في ظل التداعيات المحتملة للمزيد من التوغل التركي في شمال العراق، بات الأخير يأخذ منحى آخر مع تصاعد ضرباته الجوية، في ظل تصاعد الانتقادات إزاء الصمت الحكومي لما يحصل.
وفي هذا الإطار، اكد عضو الاتحاد الوطني الكردستاني محمود خوشناو، ان 1000 قرية تم ترحيل اهاليها بسبب التوغل التركي.
ورغم التحركات العسكرية التركية الواسعة، ما زالت السلطات الاتحادية في بغداد والمحلية في إقليم كردستان تلتزم الصمت حيالها، باستثناء إعلان مجلس الأمن الوطني الاتحادي في 10 تموز الماضي، رفضه للتوغّل التركي، ومطالبته أنقرة بمراعاة مبادئ حسن الجوار، لم يصدر عن بغداد أو أربيل أي بيان بشأن العملية الجديدة، الأمر الذي يفسره مراقبون بنوع من قبول في بغداد وعجز في أربيل عن إمكانية وقف التحركات التركية.
إذ قال خوشناو في تصريح صحافي، إن “التوغل التركي في مناطق عدة من اقليم كردستان لم يبدأ قبل شهر بل مستمر منذ 20 سنة”، لافتا الى ان ”1000 قرية تم اخلاؤها وترحيل الاهالي وتجريف الاراضي والبساتين وتحول بعضها الى قواعد عسكرية”.
وأضاف، ان “ما يحدث من عملية ممنهجة تجري بمسارات متعددة متسائلا ما فائدة المطالبة بإيقاف التوغل التركي دون التأكيد على اهمية اخلاء الاراضي العراقية في الاقليم من اي وجود عسكري تركي لأننا نتحدث عن ارضي دولة مستقلة”.
وتكمن غرابة الإجتياح التركي الذي بدأ يأخذ بالتوسع في قضم أراضٍ عراقية بذات الوقت الذي يركز على الحلول الدبلوماسية في سوريا ولا تستبعد أطرافاً سياسية في العراق أن الجانب التركي أخذ موافقة أمريكية وغربية لهذا الإجتياح، بحسب مختصين.
وأعلن النائب رفيق الصالحي، في 28 تموز الماضي، أن القوات التركية أنشأت 14 قاعدة عسكرية متقدمة في اقليم كردستان.
يشار إلى أن العمليات التركية مستمرة منذ نحو شهر مسببة خسائر مادية وبشرية كبيرة، فيما يقول الجانب التركي ان عملياته في مناطق اقليم كردستان تهدف لإنشاء منطقة عازلة خالية من حزب العمال الكردستاني وعلى عمق 40 كيلومترا، مشيرا إلى ان ما يجري من عمليات عسكرية جاء بالتنسيق وبغرفة عمليات مشتركة مع القوات الامنية العراقية، وهو جزء من جملة مذكرات تفاهم واتفاقيات وقعت بين السوداني واردوغان خلال زيارته الى العراق قبل أشهر.
وشهدت قرى بلافة وكوهرز وديرالوك في قضاء العمادية بمحافظة دهوك، في17 تموز الماضي، قصفاً عنيفاً من قبل الجيش التركي، ما أسفر عن خسائر مادية كبيرة.
وأغلق أهالي قرية كوهرزي، في 10 تموز الماضي، الطريق العام بين قضاء العمادية وناحية ديرلوك في محافظة دهوك، احتجاجا على سقوط إحدى قذائف المدفعية التركية على قريتهم، فيما تم إخلاء 7 قرى مسيحية في “برواري بالا” بالمحافظة أيضا.
ورصدت منظمة “فرق صناع السلام” الأميركية (CPT)، في نهاية شهر حزيران الماضي، دخول الجيش التركي صوب اقليم كردستان العراق بـ300 دبابة ومدرعة واقامة حاجز امني ضمن حدود منطقة بادينان، خلال الأيام العشرة الماضية.
وتصدر هاشتاغ “تركيا_تحتل_دهوك”، في 30 حزيران الماضي، الترند في العراق على منصة X، بعد استمرار القصف والتوغل التركي في المحافظة، وسط صمت حكومي مطبق.
جاء ذلك، بالتزامن مع شن الجيش التركي هجمات عنيفة على محافظة دهوك، مما أسفر عن تدمير كنائس ومنازل ودور عبادة.
ومنذ مطلع العالم 2021، صعدت تركيا من عملياتها في العراق بشكل كبير، ونفذت العديد من عمليات الإنزال الجوي، فضلا عن إنشاء نقاط أمنية بعد دخول قواتها البرية لمناطق مختلفة من دهوك ونينوى، إضافة إلى الإعلان عن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في الأراضي العراقية، وذلك بهدف ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، وخاصة في قضاء سنجار بنينوى.
وانتشرت القوات التركية، بشكل منسق في قرى قضاء العمادية بدهوك، في 29 حزيران الماضي، كما قصفت القوات التركية ناحية ديرلوك بالمحافظة، بشكل مكثف أيضا.
يذكر أن البرلمان التركي صوت في 26 تشرين الأول الماضي، على تمديد وجود القوات العسكرية التركية لعامين آخرين في العراق وسوريا، وفوض الحكومة بإرسال المزيد من القوات.
الجدير بالذكر أن اتفاقية وِقّعت في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين، وقّعها عام 1984 وزير خارجيته آنذاك طارق عزيز مع نظيره التركي في محضر رسمي يسمح للقوات التركية بالتوغل داخل الأراضي العراقية مسافة لا تتجاوز خمسة كيلومترات، على أن ينتهي مفعولها عام 1985، ودون ذلك لا توجد أيّ مذكرات تفاهم بين البلدين تتيح لتركيا احتلال الأراضي العراقية.
أقرأ ايضاً
- نعمل منذ 5 أيام.. ميسان تعلن انجاز 95% من التعداد السكاني
- عمليات بغداد: المناطق التي تنتهي فيها عملية التعداد السكاني سيرفع عنها الحظر
- تفكيك شبكة "خاصة" لتجارة وترويج المخدرات جنوبي العراق