حجم النص
اكد الكاتب والاعلامي المصري عادل الجوجري رئيس تحرير صحيفة الانوار المصرية ان السعودية لا تريد الى جوارها عراقا ديمقراطيا مستقرا ناميا لان مثل هذا النموذج يشكل تحديا خطيرا لمفاهيم الفكر الوهابي وشكل الحكم في السعودية .
وأضاف الجوجري في حديث مع قناة العالم مساء الاثنين ان السعودية اعتمدت اربع اليات لتخريب الوضع في العراق أولها تبني نظرية ( فرق تسد ) بمعنى انها انحازت الى كتلة او اكثر من اجل تشكيل محور داخل العراق يناوئ المحور الحاكم لغرض تخريب العملية السياسية وزرع الفتنة بين الكتل السياسية المشاركة فيها .
والمسألة الثانية والمهمة هي زرع فكرة الاقاليم وتغذيتها بهدف تفتيت وتشظية العراق ، وثالثا دعم تنظيم القاعدة او على الاقل السماح لمقاتلي القاعدة بالتسلل الى العراق وهم الذين يشكلون 50 بالمائة من الانتحاريين في هذا البلد ، مضيفا ان هناك 135 اجنبيا معتقلون في العراق نصفهم من السعوديين .
والمسألة الرابعة والخطيرة هي محاولة تخريب الاقتصاد العراقي عن طريق تشجيع الارهابيين على القيام بأعمال عنف في البصرة وتدمير أنابيب النفط من اجل استنزاف الطاقة النفطية العراقية ومنعها من تبني مشروع تنموي حقيقي .
واعتبر الجوجري ان هذا السلوك السعودي ليس منفصلا عن رؤية ال سعود لاي قوة اقليمية تظهر في المنطقة ، فمن قبل ناصبوا نظام جمال عبد الناصر العداء وارادوا تخريب التجربة المصرية مشيرا الى وجود رسائل تؤكد وجود تنسيق بين الرياض وواشنطن لضرب تجربة عبد الناصر عام 1967 ، وتكرر الامر نفسه بعد نجاح الثورة الاسلامية في ايران عام 79 ، فلم تكن السعودية تريد ان يكون هناك نموذج ثوري واسلامي في ايران لانه سيسحب الشرعية الوهمية من مزاعم السعودية بانها تمثل العالم الاسلامي .
وفي جانب اخر من حديثه قال الاعلامي المصري ان هناك مخطط لتفتيت الامة العربية واثارة ما يسمى بالفوضى الخلاقة لايجاد شرق أوسط جديد يضم 52 دويلة عربية بحيث يلعب الكيان الصهيوني الدور المحوري والمركزي على صعيد قيادة المنطقة كلها وربطها بالحبل السري مع الادارة الاميركية .
وكمثال على هذا المخطط اشار الجوجري الى التدخل السعودي القطري التركي المريب في الشؤون السورية ، فبدلا من ان تتعامل السعودية مع سوريا بروح السماحة الاسلامية اذا بها تحرض المسلحين وتمدهم بالاموال والاسلحة من اجل تقويض الاستقرار في سوريا وبالتالي اضعاف محور الممانعة والمقاومة وهو محور لا يقف فقط ضد الكيان الصهيوني بل ضد المشاريع الغربية بشكل عام .
وتابع الجوجري قائلا : ان السعودية تخشى من ان حصول انسجام سياسي في العراق بقيادة المالكي سيؤدي الى دخول العراق الى محور الممانعة والمقاومة ما يعزز قوة هذا المحور وهذا ما لا تريده السعودية ، ومن هنا سعت للتركيز على الخاصرة السورية لاضعافها والتأثير من خلالها على سلسلة المقاومة التي تبدأ من ايران وتنتهي بحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية
أقرأ ايضاً
- الأمم المتحدة: لا خوف على العراق
- الرئيس اللبناني سيزور السعودية كأول زيارة رسمية بعد انتخابه
- وفد برلماني إيراني یتوجه إلى العراق