- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ابو ناجي في القرن الواحد والعشرين
سامي جواد كاظم
زمن الماضي الجميل كل يراه وفق هواه فهذا ينظر للبساطة واخر للمحبة وثالث للغناء وانا اليوم انظر الى (ابو ناجي)
اعتقد الكثيرون ان امريكا هي من ضحكت على العراق في كل حروبه، واعتقدوا ان عربان الخليج عملاء للامريكان، والعالم ينظر الى مصائب وحروب العالم الى امريكا باعتبارها راس الحربة، واسوء حرب هي تلك التي شنت على العراق بقيادة امريكا ظاهرا.
الزمن الجميل يحكي لنا حكاية عن (ابو ناجي) ورحم الله الفنان (عزيز علي) يقول (كله منه كله منه مصايبنا ودكايكنا كله منه) ويقصد بها ابو ناجي،وحتى تتضح الصورة دعوني اسرد لكم قصة ابو ناجي كما قراتها من تعليق لمجلة الكاردينيا.
أبو ناجي كان تاجرا يهوديا يملك بيتا واسعا ينتهي بحديقة يانعة مطلة على نهر دجلة. اعتاد الناس على زيارته لقضاء العصرية في حديقته الباسقة، يشربون الشاي والماء المثلج ويأكلون الكعك معه ويتسامرون. التفتت لذلك غرترود بل، الموظفة في الإدارة البريطانية والمسؤولة عن الكثير مما حدث في العراق في أيام الخير من عهد الملك فيصل الأول.. فانضمت لهذه الجلسات. وراحت تروي لأبو ناجي ما فعلته الإدارة البريطانية وما تنوي القيام به من مشاريع. تخرج المس بل من ضيافته وينصرف أبو ناجي مساء لقضاء الأمسية مع أصحابه في مقهى التجار فيروي لهم ما سمعه منها. ويبادرون بدورهم بترديد ما سمعوه للآخرين.. الإنجليز قرروا فتح مدرسة للبنات في كربلاء وفتح كلية للطب في المجيدية، ومس بل أوصت النجار أبو عيسى لصنع عرش خشبي من خشب «الصاج» لائق لجلوس الملك عند تتويجه.يسمع الناس كل هذا الكلام فيسألونك: ومن قال لك ذلك؟ تجيبهم وتقول: سمعته من أبو ناجي.سرعان ما أصبح أبو ناجي لسان حال الإدارة البريطانية من حيث لا تعلم ولا هو يعلم.
وعاد من جديد ابو ناجي في القرن الواحد والعشرين، فالذي قاد بوش لحربه المشؤومة على العراق هي بريطانيا وبالقرقوز توني بلير الذي ينقل التوصيات والنصائح من مجلس اللوردات الى العناصر المعينة في الكونغرس.
بريطانيا التي اساسا دخلت الى الاتحاد الاوربي لتخدم امريكا التي تخدمها في تنفيذ مؤامراتها، لرب سائل يقول كيف ؟ انه الدولار الذي يعتبر سيد الاقتصاد، فجاء الاتحاد الاوربي وبعملته اليورو الذي زاحم الدولار بل اصبح اكثر منه قيمة، فما كان من بريطانيا ان تنسحب من الاتحاد حتى تضعضع اليورو بعد ان صوت مجلس العموم في بريطانيا بأغلبية كبيرة لصالح بدء مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي وتتحمل المانيا عبء ثقيل للحفاظ على اليورو ضد الدولار. بالرغم من ان هنالك اتجاهات في بريطانيا تعارض الخروج من الاتحاد الا ان الالتزام باوامر مجلس العموم البريطاني المسير من قبل مجلس اللوردات له الاولوية. لاحظوا الانسجام البريطاني الامريكي في مؤامراتهم على العالم الاسلامي بريطانيا اسست الكيان الصهيوني والادارة الامريكية ترعى هذا الكيان بامر بريطانيا.
خيوط أي كارثة في العالم ان لم تكن بريطانيا لوحدها هي المسؤولة ستجدون الى جنبها امريكا وهاهي اخيرا تشارك امريكا في عدوانها المسخ على سوريا. وهي التي تؤازر القرار الامريكي في مجلس الامن والامم المتحدة. فلو اريد انهاء المؤامرات في العالم يجب انها الوهابية فالوهابية من رحم الصهيونية والصهيونية تعيش على الدعم الامريكي والادارة الامريكية تعمل بامرة مجلس العموم البريطاني ومجلس العموم البريطاني لحيته بيد مجلس اللوردات ولو حدث زلزال وابتلع مجلس اللوردات بالكامل فان العالم سيعيش بسلام.
بريطانيا لازالت لم تقطع علاقتها مع ايران بالرغم من المواقف المتشددة الامريكية ضد ايران انها سياسة ابو ناجي بان يكون وسط الجميع ليمارس خبائثه على الجميع