بقلم • مسلم الركابي
"خلق الله كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام، وقدّسها وبارك عليها، فما زالت قبل أن يخلق الله الخلق مقدّسة مباركة، ولا تزال كذلك، وجعلها الله أفضل الأرض في الجنة".
الإمام الباقر (عليه السلام)
----------------
وسائل الشيعة: ج10، ص516
تأملت كثيرا في هذا الحديث للإمام محمد الباقر عليه السلام وانا اتابع ردود الأفعال حول تصريح عضو مجلس محافظة كربلاء ناصر الخزعلي لقناة الحرة بخصوص موضوع قانون قدسية كربلاء الذي أقره مجلس المحافظة للأسف الشديد ويبدو ان عضو مجلس محافظة كربلاء أراد أن يوصل فكرة معينة لكن هكذا هي كانت النتيجة كما يقول المثل الشعبي @ راد ايكحلها عماها @ وقد آثار التصريح ردود فعل غاضبة من قبل الشارع الكربلائي بكل توجهاته وهذه مشكلة المسؤول عندنا فهو للأسف فقير جدا في لغته بل في ثقافته والأدهى من كل ذلك يتصور المسؤول بأنه الافهم والاعلم والأفضل ووو وهذه النرجسية التي يعاني منها أغلب المسؤولين إلا ما رحم ربي. لا أعرف من اوصل فكرة قانون قدسية كربلاء هذا القانون الذي أفضل مايقال عنه أنه قانون أعرج فقد جاء في توقيت غير مناسب بالمرة فالمدينة فيها الكثير والكثير من القضايا التي تستحق اهتمام ومتابعة من قبل الحكومة المحلية بشقيها التنفيذي والتشريعي فهناك الخدمات التي وصلت تحت خط الصفر حسب مقياس الواقع الذي نعيشه إضافة ملفات الفساد التي فاحت رائحتها منذ زمن ليس بالقصير وحالة الإهمال المقصود والغير مقصود لقطاعات مهمة يقف في مقدمتها الصحة والتعليم إذن أين الحكومة المحلية بشقيها التنفيذي والتشريعي من كل ذلك. وعليه نقول ان قداسة وقدسية مدينة كربلاء لا يمكن ان يؤطرها قانون وضعي فهذه المدينة هي من حصة السماء هكذا هو قدر كربلاء وقدسيتها وقداستها وهنا يحضرني مقطع شعري جميل لشاعر كربلائي حد النخاع وهو الشاعر الراحل الخالد محمد علي الخفاجي الذي يقول في قصيدة أسمها كربلاء
إنها كربلاء
أصلها ثابت
سلالاتها في السماء
صدق الخفاجي وهنا نقول عن أي قداسة تتحدثون ولأي قدسية تشرعون. لقد فاتكم أن هذه المدينة عصية على قوانينكم الوضعية وعليكم ان تعيدوا إليها بهاءها والقها من خلال الاهتمام بكل ما يخص كربلاء انظروا إلى شوارعها وتحدثوا عن القداسة انظروا إلى مدارسها وتحدثوا عن القداسة انظروا إلى شبابها الضائع في متاهات البطالة وتحدثوا عن القداسة انظروا إلى عوائل شهداءها وتحدثوا عن القداسة انظروا إلى أفواج المتسولين الذين تكتظ بهم شوارع كربلاء وتحدثوا عن القداسة انظروا إلى أحياء التجاوز التي وصل عددها إلى ستين حيا وتحدثوا عن القداسة انظروا إلى موارد المحافظة والتي تتقاسمها مافيات الفساد المسنودة من قبل جهات متنفذة وتحدثوا عن القداسة انظروا وانظروا واطيلوا النظر بكل ماحولكم فكل ماتنظرون ليس له أي صلة بالقداسة والقدسية التي تتحدث بها لافتاتكم والتي للأسف أصبحت محطة استهجان الجميع والذي يقول ان فاقد الشيء لا يعطيه حقا انتم فاقدون للكثير مما كان يرجوه منكم الشارع الكربلائي وإذا أردتم أن تعرفوا المزيد انزلوا للشارع واستطلعوا آراء الناس البسطاء بعيدا عن انتهازية الانتخابات وجعجعة الشعارات فقدسية وقداسة كربلاء ليست مجرد شعارات ولافتات وإنما القدسية والقداسة سلوك يومي يمارسه المسؤول أمام الناس لكي يحصل على ثقتهم هكذا هي قدسية وقداسة المدينة والتي تجري في دم المواطن الكربلائي لأنها جزء أساسي من تربيته وثقافته وبعد كل ذلك نقول ويسألونك عن القداسة.
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!