- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
في مواجهة مشروع"برافر" العنصري ..!
حجم النص
بقلم : شاكر فريد حسن
نفذت جماهيرنا العربية الفلسطينية وقواها السياسية والوطنية في الداخل يوم الاثنين من هذا الاسبوع اضراباً عاماً ، نظمت خلاله سلسلة من الفعاليات والمسيرات الشعبية والوقفات الاحتجاجية ، تنديداً وتصدياً لمشروع ومخطط "برافر" العنصري الاستيطاني الرامي الى تهجير وترحيل عرب النقب ومصادرة آلاف الدونمات من اراضيه ، ما يعني نكبة جديدة بحق شعبنا الفلسطيني الباقي والصامد المتمسك بارضه وتراب وطنه وهويته وجذوره التاريخية ، وبمثابة تطهير عرقي لا يمكن القبول والتسليم به .
ان قانون "برافر" هو استكمال لبرامج ومشاريع وقوانين عنصرية مشابهة كانت اقرتها وخططت لها الدوائر الاسرائيلية في اروقتها ، انطلاقاً من عقليتها العنصرية وايديولوجيتها الصهيونية الاستعمارية المتطرفة ، وكجزء من سياسة القهر والاضطهاد والتمييز وسلب الاراضي ، التي تمارسها وتنتهجها حكومات اسرائيل المتعاقبة منذ العام 1948 وحتى يومنا هذا .
ان اضراب يوم الغضب الفلسطيني دفاعاً عن اراضي النقب وسكانها هو امتداد ليوم الارض الخالد ، الذي كان تتويجاً لمقاومة ونضال وكفاح جماهير الداخل الفلسطيني ضد المشاريع الاقتلاعية العنصرية الهادفة الى الاستيلاء على المزيد من الاراضي العربية . وهذا اليوم الاحتجاجي الذي نفذته قوى شعبنا وحركاتنا الوطنية وهيئاتنا التمثيلية ، وشاركت فيه مختلف شرائح ومكونات شعبنا على طول الوطن من اعالي الجليل مروراً بالمثلث وحتى النقب ، خصوصاً عنصر الشباب من الجنسين ، جاء لإٍسماع صرخة شعبنا وصوته المدوي الهادر والمجلجل ضد العنصرية واحتجاجاً على المصادرة والتهميش والتهويد، وضد المشروع الاقتلاعي التهجيري والترحيلي ضد اهلنا في النقب ، وبهدف نقل رسالة واضحة للمؤسسة الاسرائيلية الحاكمة بأننا هنا باقون كالزيتون ، ولن نرحل ، ومصرون على الحياة والبقاء والتطور في وطننا الغالي المقدس ، الذي لا وطن لنا سواه .
ان مشروع "برافر" وغيره من مشاريع عنصرية استيطانية لن يمر ، وسوف تتصدى له جماهير شعبنا وقواها وحركاتها السياسية والوطنية، بصدورها العارية، وعزيمتها القوية، وايمانها الراسخ ،وارادتها الفولاذية ، التي لن تستطيع يد البطش والقمع والاحتلال النيل منها .
وفي النهاية ، فإن مخطط "برافر" يفرض المواجهة والمجابهة والتعبئة السياسية والمقاومة الشعبية والنضال الجماهيري والتحرك السلمي المنظم الواعي دفاعاً عن الأرض ولأجل المساواة والعدالة ، وحقنا بالعيش في وطننا بعزة وكرامة . وكل التحية والتقدير للشباب العرب الذي كان لهم الدور البارز والهام في الحراك النضالي والاحتجاجي الواسع ، الذي يزيد فينا الأمل والثقة بالانتصار في المعارك الشعبية والسياسية دفاعاً عن المستقبل .