- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
فكرة الحياة والموت في العراق القديم
الحياة والموت وما بينهما فكرة شغلت جميع الأمم والحضارات القديمة، وخصوصا تلك الأمم التي
لم تترسخ فيها الديانات بشكل واضح أومتكامل. ولذلك فان الموت وعالم الأموات شغل حيزا كبير في الفكر الديني والاجتماعي عند القدماء خصوصا في وادي الرافدين ...
الموت : في فكر العراقيين القدماء كان الموت أمر محتوم ولابد منة وقد فرضته الإلهة على البشر
منذ بدء الخليقة ويبقى مستمرا الى نهاية العالم ، وفي الوقت نفسه جعلت الإلهة الخلود لنفسها فقط . ولذلك فان الموت في نضرهم ليس فناء مطلق أو نهاية مظلمة إنما هوعبارة عن انفصال الروح عن الجسد ومن ثم ذهاب الروح الى عالم الأرواح والجسد يفنى ويبلى تحت التراب . ولذا نجد ان شعوب السومريين والاكديين والبابليين أكدوا على ضرورة الاهتمام بشعائر الدفن واحترام الميت وعدم ترك جثته في العراء وتركها يعني عدم راحة واستقرار الروح في عالم الأموات ، وفي نظرهم ايظا إذا
ترك جسد الميت في العراء دون دفن فستخرج الروح على شكل شبح فتخيف الإحياء من البشر وقد تسبب لهم إمراض عقلية أو جسدية ، وكانوا يعتقدون أيضا بتقديم القرابين والصلوات من قبل أهل الميت كي تجلب الراحة والاطمئنان الى روح الميت قبل ذهابه الى مثواه الأخير ..
عالم الأموات : إما عالم الأموات فقد تصوره الإنسان العراقي القديم بأنة عالم غريب و مكان مخيف ومظلم يقع تحت الأرض وله سبع بوابات ويحرسه شياطين أشداء ذو إشكال مخيفة ، إما الأموات فلهم قوت وزاد هو التراب .. إما فكرة الحساب والعقاب في الآخرة فهي مازالت فكرة غير واضحة ومعقدة لحد ألان في فكر معتقدات السومريين والبابليين ..
ولذلك فان العراقيين كانوا يعتبرون ان الحياة والعيش الرغيد ونيل السعادة ورضا الإلهة من أكثر الأمنيات التي كانوا يتمنوها وكانت من إحدى أمنياتهم ان تمنحهم الإلهة عمرا مديدا لينالوا نصيبا من الحياة وكذلك لكي لا يواجهوا عالم الأموات هذا ؟
الخلود : إذا كيف الحصول على الخلود لمن يريد الخلود ، اعتقد العراقيين ان خلود الإنسان يتجسد في ضرورة التمسك بالقيم والأخلاق الفاضلة وطاعة الإلهة واحترام الأبوين والالتزام بالصدق والوفاء والأمانة والمحافظة على حقوق الآخرين . ولاشئ يخلد الإنسان سوى أعمالة الصالحة ومحبة الناس ومنجزاته ومساعدته للآخرين وخصوصا إذا كان ( حاكما أو قائدا أو أمير أو مرشح للانتخابات القادمة ؟؟ ) .
موت الإلهة : إما الإلهة فان الموت كان من نصيبهم أيضا وليس فقط من نصيب البشر ، وكان ذلك يتجسد جليا عندما تختفي مظاهر الخصب والنماء وحلول الجفاف في فصل الصيف فيغزون ذلك الى موت الإله تموز أو عشتار ونزولهم الى عالم الأموات ليبقوا هناك نصف عام أو أكثر ثم ليعودا ليبعثا من جديد في موسم الربيع وتعود معه مظاهر البقاء والتجدد في الطبيعة . فالموت للإنسان فقط والخلود للإلهة فقط ، وهذا أمر مجزم . والإنسان تخلده أعمالة ومنجزاته وافعالة الصالحة فقط ...
وهنا : يجب ان يعرف المرشحون الأفاضل للانتخابات مجالس المحافظات في عموم العراق ، ان الموت يطارد البشر أين ما كانوا وعالم الأموات مخيف ومظلم إلا لمن تاب وامن وعمل صالحا وفكرة الموت والحياة في العراق الحديث واضحا جدا وفق تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ورسالة نبينا الكريم محمد (ص) . والإنسان يبقى خالدا في ضمير الناس من خلال أعمالة ومنجزاته وخدمة الشعب . وليس فقط من خلال الشعارات والدعايات الإعلانية المثيرة والجولات الميدانية التي نراها فقط أيام الانتخابات ..
ولا تنسوا اليتامى والأرامل والفقراء وبناء الوطن واعمارة عندما تجلسون على الكراسي التي تتنافسون عليها واجعلوا ثقة من انتخبكم فيكم جيدا ..
ولكم في الإمام الحسين أسوة حسنة حينما خلد على مر الدهور والأعوام بسب أعمالة ومنجزاته وحتى من خدم الإمام الحسين خلد ذكره معه والى الأبد ......؟؟
حسن الوزني
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- وللبزاز مغزله في نسج حرير القوافي البارقات
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته