حجم النص
بقلم:عبدالزهرة الطالقاني تذبذب بعض العراقيين بالاعتراف بالعملية السياسية بعد عام 2003، بل أنهم وقفوا بالضد منها، وحاولوا ومازالوا يسعون إلى إفشالها، لقد ارتكبت المليشيات المنتمية إلى أحزاب تشارك في السلطة والبرلمان اعمالا إجرامية بحق أبناء الشعب العراقي وخاصة من الشيعة والمسيحيين، ومارست ضدهم شتى أنواع الإجرام من خلال القتل والتهجير.. وتآخت تلك التنظيمات بشتى مسمياتها وتآلفت مع تنظيم القاعدة في العراق.. فكانت شريكة له حيث ارتكبت مذابح وجرائم خطف للأشخاص وقتل على الهوية واغتيال بواسطة الكاتم.. وكانت مدنهم وقراهم مأوى لتنظيماته وداعمة لوجستية له مكنتة من الوصول الى مواقع في مدن عراقية ما كان يحلم في الوصول اليها خاصة المدن المقدسة. وقد وقفت تلك المليشيات، ومن يسمون أنفسهم بأبناء العشائر، وهم في حقيقة الأمر أبناء البعث، وقفت مع تنظيمات القاعدة عندما أعلنت التمرد على السلطات المحلية في محافظة الانبار وسلطات الحكومة الاتحادية , وبقيت على مدى سنة كاملة توجه خطابات طائفية، وتعلن عن مطالب غير مشروعة، تستهدف إسقاط العملية السياسية وإلغاء الدستور، وقد وصل الأمر بتلك التجمعات أن أعلنت وعلى الملأ بأنها مع تنظيمات القاعدة المجرمة.. عندما هزج احد قادتها وعلى منصة الاعتصامات في الرمادي بالأهزوجة المشهورة (حنا تنظيم اسمنا القاعدة.. نقطع الروس ونقيم الحدود) التي أزالت كل شك بان القاعدة من تلك المليشيات.. وتلك المليشيات من القاعدة، والتي حصلت على دعم غير محدود من بعض البلاد العربية، والبلاد الإسلامية التي كانت تجمع التبرعات لعناصر القاعدة باسم دعم المجاهدين.. فتحمل اولئك الدماء الشيعية التي سالت في العراق ولبنان وسورية والباكستان وأفغانستان واليمن والبحرين والسعودية ومصر وفي أي بلاد طالتها القاعدة بفكرها المنحرف المتخلف، واحتضنتها الجماعات السلفية المتشددة.. واليوم يتجدد المشهد ويؤكد ماظهر جليا واضحا سابقا.. بان لافرق بين تلك الميليشيات التي تعددت اسماؤها وعناوينها، وداعش.. اما أولئك الرافضون لهذين التنظيمين المجرمين فانما يعتبرون متمردين ومرتدين، فهم عندهم في صفوف الأعداء الذين يجب مقاتلتهم.. ان دخول داعش للموصل، والاستقبال الذي حصل لعناصرها من قبل تنظيمات مسلحة فاعلة في المدينة والتي مهدت لها واسهمت في خداع قادة الجيش العراقي بالانسحاب من وحداتهم وعدم الصمود في مواقعهم ومعسكراتهم ما اسهم بشكل كبير في عدم تصدي الجيش العراقي لمجرمي القاعدة وداعش.. وقد اعلن محللون سياسيون ميالون الى فكر القاعدة، بان ماحدث في الموصل "ثورة سنية" ضد الحكومة الاتحادية , فهل هي كذلك فعلا، ام انها "ثورة داعش" فهاهي الموصل تعيش اجواء الثورة الشعبية بقيادة داعش.. وهاهي الفلوجة التي كانت وما زالت بؤرة للارهاب منذ اليوم الاول لسقوط نظام صدام وحتى يومنا هذا، تحتضن داعش مجددا فكانت بحق المدينة الاكثر تقبلا للفكر المتطرف من خلال ايوائها وتمويلها مقاتلي القاعدة بأسباب القوة والمنعة. فلم يعد اليوم التحالف بين الميليشيات في العراق وحاملي الفكر المتشدد من العرب والقاعدة وداعش تهمة مخلة بالشرف، بل اعترفوا بها علنا.. وهم اليوم جزء من القاعدة وداعش والإرهاب الذي يضرب العراق.. تنظيمات وقيادات وساسة يشاركون في الحكم والسلطة التشريعية، الا قليلا ممن لهم بصيرة وبصر، وحب للعراق في قلوبهم جعلهم يتحملون سفاهة اولئك الخونة.. وسيسجل التاريخ الشرف للعراقيين في مقاتلة داعش والقاعدة ومنعها من تحقيق احلامها واهدافها , والتصدي لها , وتحمل اذاها.. فلولا قتالهم للقاعدة وداعش لكان العراق اليوم مجزءا تلعب في زواياه جرذان داعش والانفصاليون.
أقرأ ايضاً
- لولا السلاح (الفلاني) لما تحقق النصر على داعش في العراق
- مَن يرعى داعش في العراق؟
- علاوي يكشف لأول مرة مجموعة من الاسرار بشأن داعش