- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
حذاء الديكتاتور ورأس السياسيّ
أحمد عبد الحسين
نوّاب يسعون إلى إسقاط الحصانة عن زميل لهم لأنه قال إن حذاء أحمد حسن البكر أشرف من ساسة العراق.
هرج ومرج في البرلمان وفي فيسبوك، بعض يرى أن حذاء الرئيس الأسبق أفضل من الساسة، البعض الآخر يرى العكس، يرى أن الساسة أفضل من حذاء الرئيس الأسبق. وهكذا صارت القضية التي تشغلنا هذه اللحظات هي المفاضلة بين حذاء ديكتاتور ورأس فاسد.
كلّ قضايانا فارغة وبلا محتوى. وانشغالات البرلمان برئيسه ونائبيه وأعضائه ليست أهمّ من انشغالات الفيسبوكيين فعلاً. بعض قضايا الفيسبوك أهم وأنفع وأعمق من انشغالات مشرّعي العراق الأشاوس.
أيّهما أفضل: حذاء بالٍ أم ضمير فاسد؟
لم يبق أثر لحذاء البكر. نحن ليس لدينا متحف نضع فيه نياشين وأوسمة الطغاة السابقين وأنواط شجاعتهم فضلاً عن أحذيتهم. لكنّ لدينا رؤوس الساسة الفاسدين، بعضهم اعترف علناً بفساده على شاشات التلفزيون، بعضهم اعترف بفساد زملائه وبرّأ نفسه، والبعض الآخر قال: كلنا فاسدون وتقاسمنا الكعكة معاً.
ومع ذلك ما أن يقال "هؤلاء فاسدون" حتى تجد الفاسدين وجيوشهم يملؤون الدنيا صراخاً.
لا أعرف عمّ ستسفر معركة النائب مع زملائه في واقعة الحذاء. لكنْ لن يتغيّر شيء في كل الأحوال: فاسدون يسرقوننا ونحن منشغلون بمقارنة بين حذاء ديكتاتور قديم ورأس سياسي جديد.
أقرأ ايضاً
- عودة في الذاكرة.. ماذا فعلنا بعد الديكتاتورية؟
- شيءٌ عن الشرعيَّة المستقبليَّة للسلطة السياسيَّة
- العصافيرُ السياسيّةُ كُلّها على الشجرة والعراقيّونَ كُلّهم في اليد