حجم النص
بقلم:قيس المهندس خمسة عشر ألف عام أو يزيد، خبرة إكتسبها إبليس طيلة حياته مع بني البشر، تلك الخبرة يضعها بين يدي من يرغب أن يكون شيطاناً بإمتياز. يحكي لنا التأريخ؛ كماً هائلاً من الفراعنة والقوارنة والنماردة، أرباعٌ وأنصافٌ وآلهة تامة، قياصرة وأكاسرة وأباطرة، أمويون وعباسيون وعُثمانيون، فاشيون ونازيون وصداميون وديكتاموقراطيون. لعلها أقرب الى نظرية المؤامرة من الواقع، وما يدرينا ربما تكون مجرد وهم، وربما تكون هي الحقيقة! فهي لا تعدو سائر الفتن المدلهمات (يقبلن منكرات ويعرفن مدبرات) التحركات الأخيرة لداعش، وتقدمها في العديد من مدن العراق الغربية، أثارت الكثير من اللغط والتساؤلات؛ عن طبيعة سيطرة تلك الجماعات الإرهابية، على مدن كالموصل وصلاح الدين وكركوك، وفي ذلك التوقيت الذي تزامن مع عزم الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات، تشكيل الحكومة الجديدة، وفي ظل إصرار رئيس الوزراء المنتهية ولايته، على التجديد لولاية ثالثة، والذي لم يأل جهداً في تسخير كافة الوسائل الممكنة؛ المشروعة وغير المشروعة، لتجديد ولايته. ثمة مؤامرة تحاك على البلد، تكشفها نتائج تحركات داعش المكوكية في مدن العراق، والتي كانت مثار ريب بعض الشيء؛ فالموصل تسقط بين يوم وليلة بيد داعش، بعد أنهيار المنظومة الأمنية العتيدة، وفرار كبار قادة الجيش العراقي الى كوردستان! ومحافظة كركوك تحت سيطرة القوات الكوردية بالكامل! وفرض حالة الطوارئ، والتي أصبحت واقعاً ملموساً، بتفويض شعبي (لسيسي العراق). وكأن ثمة سياسة حافة الهاوية، تجري على الشعب! كمية الرعب التي دبت في قلوب المواطنين، والتي أنستهم كل الخلافات السياسية، والإعتراضات حول الولاية الثالثة، متوجهين الى مراكز التطوع، لحماية الوطن من الدواعش، وحتى المرجعية الرشيدة؛ أعلنت الجهاد الكفائي، ودعت كل من يستطيع حمل السلاح، الى الإنخراط في سلك القوات الأمنية، على الرغم مما جرى من خيانة كبار قيادات الجيش في الموصل، وأنهيار المنظومة الأمنية. محافظة كركوك؛ حُلم يقظةٍ طالما أسهد ليالي كوردستان، والولاية الثالثة أملٌ يراد له التحقق عنوة، ولم يتبقى سوى إتمام تلك التراجيديا! لابد لإرادة الشيطان أن تنتصر، بفارق خبرته التي سبقت وجود بني البشر، فهو الذي حاول بمكره خداع رب العالمين تعالى عز وجل، إذ قال له: (خلقتني من نار وخلقته من طين) لعلها تكون مجرد نظرية مؤامرة، وربما تكون مكراً شيطانياً يقصر الشعب عن رده، حتى تمتد يد الغيب، لتعين أهل الحق على غلبة الشيطان
أقرأ ايضاً
- تراجيديا العزة والكرامة
- لولا السلاح (الفلاني) لما تحقق النصر على داعش في العراق
- مَن يرعى داعش في العراق؟