- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل ضحايا العراق اليوم شهداء؟ لنسمع الجواب من الحسين عليه السلام (5)
آه يا عراق الذي بات ينام ويصحو ولا تفارق أُذُنَه كلمة الشهيد والتي باتت الأكثر تداولاً واشتهاراً في بلدي بسبب ما يتعرض له من أعمال عنف وإجرام جاء بها الجار قبل أهل الدار ، فما من نشرة أخبار يومية الا وذكرت شهيد وشهداء في اخبارها ، ما ان تنظر الى الجدران حتى تتراى لك القطع السوداء المكتوب عليها الشهيد او الشهداء .
ولكن الامر اللافت للنظر ان هنالك من هو ليس بشهيد فيقال له شهيد وهنالك من هو شهيد لا يعتبره البعض شهيد ، فلقد قرأت يافطة كتب عليها الشهيد ( لا اود ذكر اسمه ) فسالت كيف استشهد فاجابوا ان هنالك عصابة دعته لاقتسام السرقة فغدروا به وعليه اصبح شهيد ، يا للمهزلة .
ولست بصدد الدخول في المتاهات الفقهية عن ضحايا الحرب العراقية الايرانية ولكني بصدد ما يتعرض له الشعب العراقي اليوم واخص بالذكر الشيعة ، فقد نالوا شتى انواع الارهاب من قتل بكل انواعه بالسيف والرصاص والتفجير والاعدام شنقا اضافة الى توابع الارهاب من تهجير وسلب وانتهاك حرمة .
ولنتعرف على راي الحسين عليه السلام بالذين تنالهم يد الغدر من شيعة محمد واهل بيته الاطهار .
عن زيد بن أرقم ، عن الحسين بن علي ، قال : ما من شيعتنا إلا صدّيق شهيد .
قال : قلت : جعلت فداك ، أنى يكون ذلك وعامتهم يموتون على فراشهم ؟ فقال : أما تتلو كتاب الله في الحديد : ( والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم ) .
قال : فقلت : فكأني لم أقرأ هذه الآية من كتاب الله تعالى قط .
قال : لو كان الشهداء ليس إلا كما تقول ، لكان الشهداء قليلا .
بابي انت وامي يا ابا عبد الله ولله درك ، لا يكاد يُسال حتى يستشهد بكتاب الله عز وجل والاروع من ذلك بيان أفق وأبعاد تفسير الآية كما وانه يُذكّر بمكانة محبي محمد واهل بيته عليه وعليهم افضل الصلوات والسلام .
فالذي يشكك بالذي يُقتل من العراقيين المواليين لاهل البيت عليهم السلام باعتباره شهيدا يكون جواب الامام الحسين (ع) هو الرد .
الامر الاخر الذي يجلب الانتباه هو جواب ابن الارقم عندما سمع الاية وقال كأني ما سمعت بها قط فهذا ان دل على شيء فانما يدل على عدم الاستفادة من علوم اهل البيت ( ع ) في تفسير ما ابهم عليهم من ايات وبالرغم من تاكيد رسول الله (ص) في حديثه المشهور لدى السلفية قبل الشيعة (اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ....) .
نعم قد يكون هنالك الكثير من محبي اهل البيت قد استأنسوا واستفادوا من فيض علم الحسين (ع) ولكن يد الغدر الاموية حجبت بعض ما استطاعت من حجبه على شيعة علي (ع) ولكن اعلموا وتيقنوا ان كل ما جاء من تفسير على لسان أي امام (ع) هو بحد ذاته عن لسان كل الائمة (ع) أي انه لا تغير في تفسير الحديث من امام الى امام .
وهنا لابد من الاشارة ولو بشكل عابر ان للامام الحسين عليه السلام احاديث اخرى تتحدث عن الشيعي والموالي والمحب والاختلافات بين المصطلحات والتاكيد على ان المحب هو الذي يحمل في قلبه ود اهل البيت والذي يترجم هذا الحب في واقعه وحياته وحياة من يرتبط به يكون قد انتقل الى مرتبة التشيع فالذي يشايع اهل البيت يجب ان يعمل بنصائحهم في تقويم المجتمع .
يفسر الامام الحسين عليه السلام الاية (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ [المائدة : 32]) حيث الوجه الثاني لموت الناس هو الفساد بعد القتل الذي هو الوجه الأول ونشر العلم والعمل به هو إحياء الناس جميعا فإذا ما علّمت إنسان عِلما معينا فكأنك أحييت الناس جميعا .
فالشهادة يستطيع أن ينالها الشيعي الذي يتوفى على فراشه اذا ما تمسك بحب أهل البيت وعمل على نشره وان الروايات والأحاديث التي تنقل عن النبي محمد (ص) عن أخر الزمان والتي تتحدث عن الماسك على دينه كالقابض على جمرة من نار ، فالدين هو فقه أهل البيت بحد ذاته لا غيره ونجد اليوم العداء والتنكيل الذي يتعرض له كل من يوالي أهل البيت (ع) ويكفيهم تأكيد رسول الله (ص) بأكثر من حديث وختمه في الغدير (اللهم والي من والاه وعادي من عاداه ) وهذا الحديث ساري المفعول إلى يوم الساعة .
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- هل ماتت العروبه لديهم !!!