بتهمة تهريب المخدرات يثير ازمة بين العشائر العراقية"
وقال في مقدمته: "لا زالت قضية اعتقال رجل دين شيعي من قبل قسم المخدرات في محافظة البصرة تتفاعل في العراق بعد دخول قائد فصيل مسلح على الخط ".
ثم قال: "بناء على معلومات واعترافات من عصابات بأنه سيكون هناك تهريب لمخدرات وزئبق احمر، اقامت مفرزة من قسم المخدرات في محافظة البصرة كمينا بالقرب من الحدود الايرانية واعتقلت رجل الدين كاظم عبد الله طه"
ما قصة الزئبق وحقيقة وجوده ؟
تتداول وكالات الانباء بين فترة واخرى اخبارا عن القاء القبض على متهمين بتهريب مادة الزئبق وفقا للمادة 11/444 من قانون العقوبات، وانه يتم تهريب مادة "الزئبق" من الاراضي العراقية، في بعض المحافظات، والعمل على استخراجه من قبل شركات اجنبية، وان هذه الشركات تقوم احيانا، بالاستعانة بخبرات عراقية قديمة مقابل مبالغ مادية كبيرة جدا.
الزئبق الأحمر - بحسب ويكيبيديا: "هو مادة مزعومة ذاع صيتها منذ عقد الثمانينيات من القرن العشرين، وما زال الكثيرون يؤمنون بوجودها رغم عدم تحديد ماهيتها أو تركيبتها ولا إثبات وجودها على وجه اليقين.. حيث ينسب البعض اختلاق قصة الزئبق الأحمر إلى وكالات مخابرات الاتحاد السوفييتي السابق أو إلى وكالات حكومية أمريكية".
استخدامات الزئبق:
الصناعات التعدينية والكيميائية، المحاليل التي تكشف عن البصمات، صناعة الورق، إنتاج بعض المبيدات الحشرية، التفاعلات الكيميائية وخاصة التي تستخدم في الإنتاج الغذائي، يدخل في صناعة كريمات التجميل، الدباغة وغيرها من الصناعات المختلفة.
الاستخدامات المزعومة:
مفجر ابتدائي للقنابل الاندماجية، تسهيل عمليلة تخصيب اليورانيوم دون الحاجة الى اجهزة الطرد المركزي، انه ليس اسما حقيقيا بل هو شفرة تشير الى اليورانيوم او البلوتونيوم او الليثيوم 6 وهي مادة لها علاقة بالزئبق ويضرب لونها الى الحمرة، طلاء للطائرات للاختفاء من الرادار، مادة تدخل في صناعة الرؤوس الحربية الموجهة ذاتيا، الشعوذة واستحضار الجن، استخلاص الذهب، استكشاف الكنوز، تحنيط أجسام المومياء المصرية.
ما الذي حدث ؟ وما الصحيح وما الخطأ وسط هذه الفوضى ؟
مفرزة حكومية يرتدي افرادها ملابس مدنية، تلقي القبض على رجل دين شيعي، يفتشه ضابط يرتدي "دشداشة" يتهمه بدخول البلاد لتهريب مادة محظورة والدليل 10 دنانير كويتية لشراء الزئبق وتخريب اقتصاد البلد، يأمره بخلع العمامة احتراما لرسول الله ص ثم توجه له الاهانات.
ذكر السيد عادل العلوي في اكرام ذرية رسول الله ص قائلا:
في تفسير "الكوثر" معاني عديدة إلاّ أنّ المعنى المتّفق عليه عند الجمهور هو أنّ الكوثر في قوله تعالى: " إنَّا أعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرْ" هو: آل النبيّ وأهل بيته وعترته والذرّية من نسل فاطمة الزهراء عليها السلام وسلالة أمير المؤمنين علي عليه السلام إلى يوم القيامة بلا زوال".
