- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تفجيرات الكرادة ...امراء الطوائف وتجار الدم
حجم النص
بقلم:سعد عواد تفجيرات مروعة شهدتها منطقة الكرادة يوم امس راح ضحيتها العشرات من الابرياء العزل وهذه ليست المرة الاولى وقطعا لن تكون الأخيرة في مستوى العنف الذي تشهده باستمرار هذه المنطقة الراقية من بغداد ربما بسبب طبيعتها الديموغرافية. وحديثنا عن العنف والارهاب في العراق اصبح مثل (كولات سكيوه ترردها نفسها في الاحزان سواء كان الميت رجلا ام امرأة) ونحن منذ 13 عاما نردد نفس المقولات ونشجب ونستنكر بدون اية حلول سياسية او اقتصادية او تربوية للقضاء على آفة العنف التي اصبحت خطرا كبيرا ومتناميا يهدد السلم العالمي.لا شك ان جميع المجتمعات لديها ميل الى انتاج العنف ولكن البلدان تختلف في تغيير مسارات العنف اي انها تبتكر تقنيات في لجم العنف من خلال وضع استراتيجيات خاصة ومراكز بحوث سياسية وتربوية واقتصادية للحد من هذه الظاهرة الخطيرة..العنف والارهاب الذي يجتاح العراق اليوم لاشك انه عنف تقف وراءه عقليات عقائدية متحجرة تعيش في القرون الوسطى تميل وبسبب موروثاتها ومنظومتها الفكرية الى القوة والسيف والانحياز للعصبية والقبلية واليوم هذه هي الذخيرة الثقافية لكل الكتل والتيارات السياسية في العراق او لنقل اغلبها وجل هذه الاحزاب وشخصياتها تكمن بنية العنف في تحديد مساراتها لذلك هي في صراع دائم ومتجذر مع الاخر للحصول على المغانم والمكاسب واسهل طريق لها هو العنف.ولا يمكن لعاقل ان يتصور ان هذا العنف والارهاب وقوافل الشهداء والتدمير لا تقف وراءه اجندات سياسيه واحزاب مشاركة في العملية السياسية تتطلع الى الانقلاب على الواقع السياسي المأزوم والذي بات يشكل السبب الرئيس للأحداث الاجرامية والإرهابية التي يشهدها العراق. العراق اليوم يقاد من قبل امراء الحرب والطوائف وتجار الدم ومادامت هذه العقليات هي من تقود البلد فلن نتوقع اي تغيير او تقدم على مستوى الامن والسلم الاجتماعي بل سنشهد المزيد من الدماء والعنف...الشعب مغلوب على امره يقف موقف المتفرج بلا حول ولاقوه..وكأن القرار ليس بيده وهو من يستطيع عزل هذه الكتل السياسية ورميها في مزبلة التأريخ غير مأسوف عليها.