بقلم:هادي جلو مرعي
سمير عبيد كاتب ومدون ومحلل سياسي مشاكس وكانت المؤسسة السياسية العراقية غير راضية عنه عموما خلال السنوات الماضية، وهو يشير في كتاباته خلال الحقبة الماضية الى نوع من التحدي في تأكيد رؤية مغايرة للسائد، وكان كلما نشر مقالا تحدث عن وقائع يرفضها البعض، ويهلل لها آخرون، وكان آخر مقالاته عن كركوك، وكيفية دخولها، وعن صفقة أعدت في أوربا، وهو حديث شاركه فيه كثر ولمحوا له بكتابات وتعليقات، ومنهم سياسيون نافذون، وكنا نتحدث عن قرار حكومي شجاع ربما في فرض إرادة وطنية مع إحتفاظنا برؤية تتماهى مع رغبة شعبية لدى طوائف وقوميات ترى أن لها الحق في نيل كرامتها بالطريقة التي تراها ملائمة بعيدا عن المركزية.
سمير عبيد أقتيد من منزله في حي القادسية ببغداد، وهو حي معروف كان صدام حسين قد جعله لأعوانه وكبار السياسيين والقادة والوزراء، وهو مستغل اليوم من نواب في البرلمان ومتنفذين حكوميين وزعماء كتل سياسية ورجال دولة لهم حضور في القرار، ويبدو أن سمير عبيد يسكن هناك ليس لأنه من هولاء، ولكن لأن الحي ملاصق للمنطقة الخضراء، ويكاد يكون جزءا منها، وهو مفتوح على أحياء سكنية أخرى يقطنها مواطنون من عامة الشعب وأصحاب مهن مختلفة.
حسن الرسام فنان مشهور، وهو شقيق سمير عبيد تحدث إلي وقال: إن القوة الأمنية التي إعتقلت عبيد كانت تضم عددا من السيارات منها واحدة مصفحة، وإنه تواصل مع مسؤولين في الدولة وأبلغوه بأن شقيقه محتجز لدى جهة أمنية نافذة وهو في أمان لكنه تحدث عن ضرورة ضمان سلامته، وتساءل ماإذا كان شقيقه سرق من المال العام، أو إنتهك الدستور الذي يتيح حرية التعبير عن الرأي؟
سمير عبيد في بغداد، وسيغادر مكان الإحتجاز قريبا جدا، وندعو الحكومة لمنع سيناريو سيء يمكن أن نخشاه قد يكون سمير ضحية له، لذلك نتمنى أن تأخذ الحكومة دورا أكثر إيجابية، وتدفع بإتجاه إطلاق سراحه بسرعة.