تغلغلت الاورام السرطانية في اجساد افراد عائلة بصرية وتلقفتها كما تتلقف السنة اللهب في نار حامية الاعشاب اليابسة، فبدأت بطفلتهم الصغيرة ونهشت جسدها وراجعوا بها عيادات اطباء خاصة لامراض الاطفال ثم امراض الاورام وبقيت لعام كامل دون فائدة، ثم اصيب الاب في اوتاره الصوتية وعانى ما عانى وخير بين ان يستأصل الورم ويفقد صوته او يتعالج بجرعات واختار الحل الثاني ومضت ستة اشهر دون نفع، ثم لحقت بهم الام التي كانت تتحمل مسؤولة الطفلة المريضة والعائلة، وبعد رحلة علاج لسنة كاملة كان الحل والخلاص والمنقذ في مستشفيات العتبة الحسينية المقدسة في كربلاء والبصرة التي باشرت منذ ثلاث اعوام بعلاج مجاني لتلك العائلة الفقيرة وما زالت مستمرة بعلاجهم.
طفلة وورم خبيث
تسرد السيدة "ام حوراء" زوجة المريض "عيسى يعقوب سعد" من اهالي قضاء "ابو الخصيب" في محافظة البصرة، ما تعرضت له العائلة من هجمة شرسة لمرض السرطان الذي تناوش ثلاثة من افراد الاسرة وتقول لوكالة نون الخبرية ان" ابنتي الصغيرة "حوراء" البالغة من العمر (5) سنوات اصيبت بالاورام السرطانية من ثلاث سنوات، واول حالة تعرضت لها هي "الامساك" فأخذناها الى طبيب اطفال في عيادته الخاصة وبعد اجراء فحوصات وتحاليل اخبرنا انها مصابة "بالغازات في بطنها"، وبقينا لمدة ثلاثة اشهر نعطيها الدواء الذي وصف لها دون فائدة، فأخذناها هذه المرة الى طبيب آخر وبعد ان اجرى لها فحص بالسونار اخبرنا بأن لديها ورم ونصحنا بمراجعة مستشفى الطفل في البصرة كون فيها قسم لعلاج الاورام، وراجعناها في شهر آيار من العام (2023) وعلى الفور ومن اول معاينة وبدون تحاليل او فحوصات اشعاعية اخبرنا طبيب متخصص بأن "حوراء" مصابة بورم خبيث على المستقيم، وبعد اجراء فحوصات السونار والمفراس للتأكد قرر على الفور اخضاعها لعملية جراحية لاخذ الخزعة لان الطبيب اكد ان ورمها خبيث، واجريت العملية في مستشفى الطفل بالبصرة وبعد تحليل الخزعة تبين ان "حوراء" مصابة فعلا بورم خبيث، وصدمنا كعائلة من هذا الخبر، وكان علاجها يتطلب اعطائها جرعات كيمياوية، لكن بقينا لمدة اسبوع ثم غادرنا المستشفى دون اخذ العلاج".
الاب وابنته
وتستمر "ام حوراء" بحكاية عائلتها مع المرض وتقول " نصحني معارفي بالذهاب الى كربلاء لمراجعة مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام لما فيها من اجهزة ومعدات واطباء اكفاء، وبالفعل ذهبنا لها في حزيران من العام (2023) واصابتنا الدهشة والانبهار من هذا الصرح الطبي العالمي كونه مستشفى كامل المواصفات، وبقيت حوالي عام كامل في كربلاء لم اشعر فيها مطلقا اني في محافظة ثانية بل كأني اعيش في بيتي، جراء ما وجدته من تعامل انساني واهتمام طبي ورعاية عالية فائقة المستوى وخدمات وعلاجات مجانية بالكامل مدفوعة الكلفة من العتبة الحسينية المقدسة، وبعد الفحص المختبري والاشعاعي شخصوا مرضها واجريت لها ثلاث جلسات لجرعات كيمياوية حسب برتوكول علاجي دولي، ثم اجرى لها الدكتور "نوفل الشدود" عملية جراحية لاستئصال الورم من المستقيم، واستغنت "حوراء" عن العلاج الكيمياوي والاشعاعي اصبحت حالتها جيدة وتعافت، وبقيت على المتابعة لمدة سنة اخرى كاملة وايضا مجانية، وبعد افتتاح مستشفى الثقلين لعلاج الاورام في البصرة تحول برنامج متابعة ابنتي اليه وارتحنا من عناء السفر، وفي هذه الاثناء اصيب والدها "ابو حوراء" بورم سرطاني في الاوتار الصوتية والغدد الدرقية في العام (2024)، فراجعنا مؤسسة وارث وبعد اجراء الفحوصات والتحاليل شخص الاطباء المرض وحددوا حاجته لاجراء عملية استئصال الورم والاوتار الصوتية لكن ستؤدي الى فقدان النطق بالكلام، فصدم من الخبر ولم يتفاعل معه او يستقبله برضا تام، وعاد الى البصرة وراجع احد المستشفيات واخضع الى (33) جلسة علاج كيمياوي واشعاعي لمدة (6) اشهر ولم تتحسن حالته ولو بنسبة (1) بالمئة على هذا العلاج، ثم عاد لمراجعة مستشفى الثقلين في البصرة عند افتتاحها وكنا من اوائل المراجعين لها، واجريت له في شهر كانون الاول من العام (2024) عملية استئصال الورم والحبال الصوتية ونجحت العملية وانتهى المرض كليا وفقد صوته مضطرا، لكنه تعافى بالكامل وبخدمات طبية عالمية مجانية ضمن مبادرة العلاج المجاني لمدة سنة كاملة في المستشفى التي اطلقها المتولي الشرعي للعتبة الحسينية الشيخ "عبد المهدي الكربلائي" على حساب العتبة الحسينية المقدسة، وكنا نعالج "حوراء" وابيها في المستشفى بوقت واحد، ولكن عاد الورم مرة اخرى الى ابنتنا وتخضع منذ أيار من العام الماضي الى تموز من العام الجاري للعلاج المجاني في مستشفى الثقلين".
اصابة الام
ولم تسلم "الام" من الاصابة بمرض السرطان مثل الاب وابنتهم وتبين ذلك بالقول " اصبت بورم في الغدة الدرقية منذ سنوات وخلال مراجعاتي للاطباء اكدوا لي ان الورم "حميد"، وقبل اربعة اشهر راجعت مستشفى الثقلين وتحت اشراف طبيب متخصص اخذت منها "خزعة" وظهرت النتائج انها حميدة، ولكوني ارعى زوجي وابنتي المصابين بالسرطان اقترح علي الاطباء استئصال الورم، واجريت لي العملية قبل شهرين وظهر انه ورم "خبيث" وخضعت للعلاج باليود عبر "حبة" تعطى لي كل خمسة اشهر وابقى تحت المتابعة وفحص "البيتسكان" وزوجي ايضا يتلقى "حبة" اليود للعلاج، وانا وزوجي وابنتي نتعالج منذ ثلاث سنوات مجانا على حساب العتبة الانسانية وبتعامل فوق الراقي وانساني ونفسي قبل ان يكون طبي واثر ايجابا بسرعة علاجنا، ونتقدم للمرجعية الدينية لاسيما السيد "علي السيستاني" بالشكر والثناء على تلك الخدمات الطبية الجليلة، ونتمنى ان يستمر العلاج المجاني لان البصرة معاناتها كبيرة بامراض السرطان".
قاسم الحلفي ــ البصرة
تصوير ــ عمار الخالدي





التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!