توعد الرئيس الأميركي باراك أوباما إيران بالسعي لتطبيق ما وصفها أشد العقوبات عليها بسبب مخططها المزعوم لاغتيال السفير السعودي في واشنطن. وقال إن كل الخيارات مطروحة في التعامل مع طهران. يأتي ذلك فيما أدان مجلس الجامعة العربية ما وصفها بالمحاولة الإيرانية الآثمة لاغتيال السفير.
وقال الرئيس الأميركي الخميس إن "أفرادا في الحكومة الإيرانية" كانوا على علم بالمؤامرة المزعومة لاغتيال السفير السعودي عادل الجبير، وينبغي محاسبتهم. وأضاف -في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس كوريا الجنوبية الذي يزور الولايات المتحدة- "نحن نعتقد أنه حتى إذا لم تكن هناك معرفة تفصيلية على أعلى المستويات فلا بد من المحاسبة".
وفي أول تصريح علني له بشأن القضية وصف أوباما المؤامرة المزعومة بأنها جزء من "نمط من السلوك الخطير والمتهور"، ورفض الإجابة على سؤال بشأن المستوى في الحكومة الإيرانية الذي تم عنده التخطيط لعملية الاغتيال. وقال "نعتقد أنه حتى لو لم تتوفر معرفة عملياتية عند أعلى المستويات (بالمخطط)، فيجب أن تكون هناك مساءلة لأي شخص في الحكومة الإيرانية يقوم بمثل هذا العمل".
وشدد الرئيس الأميركي على أن "كل الخيارات مطروحة للتعامل مع إيران". وقال "سنواصل العمل بشأن كيف يمكننا إيجاد حكومة إيرانية تتجاوب مع شعبها".
من جهتها قالت زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إن على الولايات المتحدة أن توضح لحلفائها في العالم أن عليهم المساعدة على زيادة عزلة إيران كشرط لاحتفاظهم بعلاقات جيدة مع واشنطن.
وصرحت بيلوسي للصحفيين بأنه تم إطلاعها على المخطط الإيراني المفترض لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، ووصفته بأنه "مؤشر آخر" على أن إيران تمثل "تهديدا عالميا". وقالت بيلوسي إن برنامج إيران النووي المشتبه فيه الذي يدعي الغرب أنه يخفي وراءه برنامجا لتطوير سلاح نووي "هو أخطر شيء يحدث في العالم اليوم، ويجب وقفه".
من جهة أخرى، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن الولايات المتحدة أجرت اتصالا مباشرا مع إيران بشأن المؤامرة المزعومة لقتل السفير السعودي.
لكن المتحدثة رفضت الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وأضافت -في مؤتمر صحفي- "لسنا مستعدين في الوقت الحالي للخوض في مسألة من تحدث إلى مَن وأين، ولكن فقط نؤكد أننا أجرينا اتصالا مباشرا مع إيران".
وفي مقر الأمم المتحدة، بدأت المندوبة الأميركية الدائمة في مجلس الأمن الدولي سوزان رايس الأربعاء محادثات انفرادية مع سفراء الدول الأعضاء لإطلاعهم على تفاصيل اتهامات واشنطن، وحشد الدعم من أجل محاسبة إيران. لكن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قالت إن "المخطط الإيراني" يتطلب ردا دبلوماسيا لا عسكريا.
وفي أحدث ردود الفعل على تحركات رايس، أبدى الحلفاء الغربيون تأييدا للموقف الأميركي، لكن مندوبيْ الصين وروسيا كانا حذريْن في تعليقاتهما الخميس على الأدلة التي قدمتها المندوبة الأميركية.
وقال المندوب الروسي إلى الأمم المتحدة يتالي تشوركين للصحفيين "لقد أرسلنا جميع المعلومات التي وردت إلى موسكو، وستكون هناك اتصالات، وسوف ننظر في الأمر على محمل الجد". أما نائب المندوب الصيني وانغ مين فاكتفى بقوله "ما زالوا يحققون في الأمر، أليس كذلك؟".
من جهتها نفت إيران مجددا هذه الاتهامات وحذرت من الوقوع فيما أسمته فخا أميركيا.
وقال رئيس الدائرة العربية في وزارة الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان -خلال لقائه مع السفير السعودي في طهران- إن الاتهامات غير صحيحة، وليست سوى ما وصفه بسيناريو أميركي معد مسبقا ومؤامرة تستهدف علاقة إيران بدول المنطقة. ودعا المسؤول الإيراني الرياض إلى التعامل مع الموضوع بحنكة ووعي سياسي، على حد تعبيره.
وفي سياق ردود الأفعال، أدان مجلس الجامعة العربية -خلال اجتماعه على مستوى المندوبين مساء الخميس- ما وصفها بالمحاولة الإيرانية الآثمة لاغتيال السفير السعودي لدى واشنطن.
وصرح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أن كل المعلومات المتوفرة لدى بلاده تؤكد ضلوع طهران في المخطط. وأضاف أن إيران تسعى للضغط على الدول من خلال القتل والأذى. وأكد الفيصل أن الرياض تحمل طهران أي اعتداء يستهدفها، وأنها ستتخذ ما يلزم من إجراءات مناسبة في هذا الشأن.
أما الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي فقد حذر من هجوم عسكري أميركي محتمل عقب اتهام إيران بمؤامرة لاغتيال السفير السعودي، ودعا الحكومة الإيرانية إلى عدم إعطاء الذرائع للولايات المتحدة لاستهداف أمن ووحدة الجمهورية الإسلامية، داعيا المسؤولين السياسيين إلى التزام الحذر في التعامل مع قضية الاتهامات الأميركية لطهران.
أقرأ ايضاً
- بينها تعديل قانوني التقاعد والجوازات.. البرلمان ينشر جدول أعمال جلستي الأحد والاثنين
- البرلمان يؤكد لوفد البنك الدولي أهمية بقاء البنى التحتية لطريق التنمية بيد الحكومة
- البرلمان يوصي بإيقاف فتح كليات الطب البشري والأسنان والصيدلة (وثيقة)