- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ستضرب المرجعية بيدٍ من حديد من يعرض مستقبل العراق وشعبه وحضارته ودينه وانتصاراته وقيمه للخطر
بقلم: جسام محمدالسعيدي
تتجه انظار العراقيين صوب المرجعيةالدينية العليا في الايام القادمة اكثر من أي وقتٍ مضى..
لغطٌ كبير..
مخاوف لدى المرشحين..
هواجس لدى الدول الداعمة لبعضهم..
كل ذلك بسبب التسريبات التي خرجت من مكتب زعيم الطائفة، وحكيم العراق، السيد علي الحسيني السيستاني، حول خطبة له قادمة يوم ١٧ شعبان او قبلها.
البعض يتصور ان سماحته سيدعم قائمة..
وغيرهم يرى ان حكومة طوارئ قادمة!!
وسيناريوهات متنوعة وغريبة تتداولها صفحات مواقع التواصل وبعض المحللين..
سنحاول في هذا المنشور كما فعلنا في لقائنا في قناة كربلاء الاضاءة على هذا الامر، مع التذكير ببعض ما قالته المرجعية الدينيةالعليا بشأن الانتخابات فيما سبق، وملاحظة ما يلي:
أولاً//
يخطأ من يتصور ان المرجعية ستشخص قائمة لانها لم تفعل ذلك من قبل، ولن تفعله.
ثانياً//
يتوهم الكثيرون ان المرجعية هي التي أوجبت انتخاب القائمة 555 وغيرها!!! ولأن أغلب أفرادها هم الحاكمين الآن، فيتساءل:
لماذا أوجبت المرجعية انتخابهم؟!!!! وبالتالي هي من يتحمل فسادهم!!!
ونجيب هؤلاء بما يلي:
1. ثبت العرش ثم انقش، أولاً ثبت لنا أن المرجعية أوجبت انتخاب قائمة 555 ثم نجيبكم.
ونتحدى من يأتينا ببيان أو خطبة أو تصريح من المرجعية -موقعها الرسمي او رابط خطبها في موقعي العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية - يؤكد هذه الخرافة!!!.
2. فيما يخص دعم المرجعية لقائمة 169فهي شيء، وادعاء دعمها بقية القوائم التي تلتها، شيء آخر ومنها 555 وغيرها، وعلينا أزاء ذلك ملاحظة ما يلي:
أ- قائمة الـ 169 هي قائمة ترشحت في الانتخابات الأولى التي أرغمت المرجعية امريكا على اجرائها، وتم تشكيلها بمساعدة استشارية من لجنة شكلتها المرجعية، لتقوم بما يلي:
١. تقليل فترة الاحتلال واخراجه من خلال سن دستور يتضمن ذلك.
٢. لمنع الاحتلال من فرض دستوره الذي اراد تمزيق العراق لثلاث دول، ولو بقي هذا الدستور الان لما استطاعت الحكومة العراقية منع البرزاني من تحقيق حلم الانفصال، لانه مقنن في الدستور الامريكي للعراق الذي جاء به بريمر.
هذا الدستور الذي الغته المرجعية بتهديد مجلس الامن الدولي ان هو ادرجه كمستند - في اقرار الدستور الجديد - ضمن قراره الجديد، هددته بعواقب وخيممة!!!.
وفعلا أُرغم المجلس من قبل المرجعية وألغى الزام ادراج (قانون ادارة الدولة....) الامريكي، ضمن الدستور الجديد.
وهذه نص رسالة سماحته لمجلس الأمن الدولي التي لا يوجد لتحديها وتهديدها مثيل في التأريخ الحديث، باعتبارها حدثت من انسان وليس من دولة، فضلاً عن كونها لا يمكن ان تؤتي بثمارها ما لم تكن من الدول الخمس صاحبة الفيتو، ولكنها أتت بالثمار...
https://www.sistani.org/arabic/statement/1479/
رجل يسكن بيتاً بمساحة ٧٠م٢ في زقاق ضيق، بأثاث بسيط وخط مولدة من الشارع!!! وبلده محتل من قبل امريكا، تتقاذفه الفتن والمحن، وتتجاذبه مصالح دول الجوار، يهدد مجلس الامن الدولي للاستجابة لمطالب شعبه!!!
أيُ عظمة هذه؟!
فاستجابت دول مجلس الامن الدولي له، بعد استجابة المحتل الامريكي لضغطه عليهم لاجراء اول انتخابات جرت قبل الدستور.
ولأن العراقيين حديثي عهد بالديمقراطية، وهو ما قد يسرق منهم هذا الانجاز ان تشتتوا بقوائم، أرشد سماحته القوى السياسية حينها لتشكيل قائمة هدفها كتابة الدستور، وليست قائمة هدفها الحكم والقيادة، بدليل أن ما تمخض عن انتخاباتها هي الجمعية الوطنية المنتخبة والحكومة الوطنية الأولى عام ٢٠٠٥م، ولم يدوما سوى أشهر، ولم يجر في عهدها لا مشاريع ولا انجازات ولم تتداول الاخبار حينها عن حصول سرقات ومافيات نفط وغيرها كما حصل في الحكومات التي بعدها، رغم أنها تحوي سُراقاً كثيراً بعضهم موجودين الآن في الدولة.
لم يحصل ما حصل الان من الحكومات التي تلتهم، لضيق عملها وتركيزها على تأسيس الدستور ورعاية الاستفتاء عليه ثم الانتخابات الاولى في ظله، لا لأنهم نزيهين او زكتهم المرجعية كما يدعون.
