- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
سلفي كويتي يفتي بحرمة الالتحاق بالشرطة العراقية!!!
أجاب أحد علماء السلف في الكويت عن استفتاء بشأن الالتحاق بالشرطة العراقية، وحدد السائل على أن يكون المنخرط طوع حكومة الاحتلال وعونا له ولحكومته في تحقيق أهدافه؟! بقوله: فإنّه لا يخفى على مسلم؛ أن البراءة من مخطط المحتل الأمريكي للعراق، ومن كلّ ما يعينه على إنجاح مشروعه الذي صرح بنفسه أنه يتعدّى احتلال العراق إلى الهيمنة على كلّ الأمّة، بأهداف خطيرة على رأسها محاربة دين الإسلام، والسعي لإطفاء نوره، وإلحاق الأمة بمشروعه الإمبريالي المسمّى \"مشروع القرن الأمريكي\"، وحماية ودعم المحتل الصهيوني لفلسطين.
لا أدري هل أن هذه الفتوى منحصرة بالعراق أو كل الدول التي وقعت تحت الاحتلال ومن ضمنها الكويت، التي صرح بعض قادتها بعيد الاحتلال العراقي لأراضيها عام 1990م منتقدين الأصوات الإسلامية التي تعالت ضد استعانة الكويت بالقوات الكافرة لطرد القوات العراقية الغازية، فأجابوها في حينها أنهم على استعداد للتحالف مع الشيطان لتخليص بلدهم من الغزو العراقي!! فالعراق والكويت إذن يقفان على مربع واحد وهو وقوعهما معا تحت الاحتلال الأمريكي، والفارق بينهما أن الحكم في الكويت ما زال يقبع تحت ظلال العائلة الحاكمة مع مساحة محددة للمشاركة الشعبية في انتخاب أعضاء مجلس الأمة، بينما العراق يشهد تجربة ديمقراطية فريدة من نوعها في الشرق الأوسط، فالسلطات الثلاثة تستمد شرعيتها من مجلس النواب المنتخب مباشرة من قبل الشعب العراقي بكل أطيافه وقومياته، فالبراءة التي أعلن عنها الشيخ السلفي للمحتل وأذنابه هي موجهة للكويت قبل العراق لأن الديمقراطية والمشاركة الشعبية فيها منقوصة إذا ما قارناها بالعراق، في حين نجد أن صداما كان خطره أفدح على الإسلام ومحاربة رموزه من الاحتلال الأمريكي.
ويضيف الشيخ السلفي الكويتي الحريص على المسلمين في العراق فقط! إنّ البراءة من المحتل الأمريكي وأتباعه، ومقاطعة كلّ ما من شأنه تحقيق أهداف الاحتلال الأمريكي للعراق، فرضٌ على المسلمين بل أصلٌ من أصول الإيمان، وفصلٌ بين الإيمان والكفر، ولا يسع المسلم بحال أن يتهاون في هذا الأمر الخطير.
وبناءً على ذلك... فإنّ من انضم إلى عسكر المحتلين ضد المجاهدين في العراق، حتى لو كان مترجما، أو مفتيا يلبس على المسلمين دينهم، هو شريكهم في جميع آثامهم، ومعينهم في جميع جرائمهم، على قدر ما أعانهم فيه.
وكلّ ما يأخذه من مال منهم، فهو كمن يأخذ رشوة في دماء المسلمين، ويبيع دينه بعرض من الدنيا، ومن قاتل معهم ضد المسلمين المجاهدين، أو أعان، فهو مرتد، وحكمُه حكم المحتلين، وهذا كلّه لا خلاف فيه بين العلماء.
وغيرُ خاف؛ أن الدخول تحت قيادة جيش، أو شرطة خاضعة لمحتل كافر، هو أظهر صور الولاء، ومن المعلوم أنه سيمتثل أمر القيادة بمحاربة المجاهدين، بدأً من التجسس عليهم، مرورا بالتبليغ ضدهم، وإلى قتلهم، أو القبض عليهم، فأيُّ كفر وإفساد في الأرض أعظم من هذا؟!
