لم يكتف ممثل المرجع السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي بالمتابعة عبر التقارير الشهرية التي تصله عن العمل او الاتصالات الهاتفية المباشرة، بل تحامل على نفسه وهو الخارج حديثا من وعكة صحية المت به وشد رحاله صوب البصرة (510) كيلومتر جنوب العراق، ليقف بنفسه على مراحل انجاز مستشفى الاورام السرطانية ويحث العاملين والملاكات على بذل المزيد من الجهود وربط الليل بالنهار لانجاز المشروع الذي سينقذ حياة البصريين خصوصا والعراقيين عموما.
اما البصريون فهم في لهفة وترقب وامانٍ اصبحت مشروعا ينقذهم من نكبة لا ترحم، هذه اللهفة بدأت منذ شروع ملاكات العتبة الحسينية المقدسة بتنفيذ مشروع مستشفى علاج الامراض السرطانية في البصرة، فالمدينة وحسب تصريح مدير دائرة البيئة في جنوب العراق وليد حميد منتصف العام الماضي، وإحصائيات وزارة الصحة اصبحت تسجل 2000 إصابة بالسرطان سنوياً، بسبب الشعلات النفطية التي تطلق غازات سامة في الهواء، وهذه الغازات السامة المستخرجة تؤدي إلى إصابات مباشرة بسرطان الرئة، وأنواع أخرى من هذا المرض الخطير.
فاقد طفل
نزلت دموع سجاد حبيب ظاهر من اهالي منطقة كرمة علي في البصرة وهو يتذكر طفله حديث الولادة الذي سرقة السرطان منه، بعدما عجزت المستشفيات غير التخصصية عن معالجته او توفير العلاج له، ويتحدث عن قصته لوكالة نون الخبرية بقوله "في العام 2006 رزقت بطفل وبعد ستة اشهر اصيب بمرض اللوكيميا (سرطان الدم) وكانت معاناتنا كبيرة جدا لان البصرة كانت تخلو من مستشفى متخصص بمعالجة امراض الاورام السرطانية، وكان هناك جناح صغير لمعالجة الامراض السرطانية في مستشفى ابن البيطار للولادة في البصرة".
ويكمل ابو احمد حديثه بالقول "هذا الجناح كان يراجعه المرضى من كل محافظات الفرات الاوسط والجنوب، ولم تكن فيه اجهزة حديثة او علاجات كافية، بل من شدة الزخم تقوم ادارة المستشفى بتقسيم المرضى على وجبات تمنح مجاميع منهم اجازة ويرجعون الى بيوتهم بالرغم من حاجتهم للعلاج، لفسح المجال الى وجبة اخرى من المرضى بالرقود لايام لتلقي العلاج، وهي من اصعب الامور حيث يضطر المرافقين للمرضى من الرجال والنساء للنوم تحت اسرة المرضى او بالممرات".
ويصف ما تنفذه العتبة الحسينية المقدسة من مشروع لانجاز مستشفى الاورام السرطانية في البصرة بـ "العمل المبارك والجبار والذي يدل على اهتمام المرجعية الدينية العليا والعتبة الحسينية المقدسة بحياة ابناء العراق من كل الطوائف"، مشيرا الى "ذهابه مع احد اقاربه الى مؤسسة الوارث الدولية للاورام ومشاهدته لما فيها من منجزات واجهزة حديثة ورعاية يعجز اللسان عن وصفها"، واصفا المشروع المماثل في البصرة بـ "الحل الذي سيوقف مسلسل الموت بالسرطان لان البصرة فيها اعلى نسب اصابات بهذا المرض نتيجة الحروب المتعددة والتلوث، ولان هذا المشروع سيقدم خدماته الى كل محافظات الجنوب والفرات الاوسط".
اما وليد ابو مجتبى من اهالي الهارثة في البصرة فيؤكد ان "نسب الاصابات في البصرة مخيفة وبلغت مستويات تنذر بالكارثة من التلوث الحاصل بسبب الشعلات النفطية التي تطلق غازات سامة في الهواء، ما دفع كثير من العائلات الى بيع بيوتها او سيارتها او اثاث بيوتها او الافتراض من المصارف وتحمل ديون كثيرة في بسيل معالجة مرضاهم، وما تنفذه العتبة الحسينية المقدسة الان من مشروع لمعالجة الامراض السرطانية على غرار مؤسسة الوارث الدولية لمعالجة الاورام هي الانسانية بعينها لانها تعد من المستشفيات العالمية المتطورة هو امنية كل اهالي البصرة بل هم ومنذ الاعلان عن الشروع بتنفيذ المشروع اصبحوا ملهوفين لانجازه بالكامل لانه الحل الوحيد لنكبة البصريين للتخلص من هذا المرض اللعين".
المشروع .. الامل
وعن ما يجري في المشروع يتحدث رئيس قسم المشاريع الستراتيجية في العتبة الحسينية المهندس محمد ضياء محمد لوكالة نون الخبرية قائلا " ان لزيارة ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي لمشروع مستشفى علاج الامراض السرطانية في محافظة البصرة وتوجيهاته السديدة الاثر الكبير في رفع همم العاملين وبذل المزيد من الجهود في العمل".
واوضح ان المستشفى تتألف من اربع بنايات رئيسة منها الاولى وهي بناية المستشفى الرئيس وشيدت على مساحة 8500 متر مربع وتتألف من طابقين وتضم اقسام الاشعاع الموضعي والعلاج الكيمياوي والعلاج بالتشخيص بالاشعة وبالاشعة والرنين والعيادات واستقبال المرضى والادارة، كما تضم الغرف المحصنة ضد الاشعاع الصادر من اجهزة الطبية المجهزة من ارقى المناشيء العالمية مثل جهاز السايتكرون المجهز من شركة اي بي اي البلجيكية وجهازي المعجل الخطي من شركة فيرين الاميركية والكاما كاميرا و(HDR) والبيت سيتي والرنين المغناطيسي من شركة سيمنز الالمانية، كما تحتوي على 26 غرفة رقود منها 24 غرفة منفردة وغرفتي (VIP) وثلاث صالات للعمليات، اما البناية الثانية فمخصصة للرقود شيدت على مساحة دونم كامل تحتوي على 48 غرفة رقود ومطعم وكافيتريا ومكوى، فيما تضم البناية الثالثة المخصصة لليود المشع بمساحة 500 متر مربع وتحتوى على ستة غرف للرقود مختصة بعلاج الغدة الدرقية، وهناك بناية رابعة للخدمات تضم امكنة المولدات كاتمة للصوت وخدمات التبريد التي استودرت من مناشيء عالمية"، موضحا ان "نسب الانجاز الحالية وصلت الى 65 بالمئة من الخطة ومساحة المشروع بالكامل تبلغ 13 الف متر مربع اما مساحة البناء في المشروع فتبلغ 20 الف متر مربع، ومن المؤمل افتتاح المشروع مطلع العام المقبل".
قاسم الحلفي ــ البصرة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)
- وسط دمار مدينة النبطية :مساعدات العتبة الحسينية الطبية والغذائية تصل مستشفى نبيه بري الحكومي(فيديو)