- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لو تم الصلح مع قطر ستكون الازمة اقوى
حجم النص
سامي جواد كاظم ازمة اليوم مع قطر ليست بسبب ايران او حزب الله اطلاقا ولكنها ناتجة عن تراكمات الماضي هذا اولا وعن مؤامرة مستقبلية اعد لها عند زيارة ترامب الاخيرة للسعودية، وهكذا فان اغلب الوساطات اعتقد سيكون طريقها وعر ليس بسبب النقاط الخلافية بل بسبب المشترك بينهم جميعا في صفحة الارهاب هذا اولا وعلاقة قطر ما بعد الازمة مع دول لا تقف الى الصف السعودي هذا ثانيا. قطر في وضع يجعلها اما رفس من وقف معها كاحد شروط الحلول وهذا يجعلها محل نقد واستهجان او انها تحلم بان تكون السعودية مع ايران على وفاق او حتى التطبيع كاضعف الايمان وهذا مستحيل لان الدور المنوط بالسعودية لا يسمح لها الالتقاء بايران. الاجراءات التعسفية والمشددة التي اتخذتها تحديدا السعودية والامارات هل سيتم الغاءها اذا ما حلت المشكلة ؟ هنا الموقف الذي يبعث على التساؤل، فالاندفاع المعادي المتشدد ضد قطر في كل صغيرة وكبيرة سيترك اثرا سلبيا على نفوس المواطنين القطريين وستكون نصب اعينهم لاي علاقة مستقبلا فالقلوب لا تنظف ابدا. لماذا لا تكون كل دولة سيدة ارضها وتمتنع عن التدخل بشؤون الدول الاخرى ؟ هذا الكلام موجه لكل الاطراف فقطر تدخلت اكبر من حجمها في مصر وليبيا والعراق وسوريا، وان كانت ادعت انها تراجعت بعدما ازرت السعودية ضد اليمن وفشل حربهما فان صح الامر فهذا امر حسن التراجع افضل من الاصرار. ولكن مجموع هذه الصور الغامقة عن القرارات والاجراءات التي اتخذتها السعودية والامارات هل ستذهب الى سلة المهملات اذا انفرجت الازمة ؟ لا اعتقد... فالجيش التركي اخذ مواقعه في قطر والاذرع الايرانية احتضنت الدوحة والموقف الحقيقي لبعض الدول التي لا ترغب بالسياسات السعودية ظهرت للعلن، والشامتون مخطئون بمواقفهم هذه والازمات في الخليج تؤثر ليس على الخليج فقط بل العالم باجمعه لانه محرك اساسي لسعر النفط حتى يتلاعب ترامب بما تقتضيه المصلحة التجارية قبل السياسية له ولامريكا. هل ستكشف قطر ما لديها من وثائق تدين السعودية والامارات حد النخاع ؟ لا اعتقد لانها لا تؤمن بالتصعيد وهذا ظاهر من خلال خطاب وزير خارجية قطر الذي يميل الى الحل الدبلوماسي دون التصعيد، واما تذكير السعودية بطاغية العراق الذي ضحك عليه من قبل الادارة الامريكية وهو من افصح عن ذلك مع مطر الصواريخ على بغداد بقوله (غدر الغادرون) اي غدر به بخلاف ما اتفق عليه، هذا السيناريو لا يكون في قطر وقد ذهب بعيدا عبد الباري عطوان بتوقعاته بان هنالك حربا ستشنها السعودية وان كان هذا الامر يؤكده البعض ممن يتابع خطاب السيد حسن نصرالله وتوقعه بان السعودية ستتعدى على الاخرين مثلما تعدت على اليمن، نعم تتعدى وتتدخل بالشان الداخلي ولكن ليس بالضرورة ان تكون حربا بل ما اقدمت عليه السعودية من اجراءات ضد قطر لا يقدم عليه حتى مجتمع الجاهلية على اقل تقدير الجاهلية تفتخر بحلف الفضول وملك سلمان وابنه يحتفل بحلف ترامب. كيف ستنتهي الازمة مع قطر ؟ الان لا تنتهي بل هنالك فضائح ستاتي بعد فضائح السفير الاماراتي العتيبة في امريكا عندما اخترق بريده الالكتروني (بقصد وبشكل مدروس ممن يضحك على الخليج)، لذا سوف لا تكون هنالك حلول بل هنالك صمت تدريجي ان وصلوا الى نقطة الخطر واعتماد الفضائح بما يفوق ويكليكس الذي لم يكن له حضور في هذه الموقعة لكشف ما لديه من وثائق لانه ايضا هو الاخر مسير لاداء رسالة معينة لجهات معينة. السياسي عندما يسحق مبداه بالحذاء والتراجع عكس القناعة امر طبيعي جدا