ورغم توصيات الرسول الكريم ص والائمة المعصومين ع بأكرام الذرية من ابناء رسول الله ص فقد نالهم ما نالهم من إذى العدو المخالف من القتل والسجن والتشريد الى الطعن والافتراء والتسقيط.. حتى كانت بعض الاساءات تنالهم حتى من الصديق المؤالف -ظاهرا-
وكأن المفرزة الحكومية قصرت في توجيه الاهانة لرمز العمامة السوداء ورجل الدين حتى رأى احمد فاخوري اكمالها بالتركيز على بعض المفردات، فقال: " لا زالت قضية اعتقال رجل الدين الشيعي من قبل قسم المخدرات.." ليؤكد ان المهمة كانت لهذا الغرض، بل ذكرها عنوان مقطع "الفديو" صراحة: "القبض على رجل دين معمم في البصرة بتهمة تهريب المخدرات يثير.. "
وان كان هذا العنوان بسيطا بالمقارنة مع عنوان اخر على موقع يدعى "ايلاف" هو: "رجل دين إيراني معتقل في العراق بتهمة تهريب الزئبق المخدر" فإحتاط بالجمع بين تهريب الزئبق وتهريب المخدرات ب " تهريب الزئبق المخدر" واستطرد قائلا: " وتشير المعلومات الى ان القوة الامنية اعتقلت الايراني بعد العثور معه على كمية من الزئبق الاحمر الشديد التخدير والتي يعتبرها القانون مادة محظورة" واعجب عن قلة احترام الذات في الجرأة على مثل تلك الافتراءات.
وبالعودة الى "ترندينغ" واحمد فاخوري حيث قال: "بناء على معلومات واعترافات من عصابات بأنه سيكون هناك تهريب لمخدرات وزئبق احمر.." وتركيز على المخدرات مرة اخرى.
ثم عرض توضيحات مفتشية وزارة الداخلية ثم تهديدات قائد جيش المختار ثم تحذيرات بني مالك ومطالبة بتحديد الموقف لعشائر البطاط.
والهدف الظاهر من مجموع ما استعرضه الفاخوري هو التأكيد على ما استهدفت به العمامة من التشهير والتسقيط مع التلوين بإضافة تهمة تهريب المخدرات وكأن تهريب الزئبق لايكفي للادانة.
الصحيح:
- ان الجميع يخضع للقانون.
- تنفيذ الواجب مع مراعاة احترام الحرية الشخصية والإلتزام بإجراءات القاء القبض وتطبيق قاعدة المتهم بريء حتى تثبت ادانته.
- اتخاذ الاجراءات القانونية والتحقيق مع المفرزة التي القت القبض لعدم قيامها بواجبها بالشكل الصحيح والتشهير بالمتهم قبل اثبات التهمة.
الخطأ:
- استغلال المنصب الحكومي لهدر كرامة الاخرين.
- التشهير بالتصوير والنشر عند القاء القبض وبإجراءات غير اصولية.
- المبرز الجرمي ودليل الاتهام هو 10 دنانير كويتية لشراء الزئبق الاحمر.
- التسرع في الاحكام والتعميم، والتطبيل والتزمير والاساءة قبل اثبات الدليل.
- التهديد والوعيد بالعقوبات التي لا تتناسب مع الجريرة، فالتهديد تحد للقانون ويمنع المكلفين الحكوميين من اداء واجباتهم.
- ان تكون سلطة العشائر اقوى من سلطة القانون والدولة.
حساسية القضية:
ما فائدة الادعاء بإحترام عمامة رسول الله ص مع توجيه كلمات الاهانة والتعنيف، واي داع يفرض التصوير والنشر والتشهير، فهناك اعتبارات وقضية حساسة لان المتهم شخصية دينية معممة بعمامة سوداء لها مكانتها الدينية والاجتماعية والرمزية والاهانة لها تعتبر اعتداء على رمزية العمامة التي طالما حوربت وشوهت صورتها وسمعتها من المغرضين والمنتحلين، فلا بد في التعامل مع هذه القضية بحرص شديد لان الامر سيأخذ منحى اخر يستغله القاصي والداني.
س: لماذا يغض الطرف عن المواقف المشرفة للعمامة في الدفاع عن الارض والمقدسات حتى قضى اصحبها في سبيل الله شهداء ؟