كل ما ذكره في حكم الإرتداد والرشوة والكفر لمن يلتحق بالشرطة الواقعة تحت حكم المحتل ينطبق على الشرطة الكويتية والفلسطينية وجميع الدول الخليجية والعربية التي فيها قواعد عسكرية أمريكية، وهي نفس الدول التي انطلقت القوات الأمريكية منها لاحتلال العراق، لماذا إذن تتوجه تلك الألفاظ التكفيرية والتسقيطية لشرطة العراق فقط دون غيرها من الشرطات التي ترزح تحت نير الاحتلال المباشر والمبطن، لا يمكن تفسير ذلك إلا بالدوافع الطائفية المقيتة التي تعتمل صدور علماء السوء الوهابيين الذين يكنون كل الحقد والإفك لأتباع أهل البيت عليهم السلام الذين تبوأوا بحكم أكثريتهم المراكز الأولى في الدولة العراقية حسب الاستحقاق الانتخابي، ولو أن القوات الأمريكية الغازية قدمت الحكم في العراق لأبناء الطائفة السنية وأرجعت الحكم للأقلية فيه مثلما أرجعته لعائلة الصباح في الكويت لما رأينا تلك الفتاوى ولما رأينا ذلك التكفير وحرمة الانتماء إلى الجيش والشرطة في ظل الاحتلال، بل بقدرة قادر لأضحت الشرطة آنذاك وطنية وكل من يعارضها إرهابي مهدور الدم، والإسلام حمال ذو وجوه فيه من أحكام الردة والولاء يلوكونه علماء السوء ووعاظ السلاطين ما درت معائشهم وإذا محصوا بالبلاء قل الديانون، ولا أدري من الآن يدافع عن منافع الأمة؟ الشرطة أم الذين يسميهم بالمجاهدين؟! وأي جهاد نراه الآن على الساحة العراقية غير قتل الأبرياء وسرقة المال العام وإشاعة الفوضى من قبل القاعدة والمليشيات الخارجة على القانون الذين يرتضعون من ثدي الدول الديكتاتورية بتحريض من علماء السوء وسماحة الشيخ المفتي من بينهم، هدفهم في ذلك تقويض التجربة الديمقراطية في العراق.
وأضاف الشيخ الوهابي المفتي فإن قيل: المحتل الأمريكي وعد المسلمين أنه إذا استقرّ الأمن في بلادهم، وأسسّوا دولتهم، فسينسحب، وذلك موكولٌ إلى تأسيس الجيش والشرطة منهم! فيا خيبة من يصدق هذا الهراء! ويا لحمق من يفتي بناءً عليه فتوى يحمل بها على ظهره أوزاره، وأوزار من يفتيهم، في جرائم يدخل تحتها من الكفر، وإهراق الدماء، وانتهاك الأعراض؛ ما لا يحصيه إلا الله، على أمل أن يَصْدُقَ عدوّ يهوديّ، هو أخبثُ ما يكون كيداً، وأشد ما يكون عداوةَ للمسلمين، أن يصدق في وعده!
لا أريد أن أبرأ ساحة القوات الأمريكية من الذي يحصل في العراق فبطبيعة الحال أنها دولة قد احتلت العراق ولها أجندتها ولها مصالحها وتحركاتها ضمن مكونات الشعب العراقي للحفاظ على تلك المصالح حتى على المدى البعيد، ولكن القسط الأوفر لعدم استقرار العراق يرجع إلى فتاوى التكفير التي يصدرها علماء السوء في السعودية وبقية الدول الخليجية لدوافع طائفية بامتياز، وإن الضرب على وتر مقارعة المحتل ما هو إلا لذر الرماد في العيون وإضلال البسطاء من الشعوب التي لاقت الأمرين من تعسف الأنظمة الديكتاتورية فانخدعت بأباطيلهم بتفجير أجسادهم النتنة في أوساط العراقيين بحجة الجهاد ضد العدو متناسين أن المحتل الكافر متواجد على أراضيهم بقواعد عسكرية دائمة!!! ولولاها ولولا التحالف الإستراتيجي بين القوات الأمريكية ومشايخ الخليج لما حصل الاحتلال في العراق، فتأسيس الشرطة والجيش والضغط سياسيا على قوات الاحتلال هي التي تخرجهم وليس العمليات التخريبية للبنى التحتية للإقتصاد العراقي وقتل الشرطة والجيش وعامة المواطنين، فهذه الأعمال نتائجها عكسية فهي قد تطيل أمد الاحتلال بحجة عدم الاستقرار، علما أن القوات الأمريكية هي خارجة عاجلا أم آجلا نتيجة الضغوط الداخلية التي تطالبها دوما بالانسحاب.
