- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
حين تختم الهوية بالشعائر الحسينية
بقلم: حسن كاظم الفتال
لقد احتشدت بطون الكتب بشكل عام بلفظة الشعائر وعرفت بأنها جمع شعيرة فضلا عن أن البعض عرفها بأنها ترتبط بمصطلح الشعور أو الإشعار أو المشاعر أو مما أصبح شعارا للقلب بحزنٍ أو بغير ذلك . وهي ايضا توصف بعلاقتها بالمودة ولعل هذا الوصف هو الأقرب للسبب الذي دعا أن نزداد تمسكا بشعائرنا خصوصا الشعائر الحسينية التي صارت الشاخص الذي ترتكز عليه معالم هويتنا العقائدية.
من هنا جاء تمسكنا بإقامة الشعائر الحسينية التي إنبثقت من مجمل شعائر الله من التي أشارت لها الآية الكريمة (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) ـ الحج / 32
ثم امتدت الشعائر لتكون معلما من معالم إبراز الهوية الشيعية فهي التي عرفت الشعوب والمجتمعات على عمق ثقافتنا الدينية والحسينية وصار وسيلة للتعبير عن الذات العقائدية فلا بأس أن تتخذ وسيلة فعالة لإبراز محورية الهوية وإعلان التمسك بكل مكنوناتها وتعابيرها الفكرية والثقافية واتخاذها أداة لبناء النفس بناء حضاريا.
وجوب تطابقية القول بالفعل
وبما أن الشعائر صارت من أهم وأبرز الظواهر الحسينية فينبغي لنا التعمق بالتمظهر وترسيخ معالمها ترسيخا حسيا والتمظهر بها والتعاطي مع أبعادها بوعي تام وتطبيق ما تتضمن من مفاهيم ومضامين غاية في العظمة تطبيقا حرفيا يتناسب مع ما يدعو له الأئمة الأطهار صلوات الله عليه في رواياتهم ووصاياهم ومراعاة ما كان يصدر منهم قولا وفعلا وتقريرا.
وإن موالي آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله اتخذوا من ممارسة الشعائر الحسينية وسيلة تجدد الولاء وتجدد ذكر الإمام الحسين صلوات الله عليه على مدى الأزمان وعن طريق ممارستها تبين مظلومية الإمام الحسين صلوات الله عليه وتعلن الإستنكار الدائم والتام لما فعلته الزمرة الباغية من آل أمية بسيد شباب أهل الجنة سبط رسول الله صلى الله عليه وآله الإمام الحسين صلوات الله عليه الذي وصف به الدين الإسلامي الحنيف بأنه محمدي الوجود حسيني البقاء اشتهرت مدينة كربلاء المقدسة بإقامة الشعائر الحسينية وتميزت بتسيير المواكب والعزاءات وبما أن أرض كربلاء المقدسة وقعت عليها أعظم وأقدس وأشرف وأجل واقعة، هذه الواقعة كانت تتمة لرسالة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله إذاً هي رسالة سماوية وتستحق أن ترتبط بمبادئ الخلود وتبقى خالدة مدى الدهر وتحقيق هذا الخلود يستلزم الإعتناء والإهتمام بإيجاد عناصر وعوامل مساعدة لضمان إدامة وتكرار استذكارها.
لذا دأب الموالون للإمام الحسين صلوات الله عليه على المساهمة الفاعلة والحقيقية، ولأن الموقع الذي وقعت عليه الواقعة هو أرض كربلاء المقدسة فحق على أهلها أن يكونوا سباقين في الحفاظ على ديمومة المسيرة الحسينية وذلك بسبل ووسائل عدة، منها إقامة الشعائر الحسينية، حتى عدت الشعائر هوية مختومة بالشخصانية بختم الولاء الحسيني تبين مدى الولاء ومدي صدى الإتصال الصميم الحقيقي بمنهجية الإمام الحسين صلوات الله عليه.
أقرأ ايضاً
- حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه" !!
- تكامل ادوار النهضة الحسينية
- حين تُستودع مصائر الكبار لدى أمزجة الصغار !