فهي اذن هي قائمة كتابة دستور لا قائمة حكم، وخلاف ما يتوهم البعض، ولا علاقة لها بما تلاها من حكومات.
ب- بأبوة المرجعية، جمعت اللجنة السداسية المُشكلة في القائمة - وباستشارة مكتب المرجعية الدينية العليا- كل القوى المختلفة العراقية للدخول بقائمة موحدة، منعاً من تشتت الأصوات، في بلد يخوض أول تجربة ديمقراطية منذ خمسينات القرن العشرين، وبالتالي يجهل أغلب ابنائه لعبة الأغلبية النيابية، التي ستؤدي لتثبيت بنود الدستور الذي يحفظ وحدة العراق، وهويته الدينية والحضارية، ويُثبت حكماً مدنياً لا يخالف الشريعة، منبثقاً من روح الاسلام، محمياً من تدخلات الغير، أمريكيين وغيرهم، الذين جاؤا بدستور امريكي جاهز يمهد للبننة العراق رسمياً، وتفتيته لاحقاً.
ت-لم يكن تشكيل القائمة باستشارة المرجعية، تزكيةُ منها لأفراد القائمة، ولا دعماً ولا تنزيها لهم، هي دعمت فقط تشكيل القائمة ودعت لها، فقط من أجل هدف أسمى، ليس هو الحكم ولا القيادة، ففيهم -كما تعلم أيها السائل الكريم- الإسلاميين والعلمانيين وأشخاص لا يؤمنون بالمرجعية أصلاً وسياسيين من أهلنا السُنة أيضاً.
فكيف تـُزكي المرجعية اُناساً لا يؤمنون بشرعيتها أصلاً؟!!!!
ث-هي قائمة هدفت لكتابة الدستور العراقي بأيدي عراقية، المحقق لتلك الأهداف.
وفعلا كُتب الدستور وحقق 70% منها، ولو طُبقت هذه الـ 70% لما وصل حالنا لهذا الحال، بل ولتم تغيير الـ 30% المتبقية التي تم تمريرها من السيئيين الآخرين في لجنة الدستور المنتخبين من القوائم الأخرى، ولكنا الآن أحد البلدان التي يُشار لها بالبنان.
هذا الدستور المُعطل من قبل السيئين أنفسهم، وبعض أفراد القائمة 169!!!
فمشاكل العراق في عدم تطبيق الدستور لا في الدستور نفسه كما يوهمنا البعض ومنهم نفس الحاكمين..
اذ ليس في الدستور محاصصة ولا امتيازات للنواب والحاكمين، ولا غير ذلك مما نراه منهم الان، ويدعونه على الدستور ليبرروا اخطائهم.
ج-المرجعية دعمت وزكّت أشخاصاً في القائمة وليس الجميع، وهم معتمديها وممثليها الأربعة برئاسة العلامة السيد أحمد الصافي وشخص خامس مدني سنذكره لاحقاً، فلا يوجد واحد كتب الدستور ممن دعمتهم المرجعية بالاسم ودخلوا القائمة موجود في الحكم الآن.
فهم أدوا واجبهم الشرعي والوطني وخرجوا بلا فلس أحمر، لا راتباً ولا مخصصات ولا تقاعد ولا امتيازات.
https://non14.net/64421/
http://www.alkawthartv.com/news/133790
ح-لم يبق متصدٍ للقيادة حالياً ممن دعمتهم المرجعية في القائمة، سوى الدكتور عبد الهادي الحكيم من مجاهدي النواب الذي قاتل لتغيير مناهج التأريخ المزور في مناهجنا المدرسية، وساهم في تطوير المناهج العلمية المدرسية، وما زال ثقة المرجعية ولم تتخل عن دعمه، وقد أعلن في هذه الدورة عدم ترشحه لانتخابات آيار ٢٠١٨م.
خ-بعد قائمة 169، جرت أول انتخابات وفقاً للدستور، ومنذ هذه الانتخابات عام 2006م وحتى الآن، لم تدعم المرجعية أي قائمة، وأتحدى أي سياسي أو إعلامي أو متابع أن يأتينا بدليل أو إشارة أو تلميح خلاف ذلك.
ثالثاً//
حتى نعبر الى الضفة الأخرى ونتخلص مما نحن فيه، علينا تطبيق وصفة هذا الطبيب الخبير، الذي ما وصف لنا شيئا الا وجاء منه الشفاء، وما نصرنا الاعجازي على داعش منه ببعيد، فحققه الله باستجابتنا لفتواه بحوالي عُشر المدة -٣ سنوات ونصف- التي قالت حكومة امريكا انها ستخرج داعش خلالها وهي ٣٠ سنة.
رابعاً//
لست أدري، هل حان أوان ما أشارت له المرجعية قبل سنتين ونصف في خطبتها ٢١ صفر الخير ١٤٣٧ الموافق ٥/١٢/٢٠١٧م من قيام الحكم الرشيد بارادة الشعب العراقي؟ ام انه بداية الغيث على امتنا العراقية؟
خامساً//
هل يمكن للمرجعية ان تتدخل بقوة كما أشرت في عنوان مقالي؟
هل هناك مستندٌ لقولي؟!
الجواب.. نعم...
أقول هذا لان هذا العظيم فعلها مراراً متى ما استوجب الأمر وزالت الموانع، واقتضت الحكمة.
وهذا تصريح ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق فيه اشارة لذلك بعد لقاءه المرجع الديني الأعلى:
https://n.annabaa.org/news8976
فانتظروا إنا معكم من المنتظرين...
أقرأ ايضاً
- التأهيل اللاحق لمدمني المخدرات
- منع وقوع الطلاق خارج المحكمة
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر