- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الاقلية في السعودية ظُلمت...فما بال شيعة البحرين يظلمها جلاوزة آل خليفة ؟
علمنا ان الوهابية تظلم اقليتها الشيعة فما بال الاكثرية الشيعة في البحرين ؟ لماذا لا يلتفت اليها كل من له عناية بالشان الشيعي الخليجي ؟ لماذا تشتد الازمات على الشيعة وخصوصا بعد انتصار الثورة في ايران ؟ بماذا تطالب الاكثرية الشيعية الساحقة في البحرين ؟
هنالك فرق بين المطالبة بالاصلاح وبين سقوط الحكم ولكن قد تكون ذات معنى واحد عندما يكون الفساد السياسي مرتبط بالحكومة وعليه فالمطالبة بالاصلاح يعني سقوط الحكومة .
والشيعة في البحرين هم من هذا الشكل في مطالبهم وما على الجانب الحكومي البحريني اثبات العكس او اضطهاد الشيعة .
الشيعة في البحرين سمع صوتهم لاول مرة مطالبا بالاصلاحات وليس الاطاحة بالحكومة او من هو مندوب عليها من قبل بريطانيا ففي الخمسينات عندما تحرك الشارع البحريني مطالبا بالإصلاحات السياسية. وتحديدا ايلول 1953، وخلال احتفال شيعة البحرين بموسم عاشوراء، هاجمت مجموعة من الأشخاص بقيادة أحد أفراد العائلة الحاكمة أحد مواكب العزاء في المنامة، مما أدى لنشوب الصراع والصدام بين السنة والشيعة ، وهنا لابد من ذكر ان المتواطئ مع اجهزة القمع هم تيار الاخوان المسلمين والذي كان احد اعضائها عيسى ال خليفة من العائلة الحاكمة والذي نصب وزيرا للعمل في الحكومة .
وكان هذا الحدث سببا لتحريك الشعور الديني الوطني لدى بعض الشباب من السنة فاسسوا مع الشيعة حركة إصلاحية انطلقت من النوادي والصحف دعت لتوحيد صفوف المجتمع وتكونت الهيئة من ثمانية أشخاص، (أربعة من السنة وأربعة من الشيعة)، يرتبطون بجمعية عمومية تتكون من 120 شخصا. وشارك عدد من علماء الدين الشيعة في قيادة الهيئة. وتسنمت الهيئة قيادة النضال السياسي الوطني بصورة سلمية مطالبة بتكون مجلس تشريعي ونقابات عمالية وسن قوانين مدنية عادلة.
إلا أن حركة الأخوان المسلمين (فرع البحرين)، اتخذت موقفا سلبيا من انتفاضة الخمسينات. و اتهمت الهيئة (بانسياقها لتصبح سلما لأغراض الشيعة الرامية إلى السيطرة على مقدرات البلد).
في العام 1978، بدأت الثورة الإسلامية في إيران الظهور على الساحة السياسية، ومع 1979 اختلت الموازين الدولية والإقليمية بانتصار الإمام الخميني على الشاه وإقامة الجمهورية الإسلامية في إيران. كان لهذا الانتصار أثرا كبيرا على جميع البلدان الإسلامية، والبحرين هي إحدى تلك الدول التي تأثرت بذلك الحدث العظيم. أدى انتصار إيران لزعزعة الموازين واتجاه الولايات المتحدة لتشكيل قوات التدخل السريع لمنع تكرار الحالة الإيرانية. وفي الخليج والمنطقة العربية ظهرت على السطح المشاكل الطائفية بشكل حاد ومن خلال التأجيج المقصود بواسطة الدوائر السياسية التي كانت ستخسر كثيرا إذا لم تواجه الحالة الاسلامية الصاعدة.
وكان لشيعة البحرين حصة من ظلم وتعسف الحكومة البحرينية والتي لم تتوانى في اصدار احكام بالاعدام على كل من القت القبض عليهم من الشيعة الذين تعتقدهم من النشطاء وتوجيه تهمة المشاركة للانقلاب على الحكم لهم .
وتاثير انتصار الثورة في ايران كان واضحا في العراق حيث تم تغيير رئيس الجمهورية في مطلع 1980، واستلم صدام حسين الحكم. وبادر الرئيس العراقي بإعدام أحد كبار علماء الدين الشيعية، السيد محمد باقر الصدر، وأخته بنت الهدى، وعدد كبير من الناشطين الإسلاميين في نيسان المشؤوم 1980. كان لإعدام السيد الصدر أثرا مباشرا في البحرين، عندما أصدر (علماء الدين) بيانا دعوا فيه الشعب لإعلان الحداد. وكان خروج الجماهير ومواجهة قوات الشغب لهم واستشهاد أحد المواطنين تحت التعذيب (جميل العلي)، أول مواجهة عنيفة بين الحكومة في البحرين والحركة الإسلامية الشيعية.
وفي العام 1981، أعلنت حكومة البحرين اكتشافها (لمؤامرة لقلب نظام الحكم)، وباشرت السلطة عملية تمشيط للمناطق الشيعية وبدأت مرحلة خطيرة اتسمت بالطائفية السياسية البغيضة والعقاب الجماعي ضد طائفة الشيعة. وبعد عامين من ذلك ومع ازدياد الأوضاع حدة، اعتقلت المخابرات عدد من الناشطين في نهاية 1983، واتهمتهم بالانتماء لحزب الدعوة الإسلامية. وفي شباط 1984 هجمت المخابرات على جمعية التوعية الإسلامية بالدراز، وطاردت الطالبات اللاتي كن يداومن في المدارس الأهلية التي كانت تديرها الجمعية. وأغلقت الجمعية بالشمع الأحمر، ولا زالت مغلقة منذ شباط 1984.
في نهاية العام 1981، أثراعلان وزارة الداخلية البحرينية ان هنالك مخطط (لقلب نظام الحكم). حيث مارست السلطة حملة بشعة مشطت من خلالها جميع المناطق الشيعية وفصلت أعداد كبيرة من أبناء الشيعة من وظائفهم في مختلف الوزارات لاسيما قوة الدفاع، وبدأ عهد سيء جدا تميز بالطائفية السياسية البغيضة على جميع المستويات في البحرين.
وعندما عجزت السلطة البحرينية عن كبح جماح الشيعة في مطالبهم بحقوقهم وانها لا بد لها من ان تخضع للديمقراطية وما يصاحبها من انتخابات ، ومع اليقين الموجود في داخلها باكثرية الشيعة في البحرين فانها افتتحت صفحة جديدة من صفحات التنكيل والتعذيب للشيعة في بلدهم .
ولعل اشهر ما اقدمت عليه السلطة في البحرين انها بدات تجنس كل من يحمل فكر معادي للشيعة كائن من يكون بلده او قوميته ، ومن هذا التجنيس السياسي الارهابي تكون العائلة الحاكمة قد حققت هدفين اولا تطعيم وزارتها الداخلية بعناصر قمعية مجرمة لا تعرف الرحمة والهدف الثاني وهو بعيد المنال ايضا هو محاولة تقريب نسبة السنة في البحرين الى نسبة الشيعة .
نعم جرت انتخابات بلدية في مناطق البحرين ولكن الاسلوب المتبع كان اسلوب يدل على حقد وضغينة من العائلة الحاكمة فانها جعلتها انتخابات مناطق فالمنطقة المسكونة مثلا بمئة الف شيعي تنتخب ستة اشخاص والمنطقة المسكونة بالف سني هي الاخرى تنتخب ستة اشخاص ، وبما انه لا تستطيع الحكومة من تغير مذهب الفرد البحريني فانها غيرت مذهب المنطقة التي تريد بها ان تساوي الكفة مع الشيعة .
ولعل الاحداث الاخيرة التي جرت في البحرين وادت الى استشهاد مواطن شيعي بحريني لهو دليل واضح على القمع الذي تمارسه العائلة الحاكمة في البحرين والتي هي ربيبة العائلة الحاكمة في السعودية .
والشيء بالشيء يذكر فلقد قرات في احدى المرات ان السلطات في البحرين اقدمت على اعتقال الشيخ محمد سند حالما وطات قدمه ارض البحرين من غير ذنب يذكر ولكن لشدة العداء الى الشيعة جعلها تتصرف هذا التصرف الذي ينم عن مكنون داخلهم ومافي صدورهم .
اقول لشيعة البحرين هذه الرواية معنا لا نصا ان هنالك شخص قال للامام الصادق عليه السلام انا من محبيكم فقال له الامام الصادق عليه السلام اذن تحمل الاذى والتنكيل في سبيل حبنا ، وهذا دين وديدن الشيعة لا فكر بستطيع ان يجابهنا فقط السلاح والغدر والخيانة هذه الادوات هي التي تجابهنا ومرفقة بالسب والشتائم .فلله دركم يا شيعة البحرين .
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- الأخطاء الطبية.. جرائم صامتة تفتك بالفقراء