- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أربعينية الإعلام .. تنافسية التمظهر
بقلم: حسن كاظم الفتال
لقد أطلنا الحديث كثيرا عن الإعلام ودوره في نشر الثقافة والفكر وغير ذلك بل اشبعناه تحدثا .
ولا شك أن الإعلام بظاهر مسمياته وعناوينه وأصنافه وأنماطه وفي مقدمة هذه التسميات الإعلام الديني وبالأخص الشيعي الحسيني، قد أدى دوره المميز في التغطية الصورية الشكلية التقليدية بعرض وافٍ لأحداث زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام بنقل مباشر عبر الشاشات للقنوات الفضائية أو أثير بعض الإذاعات وهي بصيغة التنقل بين المناطق والطرقات وغالبا ما يقتصر التركيز على التصوير المباشر الفوري للمسيرة باستثناء لقطات يعدها المصور أو المخرج أنها فنية نموذجية ولا يحسبها المشاهد هكذا بل يعتقد أنها لا تمثل قيمة إعلامية حرفية مهنية جادة .
المتابعون لمثل هذه التغطيات يتمنون أن يشاهدوا صوراً أفضل مما يعرض عليهم لكي يكون ظاهر ما يعرض يتطابق مع باطنه أو مع عِظَمِ وأهمية الحدث واقترانه بعمق جوهر الإعلام الحقيقي. ويبرز ذلك التشخيص حين يُعَرِّفون الإعلام أنه فن وثقافة تمازج الفطرة السليمة يتحتم عليه أن يتفاعل مع القضية الحسينية تفاعلا روحيا عقائديا . وحين يفتقر الإعلام لهذه الرؤية أو الصيغ فسوف يحمل وصفا آخر .
وثمة راي أو وجهة نظر يبديها بعض المهتمين بالشأن الإعلامي المهني الحرفي عند مشاهدتهم تكرار البرامج الحوارية في زيارة الأربعين التي يرون أن لا ضرورة قصوى لإحضار واستنطاق معظم المسؤولين الذين يفترض بأنهم يقومون بأداء واجبهم الوظيفي والأخلاقي والمبدئي والإنساني ولا ضرورة لحضور المسؤول ليسرد برتابة مملة أحيانا قصصا عن الاستعدادات أو ما قدمه خلال فترة الزيارة فضلا عن أن البعض لا يحسن فن استنطاق هذا المسؤول . وما يُتفق عليه أن جدول برامج القنوات والإذاعات أصبح محتشدا بمثل هذه البرامج المتشابهة بالمضمون والشكل وحَسَبَها البعض أنها تتجه نحو مبدأ الكسب الشخصي وتحمل عناوين أو مقاصد معينة وهي ليست مقنعة. بينما يتصور قسمٌ من الإعلاميين أنه لزاما عليه إحضار المسؤول ومحاورته وطرح الأسئلة التقليدية المستنسخة التي تطرح في كل عام وعلى المسؤول نفسه لأنه منذ أعوام وهو يشغل هذا المنصب ولا زال .
وكم من مذيعٍ يعمل أحيانا في أكثر من مؤسسة في الوقت ذاته مما يضطره لأن يكرر استضافة المسؤول نفسه في تلك المحطات .
غالبا ما تصوبُ الأنظار صوب المراسل الميداني متأملة أن تشاهد صورة لم تشاهدها من قبل أو صورة يفغر لها المشاهد فاهه وينبهر بها غاية الإنبهار . حيث إن قسما من المراسلين الميدانيين له القدرة أحيانا في أن يبتكر طريقة يُري أو يُسمع المتلقي بها قصة دون أن يسردها هو أو يفصلها إنما يجعل الصورة تتحدث بتفاصيل دقيقة. ويبدو أن هذه عملية ليست بيسيرة .
وثمة قنوات فضائية إرتأت أن تغير بعضا من ديباجتها لتلفت عناية المتلقي فاستبدلت المراسل الميداني بمراسلة ميدانية لعلها تأتي بما هو جديد أو مغاير للمألوف إنما لم تكن تفلح باي تغيير نمطي .
أما بعض مسؤولي المؤسسات الإعلامية أو المكلفين بإدارتها فهم يرون ضرورةً في تقديم الدعوات وبإلحاح لوسائل الإعلام الأجنبية مع تقديم المغريات لاستقدامهم وتحمل التكاليف والإنفاق البالغ لتتوطد العلاقة بين الطرفين ويعد ذلك مكسبا .
بينما يرى بعض المختصين أن لا ضرورة لذلك خصوصا حين يستدعي تكاليف بالغة .
خصوصا حين تكون بحوزة الطرف الأول بضاعة مغرية ثمينة ذات جودة عالية يتمنى الآخرون إقتناء شيءٍ منها فما عليه إلا عرضها بشكل يظهر جودتها ويجذب الناظرين لها من أصحاب الذوق الرفيع والعقل النير والتواقين لحيازة كل ما هو جيد ونافع ومفيد بسبب تفردها حيث لا شبيه لوجودها.
ختاماً .ليس في الوسط الإعلامي المهني الحرفي الجوهري الحقيقي من لا يتمنى أن يمارس الإعلام وظيفته الحقيقية إستقصائيا جاداً وخبريا مدبجا بالزهر ابدا لا تلفعه أردية التقليد والأوشحة البالية والرتابة وأن لا ينحرف عن مسارات التطور الحضاري ويدون في سجله عمليات استباقية فنية مهنية حرفية يتصدر بها عالم الحداثة.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً