- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
عرس الواوية انتهى / الجزء الأول
حجم النص
بقلم: عبود مزهر الكرخي عرس واوية كما يقال بالمثل العامي وهذه كناية عن الأمر القصير المدة. شبه بعرس بنات آوى، لأنهن يتضابحن أمدا قصيرا، ثم ينقطع ضباحهن. وتشبه هذه الكناية قولهم: سحابة صيف، يعني أنها لا تطول مدتها، وذكروا أن بلال بن أبي بردة، وكان قاضي البصرة، ويخلف أميرها، مر بموكبه، فتمثل أحد مشاهديه وهو يقول: أراها وان كانت تسر فإنها... سحابة صيف عن قليل تقشّعُ. ويبدو إن سحابة الصيف انقشعت وعرس الواوية بين الأحزاب والكتل في الساحة انتهى عهده والمصالحات والسياسة التوافقية قد ولت والتي كانت على أساس اقتسام المغانم والبحث عن الكراسي والمناصب والحصول على قطعة من الكعكة العراقية وهذا يمثل نهاية عرس الواوية بين الأكراد والأحزاب والكتل السياسية الموجودة والذي كان قائم على المصالح وتقاسم المغانم والمناصب وما بني على باطل فهو باطل ونهايته قريبة. والأكراد قد لعبوا في الساحة العراقية بصورة حرفية ومهنية جداً ومع كل المكونات وهذا يرجع باعتقادي المتواضع وهو اجتهاد شخصي أن هناك مستشارين صهاينة استراتيجيين يعملون في صنع السياسة الكردية ويقدمون المشورة للساسة الأكراد وبالذات إلى مسعود البارزاني وهذه العلاقات المتأصلة بين كردستان والصهاينة علاقة قديمة وتمتد منذ عهد الملا مصطفى البارزاني أبو مسعود وهناك زيارات وعلاقات متبادلة مستمرة بين الإقليم والصهاينة وفي مقدمة هؤلاء الساسة وعرابها النائب السابق محمود عثمان وكذلك مسرور البارزاني وغيرهم الكثيرين. ومع غباء ساستنا من المكونين السني والشيعي كان من السهل اختراق ذلك المكونين والعمل على الحصول على أعلى المكتسبات من خلال جهل وتخلف ساستنا الموجودين في الساحة السياسية والذين كان كل همهم الأول رفع حدة الصراعات فيما بينهم والتي كان يغذيها المكون الكردي بالخفاء وبدون علم هؤلاء الجهلة كان المكون الكردستاني بخطط واثقة وممنهجة على تحقيق الحلم الكردي وهو حلم مسعود بإقامة دولة كردستان وهو حلم باعتقادي حلم بعيد المنال لاصطدامه بعدة عقبات عديدة معروفة من قبل الجميع وأولها عقبات دول الجوار ممثلة بتركيا وإيران وحتى سوريا ولكن حلم مسعود بأن يكون رئيس دولة وتفرش له السجادة الحمراء ويعامل معاملة الرؤساء لا يفارق مخيلته وهو بهذا الحلم يغازل عقول الأكراد التي تصدق بهذا الحلم وهو وسيلة لبقائه على سدة الحكم هو وعائلته والتي يبدو انه حلم أبيه وأجداده. وجاء دخول داعش إلى نينوى وكان بتسهيل من البارزاني وأعوانه وسقوطها في ساعتين أو أكثر وهذا ما تشير إليه كل الوثائق والأحداث في أنه البارزاني وأعوانه وفي مقدمتهم العسكريين من الأكراد في الجيش وكذلك البيشمركة في تسهيل هذا الدخول المجرم للدواعش إلى الموصل. وكان بدء صفحة داعش هو بداية المخطط لتعالي الأصوات من قبل الأكراد بحق تقرير المصير والانفصال والحصول على أراضي جديدة من اجل توسيع مملكة البارزاني الكردية ومن خلال النفق والذي تم أنشاؤه وهو يمثل حدود كردستان الجديدة والتي صرح عنها مسعود وقال بالحرف الواحد أن ماتم تحريره بالدم لن نتخلى عنه وكان تصريح أغلب أزلام البارزاني يسير في هذا الاتجاه. وكانت الكارثة الكبرى هو انسحاب الجيش العراقي من كركوك والذين كانوا أغلبهم من الأكراد ومن المكون السني لتصبح لقمة سائغة للبيشمركة ودخولها دخول الفاتحين ومعهم قائدهم البارزاني وأبنه مسرور ليصرح أن كركوك هي كردية وان المادة (140) قد انتهت ولا حاجة للعمل بها لتصبح كركوك محافظة كردية والمصيبة الأعظم هي استيلاء الأكراد على معدات وأسلحة الجيش العراقي المنسحب من محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين وفي احتفال تم تصويره وتداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب وفي المقابل كان هناك تعامل غبي وعقول بلهاء كانت الحكومة والبرلمان وكل السياسيين والأحزاب لم يحركوا ساكناً على هذا التعدي الصارخ على سلطات الحكومة الاتحادية وعلى مؤسساتها ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه في تصرفات الأكراد من ممارستهم السلب والنهب وبحق الدولة وهذا حصل بعد سقوط النظام البائد الصدامي في أنهم مارسوا نفس الدور في الاستيلاء على معدات الجيش العراقي في ذلك الوقت وحتى وحسب ما تشير إليه الكثير من الأحداث والوقائع أنهم مارسوا سلب الدوائر والمؤسسات الحكومية في بغداد والعمل على إحراقها. وكان لهم دور أساسي في تخريب الاقتصاد العراقي وحتى العمل وبجهد مثابر على الانتقاص من سيادة العراق وحتى عمل الاتفاقيات المشبوهة مع الكويت