قالت الحكومة العراقية الخميس إنها "متخوفة" من أن يؤدي سقوط النظام السوري إلى إنشاء هلال لتنظيم القاعدة في المنطقة يمتد في العديد من المناطق.
ويتخوف العراق من أن تنتهي الاضطرابات التي تشهدها سوريا بالإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنصيب نظام سني متشدد.
ومنذ سقوط صدام حسين وصعود الأغلبية الشيعية إلى الحكم تحدث بعض القادة السنة عن ظهور "الهلال الشيعي" الذي يمتد من إيران إلى العراق إلى سوريا التي يحكمها العلويون إلى حزب الله في لبنان.
وأدت انتفاضات شهدتها مصر وليبيا وتونس إلى صعود إسلاميين وسلفيين بعدما كان يحكمها رؤساء ينظر إليهم على أنهم علمانيون إلى حد ما.
ومع انعكاس المعادلة بفعل ثورات "الربيع العربي" يخشى مسؤولون عراقيون من صعود السلفيين والمتشددين إلى السلطة.
ويعتقد أن الموقف العراقي جاء بعدما دفع الكثير من رجال الدين المتشددين- الذين يؤيدون حاليا الربيع العربي- إلى تبني فتاوى جهادية ضد الحكومة والمتعاونين معها وتجيز قتل الشيعة.
وقال مستشار رئيس الوزراء عبد الحسين الجابري "هناك مخاوف من (صعود) جماعات متطرفة إلى الحكم في سوريا. هذا ما يؤكده كثيرا دولة رئيس الوزراء (نوري المالكي). لذلك موقف العراق ايجابي من النظام" السوري.
وكان المالكي حذر في أيلول سبتمبر الماضي من التداعيات الإقليمية التي ستحدث إذا تصاعدت الاحتجاجات في سوريا إلى عنف طائفي أو إلى الإطاحة بالحكومة لأسباب طائفية.
وعارض العراق حزمة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجامعة العربية على سوريا على خلفية تجاهلها لخطة تهدف لإدخال مراقبين بشان الأوضاع في العديد من المدن.
ويعتقد العراق أن العقوبات الاقتصادية تضر بالشعب وليس النظام كما هو الحال بالنسبة له حينما فرضت عقوبات عليه في تسعينيات القرن الماضي وأدت إلى تدمير بنتيه التحتية ولا يزال يعاني من ذلك.
وأضاف الجابري في تصريح لوكالة كردستان للانباء "إذا استلم المتطرفون الحكم في سوريا فسنشهد مضايقة للعراقيين الموجودين في سوريا. نحن نخشى من تشكيل تنظيمات تدعم الإرهاب".
ويتواجد في سوريا أكثر من مليون عراقي ويتوقع محللون أن تؤثر أية أزمة اقتصادية في الساحة السورية على أوضاعهم وهو ما يحاول أن يتجنبه العراق.
وكثيرا ما تندد تشكيلات المعارضة السورية ومليشياتها من موقف العراق "الداعم" للأسد في قمع المناوئين له. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من أربعة آلاف سوري قتل فيما تقول السلطات إن 1100 من أفراد الأمن قتلوا منذ نحو تسعة أشهر.
وتابع الجابري قائلا "العراق متخوف من تشكيل هلال لتنظيم القاعدة". وقال إن إسقاط الاسد يؤسس لنظام "طائفي" مكررا بذلك ما ذكره المالكي مؤخرا.
وتدعو القوى الكبرى في الغرب وكذلك دول مجاورة مثل تركيا والأردن الأسد إلى التنحي. وفرضت تركيا رسوما تبلغ 30 في المئة على الواردات القادمة من سوريا ردا على خطوة مماثلة قامت بها سوريا على البضائع التركية.
أقرأ ايضاً
- أكثر من 334 ألف لاجئ وطالب لجوء في العراق
- الهجرة: عودة السوريين المتواجدين بالعراق مرهون بتهيئة الظروف المناسبة
- الحكيم يدعو القوى السياسية إلى الاستعداد لـ"طارئ" يمس أمن العراق ويحذر من "مندسين"