يتميز حي البلديات في شرق بغداد بسعته وترامي اطرافه وينقسم الحي الى محلات سكنية عدة، تعاني الكثير منها من نقص في الخدمات او التجاوزات، ومنها المحلة (738) التي تعاني من مشكلة مستديمة في الكهرباء وشبكة المجاري بسبب حي سكني عشوائي شارك اهل المحلة بالخدمات، كما يوجد قرب هذا الحي سوق شعبي اصبح مصدر للنفايات والاوبئة، وهناك معملين حكوميين يلحقان الضرر البيئي بالساكنين.
تجاوز ومجاري
يبين المواطن "ابو احمد السيد" لوكالة نون الخبرية معاناة ساكني الحي بقوله ان" المحلة (738) المكونة من (9) ازفة وتضم مئات البيوت، كانت منطقة حضارية بشوارعها وبناياتها، لكن بعد العام (2003) وانشاء الاحياء العشوائية، اصبح عدد السكان كثيرا وضاغطا على الخدمات والبنى التحتية بعد ان قام الساكنون في احياء التجاوز بربط بيوتهم على شبكة مجاري الحي واسلاك الكهرباء شاركت الساكنين بحصتهم وكذلك سحبت انابيب الماء منها"، مشيرا الى ان" المنطقة التي شيدت عليها بيوت المتجاوزين كانت منخفضة عن محلتنا وعند هطول الامطار سابقا في عقود الثمانينيات والتسعينيات كانت تنصرف المياه اليها فتتحول الى مستنقعات مائية، وبعد ان سيطرة جهات غير رسمية على تلك الاراضي وباعتها للمواطنين دون سند رسمي شيد عليها المتجاوزون دورا سكنية عشوائية وقاموا ببنائها بارتفاعات اعلى من محلتنا السكنية واصبحت الحالة منعكسة حيث تنصرف مياه الامطار من الحي العشوائي الى مجاري محلتنا والدليل ان زخات المطر التي سقطت قبل ايام وصل مستوى مياه الامطار في الشارع العام خلال ساعتين فقط الى (70) سنتيمتر، وبلغ (40) سنتيمتر في الازقة، ومع تعطل مضخات سحب المياه بقيت الشوارع والازقة طافحة لمدة يومين، ودخلت المياه الى بيوت المواطنين المنخفضة بنائها، وكثيرا ما تحصل اعطال او نقص وقود الكاز او عدم تجهيز الكهرباء الوطنية تؤثر على عمليات سحب المياه، وبعد ربط مجاري الحي السكني العشوائي على مجاري محلتنا اصبحنا مثل "الاواني المستطرقة"، وباتت المياه تخرج من فتحات مجاري محلتنا مع اي ضخ للمياه بشكل مستمر صيفا او شتاءً".
الكهرباء والماء
ويستمر "السيد" بشرح معاناتهم بالقول ان" البيوت المتجاوزة وعددها كبير تجاوزت على شبكة الكهرباء المخصصة لمحلتنا وتسببت باعطاب الكثير من المحولات التي لم تعد تتحمل الاحمال الكبيرة، ورغم انهم جمعوا اموالا واشتروا اعمدة كهرباء ومحولات ونصبوها في منطقتهم وخف الحمل علينا، الا ان الكهرباء المجهزة لمحلتنا لا زالت سيئة بسبب تجاوز اصحاب العمارات والمحال التجارية في الشارع العام على الكهرباء بربط قابلوات بشكل مباشر دون نصب عداد او مراجعة دائرة الكهرباء، ووصل الحال الى نصب برادات لخزن وبيع اللحوم وكراجات غسل سيارات حتى اصبح الشارع صناعي وتجاري مشترك، وكذلك انشطار البيوت الى بيتين او ثلاثة ما جعل مشكلتنا الرئيسة هي تزويد الكهرباء للمحلة باكملها".