ودول الجوار وما حدث في خور عبد الله وما قام به وزير الخارجية آنذاك زيباري وتلقيه رشاوى ضخمة من اجل ذلك في سبيل أعطاء هذا الميناء للكويت هو خير دليل ما نقول وما عمله في وزارة الخارجية والمالية كان كله يصب في مصلحة الأكراد وفتح القنصليات في كردستان وتعيين السفراء الأكراد في سفاراتنا في الخارج بحيث كانت السفارة العراقية التي يقودها سفير كردي هي عبارة عن إقليم كردستاني وحتى اللغة المتداولة داخل السفارة هي اللغة الكردية وهذا كان معروف من قبل الجميع. والحقيقة أن أول الغيث قطرة كما يقال وقد بدأت القطرة مع مؤتمر لندن وقبل السقوط ومن قبل المعارضة العراقية التي كانت تسمي نفسها ذلك والحقيقة تقول غير ذلك في أنهم شخوص لاجئين في الخارج ركبوا تسمية المعارضة العراقية من أجل الوصول إلى سدة الحكم وبدايات العد التنازلي للنظام الصنم هدام ومن أجل حلم الساسة العراقيين والموجودين في السلطة الآن تم أعطاء الوعود للأكراد وبدون أي حساب وعدم التفكير بمصلحة الوطن ومصالحه العليا ليسقط النظام ولتبدأ التنازلات وتحقيق الوعود الواحدة بعد الأخرى ومثل كرة الثلج التي تكبر مع تدحرجها والتي كانت أولها من قبل أياد علاوي والذي مقابل حصوله على كرسي رئاسة الوزراء ووعود الأكراد له بالدعم تم تخصيص حصة(17%) لإقليم كردستان وهي تمثل المغنم الأول والمهم والتي لا تمثل النسبة الحقيقة لهم في ضوء التوزيع السكاني للبلد ولتستمر مهازل التنازلات الواحدة بعد الأخرى وأهمها كتابة الدستور والذي كتب على عجل ومن قبل أناس غير متخصصين وليس لهم علم بالقانون الدولي وحتى الإطلاع على الدساتير العالمية ليتم صياغة هذا الدستور وفق أهواء الأحزاب والكتل وفي مقدمتهم الأكراد والتي أهمها إدخال المادة(140) والتي مثلت لهم أهم مرتكز في أقامة مناطق مزعومة ليتم أطلاق أسم عليها المناطق المتنازع عليها ولتمثل توسع جديد لكردستان وليدخل إلى محافظة ديالى وصلاح الدين وتجاوز الخط الأزرق لحدود كردستان والتي كان متفق عليه بعد السقوط وتستمر المهانة في تقديم التنازلات ولتصبح أربيل قبلة كل الساسة العراقيين الباحثين عن السلطة والمنصب ولتكون أجتماعتهم كلها في مناطق كردستان في مخطط حرفي وذكي في تسليط الأضواء والأخبار على كردستان ولأشعار العالم وخصوصاً أمريكا والغرب بأن كردستان لها دور كبير ومؤثر في صنع القرار العراقي ولتخرج مسميات جديدة من أجل المصالحة والشراكة واللحمة الوطنية والطاولة المستديرة...الخ هذه المسميات الغبية والبلهاء والتي كان يمارسها ساسة المركز وكله كان من اجل الحصول على المغانم والمناصب ولا يدرون أن الأكراد كانوا يحصلون على إضعاف مضاعفة من هذه المكاسب من خلال ما يقومون به وكذلك ما يقوم وزرائهم وكل العاملين في الدولة العراقية من نهب وسلب وبطريقة منظمة وأولها النفط العراقي في كردستان والذي مهد له حكومتنا وبالذات وزير النفط السابق والذي أعطى الحق للإقليم بتصدير نفط كركوك مقابل أعطاء حصة العراق منه يومياً والذي يقدر(550)إلف برميل ولأنه ينتمي إلى حزب له علاقات قوية مع مسعود عمل هذا الاتفاق المهين حيث ذهب بنفسه إلى أربيل وعقد هذه الاتفاقية وكأن نفط العراق هو ملك له ولحكومته ويستطيع التصرف فيه كما يحلو له وحتى هذا الاتفاق لم يلتزم به الأكراد وتنصلوا عنه وقاموا بتصدير النفط وبيع إلى تركيا وباقي الدول بإبخس السعار وحتى النفط الذي يصدره الدواعش يمر عبر أراضيهم ويباع إلى تجار من أكراد من عندهم فأي تخريب كان يمارس ولحد الآن في تخريب العراق وشعبه وتدميره, وأود أن أشير إلى نقطة مهمة حيث أن من المعروف أن ثروة العراق النفطية ملك لكل الشعب العراقي ولايحق لأي كائن من يكون التصرف به أو كما يحلو له فعند بيع أي بئر أو التصرف بمثل هذه الأمور يجب الرجوع إلى الشعب وأخذ التصريح بذلك كما هو معمول في كل القوانين العالمية والدستورية ولكن في بلدنا يبدو أن القادة الحاليين يحق لهم التصرف في كل شيء لأنهم مفوضين من الرب ولا يحق للشعب مناقشهم لأنهم لهم السلطة العليا والتي هي عبارة عن موروث لفكر صدامي بل هو أتعس وأسوأ من ذلك الفكر. ويبدو أن الموضوع قد طال ولهذا نكتفي من هذا السرد والتحليل التفصيلي لما يقوم به الأكراد ما تقوم بالمقابل الحكومات المتعاقبة والساسة حالياً والذي سنحلل في جزئنا القادم إن شاء الله لماذا تم هذا التصعيد الكردي للانفصال وتقرير المصير إن كان لنا في العمر بقية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أقرأ ايضاً
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- ماذا بعد لبنان / 2
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول