جلس علي نجل الخطيب الحسيني المشهور عبد الزهرة الكعبي على المنبر الحسيني مستذكرا سيرة والده العطرة وجوانب حياته الخاصة كأب وانسان وذكرياته معه، لاسيما انه من مواليد (1945) وشهد الكثير من الاحداث في حياة والده، يصفه بالقارئ النهم الذي يمتلك مكتبة كبيرة تتعدى اعداد الكتب فيها الالف بمئات والذي يستمر في مجالس الخطابة الى ما بعد منتصف الليل، وان بصمته مميزة في الخطابة والنعي الحسيني، وانه جمع الكثير من المعلومات من مختلف الكتب الاسلامية والمسيحية واليهودية ليصدر كتاب المقتل الحسيني المشهور الذي قرأ في الصحن الحسيني واذيع على الهواء لاول مرة نهاية العقد الخمسيني.
أب حنون
يسرد "ابو حسام" الذكريات لوكالة نون الخبرية بقوله ان "عائلتهم مكونة من ولدين واربع بنات وابويهما، ويقول عن والده الشيخ عبد الزهرة الكعبي بأنه لا يستطيع وصفه لما يحمله من اخلاق وطيبة وكان حنونا وبسيطا وطيبا وعلاقاته مع الناس والجيران مميزة بل كان يلجأ اليه الكثير لحل مشاكل تقع بين الناس وكان له احتراما وهيبة تنهي المشاكل بالتصالح دائما، ويتذكر كيف انه التحق بالخدمة العسكرية بالرغم من نجاحه في الدراسة، وكان والده يصطحبه يوميا من كربلاء المقدسة الى المعسكر في محافظة النجف الاشرف ويعود الى كربلاء بالباص، وبعدها نقل الى معسكر آخر في محافظة الديوانية فصعب على والده مرافقته، وتخبره والدته ان والده الشيخ الكعبي في احد ايام التحاقه بالخدمة العسكرية وجد صورة (علي) فتأثر واجهش بالبكاء لما يحمله من قلب حنون على عياله، وكان يتحمل تصرفاتنا المزعجة وشقاوة الابناء، ويتذكر كيف انه دخل الى غرفة في دارهم فوجد والده يصلي في الظلمة، فاراد ان ينير له الغرفة فعندما اكمل صلاة المغرب صاح عليه لا تنير شيئا فاننا في آخر المطاف سنوضع في مثل تلك الظلمة، وهي حكمة تعلمها منه".
القراءة والمطالعة
يصف "علي" والده الشيخ عبد الزهرة الكعبي الذي ولد في العام (1914) حسب احد وثائقه الشخصية بأنه يحب القراءة والمطالعة كثيرا وكان يذهب يوميا الى مدرسة الميرزا كريم التي اصبحت (جامع ابو ذر ) الآن وعنده غرفة فيها ويقضي نصف النهار بالقراءة ومطالعة الكتب، وفي الساعات الاخرى يذهب للخطابة في مجالس العزاء او زيارة العتبتين القدستين وكان قليل النوم، وكثيرا ما يتأخر الى ساعات في عمق الليل في مجالس الخطابة في المدينة القديمة واكثرها في شهري محرم ورمضان، وكان معه ملا سعد وحجي محمد ال كهربائي وكنت ارافقهم في تلك المجالس، وكثيرا من الاحيان يبرد الطعام الذي يوضع امامه بالبيت لانشغاله بالقراءة، وقد عاصره من الشخصيات والخطباء السيد كاظم النقيب والشيخ عبد الحميد المهاجر والشيخ احمد معرفت والشيخ حمزة الزبيدي والسيد مصطفى الفائزي، ويتذكر انهم كانوا يسكنون في منطقة العباسية قرب البلدية وكان يقرأ مقتل الامام الحسين (عليه السلام) في مقهى حبيب امام باب الحوائج، الا ان المقتل الذي اذيع على الهواء مباشرة في العام 1959 في عهد عبد الكريم قاسم كان في الصحن الحسيني وسجل واعيدت اذاعته مرة ثانية في نفس اليوم وسمعه هو وعائلته من المذياع وكان انبهار الناس وقتها كبيرا"، مؤكدا ان "الشيخ عبد الزهرة الكعبي كان عنده مكتبة تضم بحدود (1300) كتاب يقرأ الكثير من الكتب التاريخية والاسلامية والتي تختص باليهود مثل كتاب (هؤلاء اليهود) وكتب المسيحيين مثل انجيل يوحنا، وكان يعد الكثير من المعلومات عن مصيبة الطف وجمع بنفسه منه المقتل الذي قرأه في ظهيرة العاشر من المحرم عام (1959)، ويستعد لقراءة المقتل قبل ايام من العاشر من المحرم ويعيد قراءته في الكتاب".
مقتله وتشييعه
ويستمر "علي" بسرد قصة والده ويشير بالقول انه" كان ينتقد السلطة ولا يحابيها وعند بلوغه الستين من عمره، تعرض الى عملية قتل بدس السم له ولم يمهله السم طويلا حتى تدهوره حالته الصحية وتوفي على الفور ويذكر تشييعه الذي حضره جمع غفير من الناس وكان تشييعه في ظهيرة يوم حار بشهر تموز من العام 1974 وانطلق موكب تشييعه المهيب من مرقد ابي الفضل العباس (عليه السلام) الى المقبرة بالوادي سيرا على الاقدام، ونعاه الكثير من رجال الدين وخطباء المنبر الحسيني والشعراء ومحبي اهل البيت، واخذ حفيده ولدي الشيخ (حسام) طريق جده عبد الزهرة الكعبي واصبح خطيبا حسينيا وناعيا للزهراء واهل بيتها متأثرا منذ ست سنوات تقريبا بجدة وسيرته التي اطلع عليه من الكتب وما ينقله الناس عنه، وعندما يصعد المنبر للخطابة والنعي اتذكر والدي رغم الفارق بينهم لان طريقة عبد الزهرة الكعبي لها بصمة مميزة".
تيسير الاسدي ــ قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- تبعد (165) كيلومتر عن دمشق: يد السيستاني الرحيمة تغيث اللبنانيين في حمص السورية(فيديو)
- الكويت: إسقاط الجنسية عن رئيس "حكومة الغزو المؤقتة"