بقلم/علاء الشاهر
لم يعد خافياً على جميع المهتمين بشأن البلد ما يكتنف بال المرجعية الدينية العليا من همّ لتحقيق المصالح العُليا للبلد، حيث بات جلياً للعيان ان المرجعية تمتلك القدرة على القراءة الواقعية لمُجمل الأحداث للحاضر والمستقبل وهو ما جعلها تستخدم دورها الإرشادي لحلحلة الانسداد السياسي الذي يبلغ اوّجه إبان كل عملية انتخابية وما يرافقها من مخاضات شاقة لتأليف الحكومة، فنراها تسارع الى رسم خارطة طريق إنقاذية لتجنيب البلد من خطر الوقوع في مهاوي الفوضى عبر اصدار الفتاوى والبيانات التي يحتمه عليها واجبها الديني والشرعي والأخلاقي، و خير دليلٍ على ذلك هو البيان الصادر يوم أمس الموافق ٢٩-٩-٢٠٢١م حيث تضمن البيان رسائل عدة يمكن قرائتها وفق ما يلي: الرسالة الاولى كانت خالصة الوجهة باتجاه المواطن نفسه لكونه صاحب الشأن الأكبر فيما حدث ويحدث او سيحدث، إذ اكدّت المرجعية على تشجيع جميع العراقيين على ضرورة المشاركة الواعية والمسؤولة في الإنتخابات القادمة حيث ان زيادة الوعي للناخبين سيُساهم في رفع قيمة صوتهم وبالتالي سيكون هذا الصوت ذي تأثيرٍ مهم في رسم مستقبل البلد، علاوة على ان حُسن التمحيص والاختيار للمرشحين كفيلان بجلب من يؤمن بثوابت الشعب العراقي الكريم التي يُراد العمل بها وفقاً للاطُر الدستورية الحريصة على سيادة العراق وأمنه وازدهاره، وضمان الحصول على التغيير المنشود وإبعاد الأيادي الفاسدة وغير الكفوءة عن مفاصل الدولة الرئيسية، وبخلاف ذلك ستتكرر الإخفاقات وسيجلب المخاطر الكبيرة على مستقبل البلد،ولات حين مندم. وقد جاءت الرسالة الثانية موجهة للحكومة والقائمين على إجراء الانتخابات بأن يعملوا على إجراءها وسط أجواء مطمئنة وبعيدة عن التأثيرات الجانبية للمال والسلاح غير القانوني او التدخلات الخارجية، والأهم من ذلك هو مراعاة أن تكون نزيهة عبر المحافظة على أصوات الناخبين فإنها أمانة في أعناقهم. فيما كانت الرسالة الثالثة ذات أُفقٍ بعيد ليؤكد وبما لا يقبل الشك بأبوية المرجعية وحرصها على مصلحة العراق وشعبه الغالي إذ اكدّت وبمثل ما سبق في العملية الانتخابية السابقة من أنها لا تُساند أي مرشح او قائمة انتخابية على الإطلاق لأنها تركت ذلك لآراء وقناعات الناخبين أنفسهم، فهل سنعي الدرس؟
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- المرجعية وخط المواجهة مع المخدرات
- الأهمية العسكرية للبحر الاحمر.. قراءة في البعد الجيوستراتيجي