حجم النص
بقلم : عبود مزهر الكرخي
من المعلوم أن هذه المقولة هي صحيحة وهي تاخذ قولها من الآية القرآنية التي {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء : 30].
ولهذا يعتبر الماء من الضروريات التي لايستغنى الناس في العراق ولكن نلاحظ ونحن في بلدنا يمر نهران عظيمان وهو مالم يوجد في اي بلد من بلدان العالم نشاهد شحة الماء وخصوصاً في فصل الصيف فنحن مثل في حي الجهاد حصل انه منذ يومان انقطع الماء عنا وحصل شحة في الماء وأنقطع الماء عن الناس والذين اخذت تعاني منه العوائل وخصوصاً الكبيرة وبالذات في هذه الأيام القائظة ولا ندري ماالسبب في ذلك مع العلم لم يكلف أحد من المسئولين في دائرة الماء بالخروج إلى الناس وتنبيههم بأنه سوف يحصل قطع في الماء وفي حي الجهاد بالذات لأنه يبدو وان حكومتنا الرشيدة وبكافة مفاصلها ليس لها مبدأ أحترام المواطن في بلدنا وهذا ماتعودنا عليه مع العلم كل يوم يخرج لنا الساسة والمدراء العاميين بضرورة احترام المواطن وأعتباره الغاية العليا الى أخر هذا الخريط من كلامهم والذي هو فقط وكما يقال حجي اصفط.
ولا أدري متى تنتهي معاناة المواطن العراقي البائس وهو تتلقفه الكفخات من كل حدب وصوب هل من الأرهاب والذي يحصد ارواح العراقيين وبلا رحمة أم من الكهرباء والتي الكذب وصل الى انه سوف يقوم تصدير الكهرباء وهو كلام في الهواء أم من الماء مع حلول الصيف ام مع اصحاب المولدات والذين يفرضون اوامرهم على الناس وبدون اي رقيب عليهم لأنهم وكما يقول المثل العامي ((داهنين السر للجماعة)) واستهتارهم لغ الى حد لايوصف أم من وكيل الغذائية الذي يسرق من قوت العراقيين أم من موظفي الدولة والذين اصبحوا كالقياصرة على رقاب الشعب في فرض كل مايريدون وعدم مناقشتهم لأن كلامهم منزل من السماء مضاف اليه رشاويهم التي جزء من الفساد المنتشر ي كل مفاصل الدولة والأكثر معاناة هو نقاط السيطرة وفرض الأزدحامات على الناس وفرض هذا الجهاز الفاشل للكشف ليصل العراقي الى البيت بعد انتهاء دوامه ويقول ((الحمد لله أني وصلت سالماً!!!)) حيث يخرج في الصباح وهو يودع عياله ويتشاهد على روحه لأنه لايعلم متى تأتي العبوة الناسفة أم السيارة المفخخة لتحصد روحه وأرواح العراقيين في أي لحظة في تعداد يومي للموت وفي كل لحظة.
والأنكى من ذلك يخرج لنا المسئولين ليقولوا لنا أن العراق بخير وكل شيء يسير على مايرام وهذه كلها حوادث وخروق فردية وليعيش ساساتنا وقادتنا المتحصنين في المنطقة الخصراء والذين أغلبهم الآن في الخارج لأنهم لايتحملون قيظ العراق ليتنعموا في فيللهم وشققهم الفارهة وليخرج كل يوم واحد من هؤلاء الشراذم ويصرح بتصريحات تزيد من حدة الصراع ويتكلم بكلام هو بعيد عن معاناة العراقيين والبلد لأنه في واد والشعب في واد آخر.
واود أن أرسل رسالة إلى دولة رئيس الوزراء واقول له : أخرج الى الشعب وصارحهم وأنزل إلى شعبك وشاهد ما يعانيه العراقي في حياته اليومية وكذلك الكلام لكل المسئولين لأن الشعب قد ملَّ من وعودكم وتصريحاتكم والتي لم تزده إلا محنةّ وبؤساً.
وان الانتخابات على الأبواب فأعلموا ياكل الساسة ومختلف احزابكم التي زادت من معاناة وبؤس العراقيين أن العراقي سوف لن ينتخبكم بل وسوف لن يذهب ويغمس أصبعه بالحبر البنفسجي لأنه قد حلف أن سوف يقطعه ولن ينتخبكم.
ويادولة رئيس الوزراء وكل المسئولين تأسوا برسالة سيدي ومولاي أمير المؤمنين الى عامله في مصر ووزيره مالك الأشتر والتي يشرح اسلوب حكم الرعية من قبل الحاكم والتي اعتمدتها الأمم المتحدة والتي يقول فيها لمالك الأشتر ((إن من نصب نفسه للناس إماما فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره ، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه ، فمعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم)).
والتي تم تكريما أمير المؤمنين علي بن ابي طالب(عليه السلام) على هذه الرسالة حيث أصدرت الأمم المتحدة في العام 2002 تقريراً باللغة الانكليزية بمائة وستين صفحة أعده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الخاص بحقوق الإنسان وتحسين البيئة والمعيشة والتعليم حيث تم فيه اتخاذ الإمام علي(ع) من قبل المجتمع الدولي شخصية متميزة ومثلاً اعلي في إشاعة العدالة والرأي الأخر واحترام حقوق الناس جميعاً , مسلمين وغير مسلمين, وتطوير المعرفة والعلوم وتأسيس الدولة على أسس التسامح والخير والتعددية وعدم خنق الحريات العامة.
فهل أنتم تتأسون بكلام أمير المؤمنين امير العدالة والمساواة في العالم ام أنكم تدعون ذلك.
ولأختم مقالي بما يقوله في كيفية أختيار المستشارين والذين يعملون في الدولة فيقول روحي له الفداء ((ثم اختر للحكم بين الناس افضل رعيتك في نفسك ممن لا تضيق به الأمور ولا تحكمه الخصوم ولا يتمادى في الزلة ولا يحصر من الفيء إلى الحق إذا عرفه ولا تشرف نفسه على طمع ولا يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه وأوقفهم في الشبهات وأخذهم في الحجج واقلهم تبرماً بمراجعة الخصم وأصبرهم على تكشف الأمور واصرمهم عند اتضاح الحكم ممن لا يزدهيه إطراء ولا يستميله إغراء وأولئك قليلون ثم أكثر تعاهد قضائه وأفسح له في البذل ما يزيل علته وتقل معه حاجته الى الناس وأعطه من المنزلة لديك ما لا يطمع فيه غيره من خاصتك ليأمن بذلك اغتيال الرجال له عندك ، فانظر في ذلك نظراً بليغاً)).
فهل طبقت هذه المقولات الرائعة لسيد الوصيين وأمام المتقين سيدي ومولاي علي بن ابي طالب (عليه السلام) في الحكم وكذلك باقي المسئولين.
فالسلام عليك ياسيدي ومولاي يا أمير المؤمنين يوم ولدت في بيت الله (الكعبة) والسلام عليك يوم تقلدت الإمامة والسلام يوم استشهدت في بيت الله وفي محرابك والسلام عليك يوم تبعث حياً.
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- التسرب من التعليم