حجم النص
بقلم رائد العتابي اي عظمة لهذا الامام الذي اضحى ذكره على كل لسان ودمعة في كل عين ومدحة في كل فم لقد اعطى كل شئ فيالله تعالى فاعلى الله ذكره وجعل له مودة في قلوب المسلمين وغيرهم. لقد اراد هذا الانسان الانسان ان يعطي للبشرية الحياة الحرة الكريمة عندما وقف في كربلاء مدافعا ومضحيا من اجل القيم والمثل ودفع الوجوه الكالحة السوداء المظلمة التي نزت على منبر الرسول من دون استحقاق ولا اهلية قال تعالى:(وما جعلنا الرؤيا التي اريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونه في القران1) ولكن كان الرد شيطانيا وحشيا قاسيا بقساوة الصحراء فخسر الحسين المعركة وربح الخلود. خافوا منه في حياته ومماته لانه صرخة ضد الظلم لا تنطفا ابداً اي عظمة لهذا الذي اذاب كل الفوارق الاثنية والدينية عندما قرب جون الاسود ووضع خده على خده كما وضع خده على خد ابنه الشهيدعلي الاكبر وقرب وهب المسيحي وافاض عليه بابوته وحنانه كذلك الفوارق الطبقية فهذا حبيب بن مظاهر الاسدي رئيس عشيرة بالاضافه الى الناس البسطاء من البقية التي شاركت مع الحسين في الثورة.اي عظمة لهذا الانسان الذي ذاب في المبدا الذي امن به وراح يجاهد من اجله بكل ما يملك لانه نظام ا لانسان لقد ترك الامام عليه السلام الدنيا ويستطيع ان يغرق في الذهب والفضة وتركع له طائعة ولكن هيهات ان فيه شمما من ابيه علي عليه السلام وجده عندما رفض الكفرواغراءه ورفض ترك الدعوة حتى لو وضعوا الشمس في يمينه والقمر في شماله كانت حياته قرانا يتحرك ومحمد يتكلملقد ادخرته السماء الى اداء هذه المهمة الصعبة التي لا يؤديها الا مثله ان عظمة هذا المعصوم ملكت قلوب غير المسلمين ففاضت بالمدح والاعجاب والثناء فهذا المهاتما غاندي الذي قال:(لقد طالعت بدقة حياة الحسين شهيد الاسلام الكبير ودققت النظر في صفحات كربلاء اتضح لي ان الهند اذا ارادت ان تنتصر فعليها اقتفاء سيرته). ولما سئل ياسر عرفات ماوتسي تونغ في الاستفادة من الثورة في الصين والنهوض رد عليه ماو قائلا عندكم الحسين وتسالني ولقد صرح العالم الكبير السيد علي القاضي استاذ العلامة الطباطبائي قائلا:(كل ما لدي من زيارة سيد الشهداء عليه السلام). اي عظمة لهذا الانسان المدرسة التربوية العالية. الحسين محطة تصفية للانسان. الحسين فرصة لصناعة الانسان الجديد المتحرر. الحسين فرصة لتحصيل الجنه. الحسين فرصة لتنظيم سلوك الانسان وغسل روحه. الحسين ثورة يتعلم منها الانسان تحطيم القيود والاغلال. الحسين دعوة الهية للتفكير بالحساب والمعاد والقيامة. ما احرانا نحن العراقيون ان نسمع نداءه من يحبني يبني وطنه ولا يسرق ولا يغش ولا يرتشي لانه يمثلني وينتمي الي فلنكن جميعا على قدر الانتماء.نعم اذا كان قبول الصلاة متوقفا على التوجه للكعبة فان قبول الدين متوقف على التوجه لاهل البيت عليهم السلام لانهم الاسلام وينطقون عن الله تعالى. لقد هزت ثورة الحسين العالم باسره لانها ثورة جنودها اهل البيت والصالحين والاولياء واولي الكرامة على الله تعالى. ان امة فيها مثل الحسين جديرة بان لا تنهزم فهل استغل المسلمون هذه الحقيقه وجعلوا الحسين نصب اعينهم وساروا في الحياة؟ لا تحصروا الحسين في البكاء والعويل والحسينيات ولكن امزجوا معها ما اراد الحسين تطبيقه في الخارج من سلوك واخلاق وتعامل دعونا نعيش الحسين في الدنيا لنربح الاخره.فكلما سمى المؤمن في حب الحسين سمى في طاعة الله تبارك وتعالى وطبق شرعه ومن اراد طاعة الله تعالى فليجدها في حب الحسين ان طاعة الله تباركت اسماؤه كالبحر وحب الحسين هو السفينه هذه السفينه مرفئها طاعة الله فهي ترسوا على الطاعة وتنطلق وتسير منهاعلينا ان نطيع الله تعالى لنفهم الولاية ونواليهم عليهم السلام لنفهم الطاعة ان الولاء لاهل البيت عليهم السلام والطاعة لله تعملان مجتمعتين لا منفصلتين والغاية هي رفع الانسان الى الجنة وكلما سمى المؤمن في حب اهل بيت العصمة والطهارة سمى في طاعة الله تعالى. ان مفتاح رضا الله هو ولاء اهل البيت فلا يفتح هذا الباب الا هذا المفتاح فالحسين لنا هو الماء والهواء والضوء فكلما عذبونا في حبك يا ابا عبد الله ازددنا في ذلك حبا وثباتا لانك الاخلاص وهو انت. 1- الاسراء 60 رائد العتابي. جامعة المصطفى العالمية. e- mail [email protected]
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد