حجم النص
بقلم / مسلم ألركابي منذ زمن ليس بالقصير ونحن نسمع عبارات (الإصلاح , التغيير , التجديد) وغيرها الكثير من الشعارات والهتافات الإصلاحية والتي يزخر بها الواقع العراقي بكل تفاصيله السياسية والاقتصادية والاجتماعية , ونحن نجزم بان لا يمكن أن يكون هناك أحدا لا يريد الإصلاح والتغيير والتجديد ,فالإصلاح مطلوب والتغيير ضروري والتجديد حتمي يمليه المنطق ,وبما أننا نعيش وضعاً مضطرباً بعد سقوط الصنم في 2003 لذلك كانت عبارات الإصلاح والتغيير والتجديد مجرد شعارات فضفاضة للعديد من الجهات والشخصيات والذين كانوا يسعون إلى تصدر المشهد العراقي بأي صورة كانت ولكل من هذه الجهات والشخصيات غاياتها وأهدافها ووسائلها سواء كانت هذه الوسائل مشروعة أم غير مشروعة ,واليوم يشهد المشهد الرياضي العراقي تصعيدا كبيرا في قضية الإصلاح والتغيير والتجديد ,بعد أن انبرى عدد من نجوم الكرة العراقية إضافة إلى عدد من رجال الصحافة والإعلام الرياضي إلى النزول للشارع بتظاهرات للجماهير الكروية بعد إخفاق اسود الرافدين في التأهل لمونديال روسيا 2018,هذا الإخفاق الذي أصاب الكرة العراقية بمقتل ,ولا يختلف اثنان على حالة التردي والتي تعيشها منظومة كرة القدم العراقية بكل تفاصيلها حيث لازم الفشل والتخبط والعشوائية عمل هذه المنظومة منذ سنوات طويلة حيث كان الفشل الإداري هو العنوان الأبرز في عمل منظومة كرة القدم وباتحاد الكرة بالتحديد حيث يجمع الجميع اليوم على الأخطاء الفادحة والتي ارتكبها اتحاد الكرة بمجمل قراراته وسياساته المتبعة في قيادة دفة الكرة العراقية ,وكان للإعلام الرياضي الملتزم بأخلاقيات المهنة الصحفية والإعلامية الدور المميز في تشخيص مكامن الخلل في مسيرة منظومة كرة القدم العراقية حيث كان لهذا الإعلام الصوت العالي والمدوي والمطالب بالإصلاح والتغيير والتجديد , لكننا اليوم نشهد ظاهرة غريبة وخطيرة بنفس الوقت فحينما يتحول الإعلامي الرياضي إلى مجرد (مهوال) أيهوس وسط مظاهرة جماهيرية وحينما يتحول مقدم برنامج رياضي إلى (هتّاف) للشعارات المغلفة بعواطف ومشاعر الجماهير , وحينما يتم استغلال عفوية الجمهور الرياضي بطريقة ماكرة من اجل توظيف تلك العفوية لتصدر المشهد الرياضي وكأنما مقدم البرنامج الرياضي هو (بطل قومي) ومن النوع السوبر!!! ,وحينما يحاول بعض النجوم وللأسف الشديد ونقولها بمرارة كبيرة استغلال نجوميتهم في التحشيد العاطفي للجماهير في محاولة لركوب الموجة التي باتت تجتاح الشارع الرياضي , علينا أن نتسائل وبكل صدق وأمانة ومحبة للجميع أين أهل الاختصاص ؟ وأين أصحاب الشأن ؟ عن كل ما يحدث ؟؟؟ لماذا لا يركن الجميع إلى لغة الحوار ؟؟ والتي بكل تأكيد ستفضي إلى حلول منتظرة من الجميع ,لماذا يهرع البعض صوب جهات بعيدة كل البعد عن الهم الكروي العراقي ؟؟ نحن لا نشكك ولا نطعن بوطنية ونوايا احد إطلاقا ,لأننا نؤمن بان كل مشاكلنا الرياضية لا يمكن حلها إلا من خلال الرياضيين أنفسهم مع جل تقديرنا واحترامنا لجميع الجهات سواء كانت سياسية أم دينية , فحينما يرتمي الرياضي بأحضان الجهات الغير رياضية يكون بذلك قد أضاع بوصلة الحل وأصبح مجرد وسيلة تستخدمها هذه الجهة أو تلك في الوقت والطريقة التي تراها مناسبة , لذلك نقول إن الإصلاح والتغيير والتجديد لا يمكن أن يأتي من خلال الهوسات والهتافات والتحشيدات , الإصلاح والتغيير والتجديد يمكن أن نحصل عليه بعد أن نوفر بيئة مناسبة لهذا الإصلاح والتغيير والتجديد من خلال وضع إطار قانوني إصلاحي جديد يضمن حقوق الجميع بعيدا عن لغة التسقيط والتخوين , وكان الله والعراق من وراء القصد.