بقلم : عبود مزهر الكرخي
الأمر الثالث : تسخير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لضرب حماس
لا بد من الإقرار أن التكنولوجيا المتطورة التي يمتلكها الصHاينة ساعدت في تنفيذ تلك العمليات المجرمة ضد قيادات حزب والحرس الثوري وحتى حماس، والتي برزت هذه الخاصة في اغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده أواخر عام(2020)قرب طهران، وقالت إنه تم استخدام "روبوت قاتل" في الاغتيال الذي اتهمت إيران إسرائيل بتنفيذه، مشيرة إلى أن مسؤولين في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب أقروا خطة الاغتيال، والذي كان يعني بمساعدة تكنولوجيا الأMريكان، والتي بدأت منذ ذلك الوقت في استخدام الذكاء الصناعي، وإن العمليات الاسرائيلية كانت نوعية، لأنها ركزت بالأساس على تصفية هذه القيادات وضرب منظومة القيادة والسيطرة لدى حزب الله.
هذه العمليات كانت ترتكز على التفوق التكنولوجي والتطور التقني. فإسرائيل سخرت كل ما تملكه من قدرات في مجال الذكاء الاصطناعي وأجهزة التجسس والطائرات المسيرة المتطورة وغيرها من الماكنة العسكرية لتحقيق هدفها، والذي يوضح العمل الدؤوب الذي عمل عليه هذا الكيان في تنفيذ عملياته المجرمة.
وللعلم أن الشهيد حسن نصر لله.. كان يعمل بدون "خلوي" وتلفاز" خوفا من التجسس، وتوضح حقيقة مهمة أن الاختراق البشري كان العامل الحاسم في تنفيذ هذه المهمة، حيث أن اغتيال نصرالله احتاجت إلى هذا الاختراق الداخلي بسبب السرية التي كان يتمتع بها زعيم حزب الله في تنقلاته واتصالاته.
حيث أن نصرالله كان يرفض استخدام الهواتف الذكية وحتى الأرضية، واستعمل نظاما خاصا يطلق عليه عسكريا بـ "الهاتف الحقلي" وهو جهاز اتصال يربط عددا معينا فقط من الأشخاص بشبكة خاصة.
كما أن الاحتياطات الأمنية أجبرت نصرالله أيضا على الامتناع عن استخدام التلفاز خوفا من "عمليات التجسس التكنولوجي"، وكانت تُنقل له الأخبار عبر أشخاص مقربين جدا منه.
وللعلم أن قلة قليلة من الشخصيات تمكنت من اللقاء بنصرالله، هذه اللقاءات كانت تتم بسرية تامة وتنقل هذه الشخصيات "بسيارات مظللة" تمنع هؤلاء الزائرين من تحديد مكان إقامة الأمين العام لحزب الله.
ويقول الخبير العسكري العميد الركن فادي داوود" إن نجاح العملية رغم كل هذه الاحتياطات، دليل على أن الغارة الإسرائيلية بهذه الدقة من الصعب تنفيذها دون وجود شخص ما على الأرض ساعدهم على تحديد مكان نصرالله ".
ويستطرد بالحديث، أن الخرق البشري ليس حديث العهد، "فحزب الله أجرى سابقا تحقيقات مع المئات من عناصره بعد الغارات الإسرائيلية التي استهدفت قيادات أخرى في التنظيم" في لبنان وسوريا. "
ولهذا كان من الصعب تحديد طبيعة هذا الخرق البشري دون توفر معلومات أمنية دقيقة، لكن الاحتمالات المتوقعة تشير إلى إمكانية مشاركة أحد المقربين ومن عناصر القوات الخاصة المسؤولة عن حماية نصرالله أو أن الخرق تم بمساعدة عناصر الموساد الذين اندسوا بين صفوف الحزب.
وكشفت هذه العمليات المتلاحقة في الاغتيالات عن وجود ضعف ومحدودية في المهمات الاستخبارية لحزب الله وحتى الحرس الثوري، والتي ستكون هناك تهديدات متوقعة مستقبلية ضد محور المقاومة ممثلة بكل الجهات القتالية والسياسية فيها، والدليل على ما نقول" "أن الحرس الثوري اتخذ إجراءات أمنية إضافية كان أبرزها نقل مكان المرشد الأعلى، علي خامنئي، إلى مكان سري لحمايته" بحسب ما ذكره العميد الركن فادي داوود.
