قالت صحيفة المدى في تقرير لها نشرته، الاثنين، 12/ 11/ 2018، ان العراق سيواجه ازمة كهرباء حادة الصيف المقبل اذا لم تمدد اميركا مهلة الـ(45) يوماً بشأن استيراد الغاز والكهرباء من ايران والتي منحت من خلالها العراق استثناء من تطبيق عقوباتها ضد ايران.
وذكرت الصحيفة ان "ازمة طاقة حادة سيواجها العراق في الصيف المقبل، إذا أصرت واشنطن على ان تتخلى بغداد بعد 45 يوماً (مضى منها أسبوع) عن استيراد الغاز والكهرباء من طهران التي تواجه حزمة عقوبات أمريكية جديدة هي الأشد منذ فرضها في الصيف الماضي".
وبينت ان "الكهرباء في العراق، بحسب الجدول الامريكي، ستبدأ بالانخفاض الى معدلات كبيرة (تقل بنحو 7 آلاف ميغاواط) مطلع العام المقبل بعد فرض حظر الاستيراد من إيران لكن قلة استخدام الطاقة في الشتاء ستؤجل مواجهة الشارع الذي يثور كل موسم حر بسبب سوء تجهيز الكهرباء، مع الحكومة الى وقت الصيف".
ونقلت صحيفة المدى عن خبير الطاقة حمزة الجواهري قوله ان "العراق 1400 ميغا واط" من الكهرباء" و"500 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز، لتشغيل محطة كهرباء بسماية جنوب شرق بغداد (طاقة إنتاجها تبلغ 3 آلاف ميغاواط)، ومحطة القدس في العاصمة أيضا، بالاضافة الى محطات في البصرة".
وأكد الجواهري ان "العراق لايمكنه في أي حال من الاحوال تعويض تلك الطاقة"، مبيناً ان "عمليات إنتاج الغاز في العراق لن تتم إلا في بداية عام 2022".
واشارت الصحيفة ان "حاجة العراق الفعلية من الكهرباء تبلغ (21)، ألف ميغاواط، فيما ينتج نحو 11 ألف ميغاواط، ومؤخرا وعدت شركتا "سينمز" و"جنرال إلكتريك" بعد فوزهما بعقد تطوير الطاقة في العراق، انهما سيوفران 11 ألف ميغاواط خلال الاربع سنوات المقبلة".
وتابع الجواهري قائلاً ان "العراق لديه خطوط قديمة لنقل الغاز مع السعودية متوقفة منذ عام 1980"، وهو امر يجعل اخذ الغاز من المملكة العربية أمرا معقدا ويحتاج الى وقت طويل لفحص وإعادة عمل الانابيب".
الى ذلك نقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع سابق في وزارة النفط قوله إن "مهلة الـ"45 يوماً" لن تكون نهائية، وإن الولايات المتحدة ستضطر الى قبول التمديد،لأنها لاتملك رؤية لحل أزمة الطاقة في العراق".
وقال انه "خلال هذه المدة سيقدم العراق خطة عمل للولايات المتحدة يطرح فيها سقفا زمنيا للتخلي عن الغاز الإيراني بعد ان يقوم بإنتاج الغاز المحلي".
واشار المسؤول السابق إلى أن "السقف الزمني سيأخذ وقتا غير معلوم ولكنه لن يكون خلال 45 يوماً بالتاكيد"، مردفاً ان "الاستثناءات التي منحتها واشنطن لثماني دول من العقوبات الايرانية، لم تحدد بوقت معين، وكذلك سيكون الامر مع العراق".
ونقلت الصحيفة عن العضو السابق في لجنة الطاقة البرلمانية إبراهيم بحر العلوم قوله ان "المهلة الامريكية هي فرصة للعراق في التخلي عن استيراد الغاز"، مضيفاً ان "الحكومة السابقة كانت قد تلكأت في استغلال الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط، واليوم عليها البدء بعملية تصفير حرق الغاز".
أقرأ ايضاً
- صراع دولي وشبهات فساد.. هل تفشل الاتفاقية العراقية الصينية؟
- المالكي يدفع باتجاه انتخابات مبكرة في العراق
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق