منذ عقد ونيف من الزمن دأبوا على الحضور في موعد الزيارة الاربعينية، ولانهم عشاق له، وكأن مقولة امير المؤمنين علي (عليه السلام)، " إن لنا محبين لو قطعناهم إربا إربا ما ازدادوا لنا إلا حبا" تنطبق عليهم قلبا وقالبا، ولانهم مختصين بالشأن الطبي ومنهم الطبيب والصيدلي والمختبري والممرض، ارادوا ان تكون لهم بصمة اخرى ومسمى آخر، فيكونوا زوار وخدام لزائري الحسين (عليه السلام)، ثم تكاتفوا وانفقوا اموالهم لتسهيل مهمتهم، فأضافوا صفة البذل الى خدمتهم، وافتتحوا مفرزة طبية تقدم خدماتها لآلاف من زوار ابي عبد الله كل عام.
الخدمة مع الآخرين
يسرد الدكتور نور علي لوكالة نون الخبرية قصتهم مع الخدمة الحسينة بالقول " ان قصتنا بدأت في العام 2008 عندما قدم احد الاطباء البحرنيين والتقى بجمعية (IMI) التي مر عليها سنتان في تقديم الخدمات الطبية، وفي السنة الثانية قدمنا مجموعة من الاطباء والمختصين بالتمريض من البحرين والتحقنا بالجمعية وعملنا تحت جناحها، وكان عملنا مع مستشفى السفير التابع للعتبة الحسينية والمفرزة التي تقع امامه، وبعدها خدمنا في مجمع سيد الشهداء (عليه السلام) قريب ضريح ابي الفضل العباس (عليه السلام)، واستمر عملنا مع الجمعية لمدة اربع سنوات، ثم قررنا ان نعمل بشكل مستقل بعد قدوم اعداد كبيرة من الاطباء والتمريضيين والمختصين معنا الى الزيارة، فبدأنا في شارع العلقمي وكانت مفرزة بسيطة، وبعدها انتقلنا الى هذه الحسينية وخصص لنا صاحبها الذي يعود له الفضل في توفير هذا المكان لنا، قاعة الحسينية بدون المسجد، ومساحتها تقريبا مئة متر تقريبا، ونصبنا اول مفرزة خاصة لنا، مع الاحتفاظ بموقع شارع العلقمي ثم انتهى الامر بنا الى هذا المكان، ووسع الامر لنا صاحب الحسينية فمنحنا كامل مساحة المسجد لتوفير اكبر قدر ممكن من الخدمات، لاسيما ان عددنا اصبح بحدود (100) متطوع طبي".
صفحة جديدة
وشعرنا اننا نستطيع توفير كل التخصصات الطبية خلال الصفحة الجديدة من عملنا في العام 2014، هكذا يصف نور علي الامر ويضيف" البداية كانت مع تخصصات الطب العام وطب الاسنان والعلاج الطبيعي والصيدلية، ثم اضفنا في السنوات اللاحقة طب العيون، وبدأنا (25) متطوع ووصلنا الى المئة، ووفرت لنا العتبة الحسينية السكن والطعام والدواء والمستلزمات الطبية، وبعد العام 2014 والحرب ضد "داعش" واعتماد سياسة التقشف، تكفلنا بتوفير الادوية والمستلزمات الاخرى، واصبح الامر طوعي بيننا بتوفير الاموال لتوفير تلك الاحتياجات اللازمة ، لاسيما مع المعاناة الاقتصادية التي تمر بها مملكة البحرين، وجميع المتطوعين يتركون ارزاقهم واعمالهم سواء الحكومية او القطاع الخاص، ولكن الكثير منهم يشاهدون البركات والارزاق التي يحصدونها من خدمتهم لزوار ابي عبد الله، ومنذ البداية كان للمرأة دور معنا اذا بدأت معنا اربع طبيبات وثماني ممرضات ووصل الملاك النسوي الان الى اكثر (50) عنصر موزع بين طبيبات وممرضات وصيدلانيات وعلاج الطبيعي، ولدينا ادارة مصغرة نحدد فيها العدد المطلوب ونوظف العدد الاكبر عبر زيادة ساعات العمل والاعتماد عليهم، ونستطيع القول وحسب احصاءاتنا الدقيقة اننا عالجنا خلال تلك السنوات تقريبا (15) الف مراجع، حيث بدأنا بخدمة (300) مراجع ووصلنا الى (1500) في العام الماضي يوميا، ونستمر لمدة عشرة ايام ، واصبحنا نفرض على المشاركين المساهمة بدفع مبالغ لشراء الادوية والمستلزمات فجعلناهم زوار وخدام وباذلين لاجل نصرة قضية ابي عبد الله (عليه السلام) في وقت واحد، وهو قدم سبق في هذا المجال، لذلك لم يترك احد تلك الخدمة وال تلك السنوات".
مفرزة بمستوى مستشفى
هذه المفرزة فيها من الخدمات ما يعادل مستشفى ميداني، بهذه الصورة يوصف الدكتور "ابو حيدر" لوكالة نون الخبرية حالهم ويضيف ان " خدمتنا شهدت مراحل عدة والبداية كانت قليلة ووصلنا الى ما عليه الان، وتتضمن مفرزتنا اليوم اطباء يصل عددهم الى (20) طبيب ومعهم اخصائيين طوارئ وقلب واطفال وانف واذن وحنجرة وقلبية اطفال والاسنان والعيون، ولديهم عيادات خاصة داخل المفرزة، وتجرى عندنا عمليات صغرى، والعلاج الطبيعي الذي يستخدم فيه انواع كثيرة من العلاج ومنها العلاج الصيني بالأبر، وتداوي للرجال وللنساء وعيادات استشارية، وعيادة طب اسنان مجهزة بكل المستلزمات ولدينا صيدلية جهة للنساء واخرى للرجال، وللنساء والاطفال حصة كبيرة في خدماتنا حيث توجد حاليا سبع طبيبات اختصاص عام واطفال، ولهن عيادات وتمريض وعيون وعيادات اسنان تقدم خدمة حشو الاسنان وتنظيف اللثة وحشوات تجميلية بالليزر، وجلسات اولى لعلاج العصب وقلع الاسنان الطبيعي والجراحي، وفحص البصر وتزويد الزوار بالنظارات الطبية، وتحديد الحالة لاحالتها الى المستشفيات المختصة في مدينة كربلاء، ونعتمد على طريقة تكافلية ودعم بعض الميسورين لرفد المفرزة بالاجهزة والمعدات ونخزن المعدات في مخزن خاص ونقدم ما تبقى من الادوية بعد انتهاء خدمتنا الى العتبة الحسينية المقدسة ".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- نذر نفسه لمساعدة الناس: ام " الشهيد احمد" ..ولدي توسل بالحسين لنيل الشهادة ممزقا فكان له ما اراد
- لرعاية النازحين :العتبة الحسينية تفتتح مركز رعاية صحية في مستوصف الرسول الاكرم في لبنان(فيديو)
- اسكنوا اعداد اضافية وقدموا خدمات :اصحاب فناق سوريون يثمنون مبادرات العتبة الحسينية ويتعاونون معها