الأمر الرابع : حرب استخبارية على مستويات مختلفة
أن العمليات الأخيرة التي جرت من اغتيالات كانت حرب استخبارية ومن الدرجة الأولى، سبقتها حرب محمومة من الكيان الصHيوني في الحصول على المعلومات وساعدها في ذلك مخابرات الأMريكان وكل دول الغرب مع مخابرات دول عربية خائنة، كما ذكرنا من قبل، وكانت العمليات الصHيونية كانت على مستويات متعددة، داخلية وخارجية، إضافة الى التقنيات المتطورة التي تمتلكها إسرائيل من أقمار تجسس صناعية وقدرات عسكرية، والتي ركزت على ضرب القيادات في حزب الله والتي تمثل مركز الثقل في حزب الله استهدافها الله جوا في لبنان ولم تلجأ إلى مواجهات برية كما حدث في عام 2006، وهذا يشير إلى ان كل العمليات التي تم تنفيذها كانت بدقة فائقة ما كانت لتحصل لولا وجود خرق أمني داخلي داخل صفوف الحزب، والذي من الصعب تفسيره من هذا الاستهداف المتلاحق ضد قيادات الحزب، وفي رقع جغرافية بعيدة ومختلفة دون وجود خرق داخلي.
وأن الاغتيال المجرم للشهيد حسن نصرالله هو خرق أمني داخلي بامتياز، بحسب مراقبين، أشاروا إلى أنه لم يكن يحدث لولا تواجد جهات بين صفوف حزب الله تعاونت مع إسرائيل وقدمت لها ما تحتاجه من معلومات لتنفيذ العملية.
ويذكر المستشار العسكري العراقي، صفاء الأعسم، في حديث لموقع الحرة" أن حجم العمليات ضد حزب الله وحماس كشفت عن حرب استخبارية وتجسسيه استعدت لها إسرائيل منذ سنوات ويرى أنها أتت بدعم من "جهات خارجية".
حزب الله من جهته لم يكن مستعدا بجدية للتهديدات المتوقعة وقلل من مخاوف إمكانية وصول إسرائيل إلى قيادات الحزب واستهدافها. ويذكر المستشار العسكري العراقي أن القدرات العسكرية والتكنولوجية المتطورة مكنت إسرائيل من اختراق صفوف جميع هذه القيادات وبكل المستويات.
ويرى أن القدرات التي يمتلكها الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وحماس تقليدية وعاجزة عن مواجهة التهديدات الإسرائيلية والوقوف بوجه العمليات المستقبلية وتوفير الحماية لقياداتها.
يضيف الأعسم أن إسرائيل نجحت من خلال هذا "الخرق السيبراني" في الكشف عن جميع أسرار عمل تلك الجهات وتحديد أماكن تواجد قياداتها واستهدافها في اي وقت تشاء، بحسب تعبيره ".
وأن البيجر" كانت هي شرارة انطلاق العمليات ضد حزب الله، والذي يؤشر التراخي والإهمال الأمني للجهاز الاستخباري التابع لحزب الله طوال الفترة الماضية كان السبب وراء هذا الانهيار السريع في منظومة القيادة.
كما لا يستبعد ضلوع أشخاص وحتى قيادات مقربة من نصرالله في نقل معلومات سرية عن مكانه إلى إسرائيل. هذا الخرق، ساهم أيضا في نشر شبكة كاملة من عملاء الموساد داخل جهاز حزب الله الأمني والعسكري.
والذي كان أكبر مثال على ذلك هو عملية البيجر التي جرت في لبنان قبل شهر أو أكثر، دليل واضح على فشل هذه الجهة الأمنية في تعقب مصدر الجهات المنتجة والمصدرة لهذه الأجهزة، والذي كان تعقب هذه الأجهزة وتفجيرها على عناصر حزب الله، مكَّن الصHاينة من تنفيذ هذه العملية المجرمة، التي استعدت لهذه العملية منذ سنوات، من جمع معلومات هائلة حول أماكن ومقرات قيادات الحزب.
والتي كانت شرارة البدء الأولى في حملة واسعة للقضاء على قيادات الحزب والعمل على خلخلة بنيته التنظيمية وإعادته عقودا إلى الوراء،
والتي ستكون لنا وقفات أخرى أن شاء الله في تحليل ما يجري من أحداث في المنطقة والتي تنذر بحدوث احداث قد تغير كل ما يجري في العالم ويغير من الخارطة السياسية والعسكرية في العالم ككل..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.