ونحن كعراقيين ما لاقيناه من انتهاك الأعراض وإراقة الدماء في زمن الطاغية الصنم أكثر بكثير مما لاقيناه على أيدي القوات الأمريكية، وما تمتعنا به من حريات ورفاهية وبناء واعمار في زمن الاحتلال أكثر بكثير مما لاقيناه في النظام البائد، وهذا ما لا يروق لهذا الوهابي ومن يقف خلفه من حكام الجور في الخليج الذين يكيلون بمكيالين في تعاملهم مع الصهاينة والأمريكان فهما صديقان حميمان لأنظمة الدول الخليجية، وعدوان خبيثان لحكومة العراق المنتخبة ديمقراطيا من قبل معظم أبناء الشعب العراقي!!.
وفي ختام بيانه أفصح الوهابي عن وجهه القبيح عندما حرض على الفتنة والإقتتال الداخلي وقال هذا والواجب على المسلمين من أهل البلاد المحتلة؛ أن يعدّوا لهم من المجاهدين من يُوكل إليه حفظ الأمن بقوّة السلاح، ما يُغنم من المحتل وشرطته وجنده، فيُشهر في قتال الخونة الذين يُعينون المحتل في دولته، وفي محاربة أهل الفساد، كما يُشهر في وجه الكافر المحتل نفسه، لا أن يكونوا عوناً للمحتلين، وعيناً على إخوانهم المجاهدين، وأداةً لإنجاح مشروع الإحتلال، فهذا لا يفتي به أحدُ من علماء المسلمين، لكنّه يصدر من أهل التلبيس والرؤوس الجهال، الذين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يكونون آخر الزمان، يفتون بجهلهم، فيَضلّون ويُضلّون، والله المستعان.
هذا كلام حق يراد به باطل فأهل التلبيس والرؤوس الجاهلة والعفنة أنت وأمثالك من علماء القتل والتفخيخ والإرهاب الذين أخبر الرسول عنكم في آخر الزمان الذين تفتون بجهلكم وبأطماعكم الدنيوية الدنيئة فتَضلون عن طريق الهدى وتُضلون الهمج الرعاع الذين ينخدعون بفتاويكم الخادعة، فتعتبرون الأنظمة والشرطة والجيش في الكويت وفلسطين بالرغم من احتلالها من قبل الأمريكان والصهاينة أنها شرعية يجب مساندتها، وفي نفس الوقت تعتبرون حكومة المالكي المنتخبة وشرطتها وجيشها عونا للمحتلين يجب محاربتها، ما هذا النفاق والتدليس يا وعاظ الدولار والدينار والسلطان، كفاكم سفكا لدماء العراقيين بحجة الجهاد ومقارعة المحتل الكافر، وأنتم تعيشون على بعد أمتار من قواعدهم العسكرية فالأولى إن كنتم عربا وأحرارا كما تزعمون إصدار فتاوى الجهاد ضد القوات الأمريكية وقواعدها التي تملأ أراضيكم، ومن ثم التوجه لطرد المحتل في أرض الرافدين، فإن الشعوب الحرة قد خبرتكم وخبرت نواياكم القبيحة فأنتم بوقا للحكام الظلمة وخير معين للمحتل الكافر، فتعملون وفقا لإرادة الظالم والمحتل بما يخدم مصالحهما ويملأ بطونكم بالمال الحرام على حساب الدم الحرام، فتعسا لكم وما تفتون.
أقرأ ايضاً
- الحدود العراقية الكويتية بين المطلاع والعبدلي..(وهب الأمير ما لا يملك)
- ماذا ستحكم محكمة العدل الدولية بشأن الحدود العراقية الكويتية في خور عبد الله؟
- باقر جبر الزبيدي:القصيم منبع الارهاب السلفي الوهابي في المنطقة