شارع المصرف
في المحلة شارع المصرف الرئيس بالمنطقة وملحق فيه شارع خدمي ومحال تجارية يستعرض مشاكله بالقول ان " هذا الشارع كان من الشوارع الحضارية بتصاميمها وسعتها وفيه شارع خدمي ملحق به كان فيما مضى ضيق نوعا ما، وضمن مشاريع توسعة الشوارع التي نفذت منذ العام الماضي شمل شارع المصرف عمليات توسعة الممرين الذهاب والاياب، كما شملت توسعت الشارع الخدمي وزرعت الجزرة الوسطية بالثيل الطبيعي لاضافة لمسة جمالية عليه، ومنذ مدة يشهد الشارعان تجاوزات من باعة البسطات واصحاب المحال، حيث يقوم اصحاب المحال باستغلال الرصيف وضمه الى محالهم ووضع البضائع او حاجات تعود للمحل في الشارع الخدمي، كما قام اصحاب البسطات بوضع سيارات تحمل بضائعم او بسطات توضع عليها الفواكه والخضر وباقي الحاجات على الشارعين الرئيس والخدمي واستغلوا الجزرة الوسطية لخزن ما زاد عن بضائعهم المعروضة ليموت الزرع وتتحول الجزرة الوسطية الى مناطق ترمي فيها النفايات والقاذورات ومخلفات بيع مواد المحال والبسطات ومياه اصحاب بيع الاسماك التي تسببت بحفر الشارع بعد ان تم اكسائه مؤخرا"، ناهيك عن "الزخم المروري الذي يسببه التجاوز على الارصفة ومقتربات الشوارع لان الشارع فيه مدخلين احدهما في بدايته والآخر في نهايته".
سوق الميت
في حي البلديات سوق غريب من نوعه بغرابة اسمه يتحدث عنه السيد بقوله ان" هذا السوق غير نظامي شيد على شارعين رئيسين في المنطقة ويضم مجموعة من المحال التجارية العشوائية، ورغم ان المواطنين يستفادون من خلال التسوق منه ، الا انه اصبح مكبا للنفايات ومنتج لجميع انواع المخلفات والقاذورات، وتحيط به النفايات ومخلفات المحال التجارية من كل جانب وهي منطقة مهملة بالكامل، وما يجب ان تلتفت اليه دائرة البلدية هو تبليط الشوارع المحيطة به ووضع حاويات للنفايات ووضع موظفين منها لمنع رمي النفايات ومحاسبة المخالفين، وتوجيه اصحاب المحال بالحفاظ على النظافة، وجباية الاموال لتوفير النظافة، كما يتطلب تبليط الشوارع وخاصة التي تقع خلف السوق التي جرت فيها اعمال حفر وتركت على حالها، وتحولت بفعل جريان المياه الى مستنقع واوحال واطيان مع توسع الحفر في الشارع".
غسيل سيارات وغبار
ومن غرائب ما يوجد في حي البلديات شارع استغله اشخاص وحولوه الى ورش غسيل سيارات يقول عنه السيد ان" الشارع الواقع خلف ملعب نادي الصناعة استغل بالكامل من المنطقة الواقعة قرب الجسر المؤدي الى ملعب الشعب الى ساحة وهران، وعلى الجانبين من قبل العشرات ممن يمتهون مهنة غسيل السيارات، وقد استغل الماء الصافي الصالح للاستخدام البشري في غسيل السيارات عبر التجاوز على انابيب الماء المجهزة للبيوت الواقعة خلف النادي، وهو استهلاك غير مبرر ويضغط على تجهيز المياه المخصصىة للمنطقة السكنية، كما ساهمت المياة التي تغسل بها السيارات والاطيان بتدمير الشارع الذي جرى تبليطه من مدة قريبة دون رادع من بلدية الغدير التي تعد اكثر بلدية مقصرة بواجباتها، كما تعاني المنطقة من اضرار بيئية تؤثر على صحة الناس من خلال نصب معمل الكونكريت الجاهز وبجانبه معمل رزم النفايات التي تصدر منها الاتربة والغبار وتجمع الحشرات وتجعل المنطقة بيئة حاضنة للاوبئة والقوارض وخاصة في الصيف حيث ترتفع اتربة معمل الكتل الكونكريتية من مادة الاسمنت وتدخل بيوت المواطنين رغما عن انوفهم، ويجب على بلدية الغدير ابعاد هذين المعملين من المناطق السكنية ووضعهما في مناطق بمحيط العاصمة حفاظا على الصحة العامة".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- لـ"تطوير المهارات".. إيفاد أعضاء مجلس بغداد إلى وجهات سياحية عالمية
- لتقيهم برد الشتاء القارص العتبة الحسينية تجهز العائلات اللبنانية الوافدة في سوريا بملابس شتائية(صور)