في مفترق طرق وبمنطقة تعد مركز انطلاق الزائرين بمدينة الديوانية في محافظة القادسية، نصبت العتبة الحسينية المقدسة موكبا حسينيا يقدم خدماته على مدار اليوم، حيث يطعم ويسقى الاف الزائرين، ويقدم النصائح والفتوى والمحاضرات الدينية، ويعرض كتبا يقتني منها الزائر ليقرأها في ساعات راحته بالموكب، لاسيما ان هذا العام اصبح المسير في ساعات العصر والليل، ويقيم صلاة للجماعة، وخدمات اخرى كثيرة، للمرأة فيها نصيب كبير.

دعم العتبة المقدسة

وقال مسؤول شعبة النشاطات الدينية والثقافية في محافظة الديوانية الشيخ رمضان السعيدي لوكالة نون الخبرية ان " موكب العتبة الحسينية المقدسة في الديوانية تأسس في العام 2012، بدعم كبير من المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، لما له اهمية في نفوس الزائرين حيث اصبح مركزا ودلالة لزائري المحافظات الجنوبية، لما يقدمه من خدمات لوجستية وخدمات الثقافية للزائرين على مدار الساعة، وفي السنوات الاولى لافتتاحه كان عدد الخدام لا يتجاوز عشرون خادما بين منتسب ومتطوع، ثم ازدادت اعدادهم حتى وصلت الى عليه الان حيث بلغ عددهم (75) خادما في الموكب، ولم تكن الخدمات بحجم ما يقدم الان لانها كانت تجربة جديدة، وفي كل عام تدخل خدمات جديدة او تزيد خدمات موجودة لاننا نقوم بتقييم ما قدمناه بعد كل موسم اربعينية ونطور عملنا نحو الافضل، وكان الموكب يعمل بخيمة مساحتها (150) مترا مربعا، واصبح الان يقدم خدماته على مساحة (250) مترا مربعا".

خدمات نوعية

كثيرة هي الخدمات التي يقدمها اصحاب المواكب الحسينية الخدمية للزائرين، وتتشابه اغلبها لا اننا ارتأينا ان نقدم خدمة مميزة يبحث عنها الكثير من المشاية، هكذا يصف السعيدي نوع خدمتهم ويقول عنها" وفرنا في الموكب خدمة صيانة واصلاح عربات الاطفال التي يستخدمها المشاية لاغراض متعددة منها للاطفال واخرى لحمل الحقائب وكذلك عربات المقعدين، حيث بات الجميع يعلم ان لدينا ورشة متكاملة لاصلاح تلك العربات مجانا، كما لدينا ورشة اخرى لإسكافي يتكفل باصلاح مختلف انواع الحقائب التي يحملها المشاية وهو ما دفع الكثير من اصحاب الاختصاص للتبرع بالمواد الاحتياطية للعربات بكميات تغطي الحاجة السنوية لعربات الزائرين العاطلة، وكذلك اصلاح وخياطة الاحذية الرجالية والنسائية الرياضية واحذية الاطفال، كما ركزت الادارة العليا للعتبة الحسينية المقدسة على الجوانب الفكرية والعقائدية والثقافية في ايام الخدمة لنشر فكر اهل البيت (سلام الله عليهم)، لما لموكب من اهمية كونه اصبح مرتكز لمعتمدي المرجعية الدينية ووجهاء وزائري الديوانية وباقي المحافظات التي يذهب زوارها الى البصرة والسير منها نحو كربلاء المقدسة ".

تطور الخدمات

ويستذكر السعيدي الخدمات القليلة في بداية تأسيس الموكب بالقول، كنا نقدم وجبة طعام واحدة ونقيم صلاة جماعة، ونقدم الاستفتاءات للرجال فقط، اما الان فنقدم الاستفتاءات للرجال والنساء وتصحيح قراءة قصار السور، ونركز على تقديم الامور الفكرية والعقائدية عبر انشاء ركن القراءة، ووضعنا منبر هذا العام لالقاء محاضرات ومجالس حسينية وندوات بعد صلاة الظهر ، لان الخدام فيه يعملون بروح فريق العمل الواحد، كونهم من فضلاء الحوزة العلمية ومتخصصين بعلم النفس والاجتماع واساتذة يدعمون الشباب بالتخلص من ضغوطات الحياة وصعوباتها، كما لدينا موكب للطفل الحسيني عددهم اكثر من (70) طفل يقدمون الخدمة بزي موحد، ويقدم الموكب حاليا ثلاث وجبات طعام وبينها وجبات خفيفة، وتنطلق خدماتنا من  الخامس من صفر الى السادس عشر منه اي بحدود (12) يوما، ونخدم في المحصلة النهائية حوالي ( 45) الف زائر خلالها، وللنساء ركن خاص للخدمات ورعاية لاطفالهن ووفرنا ماكنة وامرأة خياطة ماهرة تلبي اي طلب خياطة للملابس".

الجانب الفكري

اصبح موكب العتبة الحسينية علامة فارقة في مدينة الديوانية، هكذا استهل مسؤول وحدة النشاطات العامة في الشعبة سجاد العوادي ويتابع بالقول " من ابرز الانشطة الفكرية والثقافية تخصيص امكنة للاستفتاءات للرجال والنساء، وهو امر يسهل وصول الزائر والزائرة للمعلومة بسهولة، ويستفاد السائل من التعرف على الحكم الشرعي لما يخص الامور في الزيارة او حياته التعبدية او العامة والاحكام الشرعية فيها بشكل مباشر من رجال دين متخصصين بالفتوى، وقد اخذنا في الحسبان الحركات المشبوهة الكثيرة التي تمارس العداء للاسلام ومحاربة الشباب مثل الالحاد الى الحركات المنحرفة، ووفرنا من يصحح الكثير من الافكار وتفسير بعض الآيات القرآنية التي التبست على بعض الزائرين وجعلناه يأخذها من مصادرها الصحيحة، ووفرنا مكتبة صغيرة في مشروعنا الجديد ركن القراءة وضعناها في زاوية من زوايا الموكب، ومنحنا الزائر فرصة للقراءة خلال استراحته لساعات، وابرزها تتعلق بالجوانب العقائدية والفكرية، وهو تطبيق لوصايا المرجع الديني السيد علي السيستاني  الذي ينص على ان المرء يجب ان يتزود بالعلم والمعرفة في جميع مراحل حياته، ولدينا فعاليات الرسم للشباب حيث وفرنا كل مستلزمات الرسم، ليتفاعلوا مع واقعة الطف وباشراف مختصين متطوعين".

قاسم الحلفي ــ الديوانية

تصوير ــ عمار الخالدي