بقلم: علي حسين
ونحن نعيش أجواء حرب المناصب وتسريبات قائمة المرشح محمد شياع السوداني، ولعبة غلق الجسور وإعادة افتتاحها، وحكاية مدير الضريبة الذي لفلف ما يقارب المليار دولار فتمت مكافأته بأن نُقل إلى مقر الوزارة خبيراً اقتصادياً.
بثت وسائل الإعلام على استحياء خبر مقتل الشابة "زينب عصام" التي أنهت حياتها رصاصة طائشة، البعض يقول إنها خرجت من معسكر الأمريكان والبعض الآخر يتهم جهات معينة، لكن النتيجة أن شابة بعمر الزهور أُزهقت روحها دون أن تجد من يروي للعالم حكايتها، فكالعادة انشغلنا بما يجري في بلدان العالم، وأخذنا نهتف ونصرخ نصرة لنساء إيران مثلما كنا نذرف الدموع من أجل نساء البحرين، وقبل أن يحاول البعض تفسير الموضوع باتجاهات أخرى فأنني مع حقوق المرأة اينما كانت في ممارسة حريتها التي تكفلها الدساتير، ولكنّي أتمنى لو أن فتاة أبو غريب حظيت بنسبة ولو بسيطة من التعاطف والنصرة.
ولأننا نعيش هذه الأيام صولة نواب الصدفة، وننظر باستمتاع لقفزات جمال الكربولي، وغارقين حتى أذنينا في مهرجان الخطابة الطائفي، وتخطفنا الصحف والفضائيات لنتابع أخبار السياسيين المزيفين، لم تتوقف ضمائرنا لحظة واحدة عند مأساة الشابة "زينب"، ولم يهتم الجالسون على كرسي وزارة الداخلية بإصدار بيان يوضح للناس ماذا جرى، والأخطر من ذلك أن نوابنا الأعزاء لم يغضبوا، ولم تلوَح عالية بـ"قندرتها" غالية الثمن احتجاجاً على ما حدث لهذه الفتاة البريئة.. والأصعب من ذلك أن المجتمع بأكمله أصيب بحالة من الصمم المزمن إزاء هذه الفواجع، لأن الجميع مشغولون بمعركة كسر العظم بين الاطار والتيار.. للأسف نحن شعب أصيب ضميره بداء اللامبالاة، وتجردت أحاسيسنا من فضيلة الشعور بالأسى والألم تجاه معاناة الآخرين، فارتضينا أن نمارس دور المتفرج على مواطنين يُقتلون بدم بارد، ووضعنا رؤوسنا في الرمال إزاء جرائم قتل اكثر من 800 متظاهر جريمته الوحيدة، الحلم بمستقبل آمن.
كنت في هذا المكان قد كتبت عن نماذج الحكومات التي تحترم الإنسان وتقدر قيمة الحياة، وشاهدنا ماذا حدث في الهند، وكيف خرج آلاف المتظاهرين احتجاجاً على اغتصاب طالبة جامعية، وقرأنا وسمعنا كيف أغلقت الطرق في العاصمة الهندية، وأجبر رئيس الوزراء ووزير الداخلية على تقديم اعتذار للشعب على هذه الجريمة.. فيما نحن لانزال غارقين في الحديث عن الفوضى التي ستعصف بنا لو تخلى عنا هذا السياسي، وماذا سيكون مستقبل البلاد لو صحت الناس يوماً ولم تشاهد العلامة حيدر البرزنجي، أو تغيب عنا نصائح مثنى السامرائي "الثورية"، وماذا سيكون مصير الأجيال العراقية القادمة بعد ان تخلى عنهم ابراهيم الجعفري واستقر في بلاده بريطانيا.
أقرأ ايضاً
- التعدد السكاني أزمة السياسة العراقية القادمة
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!