شن سفير العراق لدى تركيا، حسن الجنابي، يوم الجمعة، هجوماً عنيفاً على الفاسدين والانتهازيين والطائفيين ومن أسماهم بـ"الحزبويين"، وفيما أعلن إحالته على التقاعد اعتباراً من اليوم، أكد أنه سيتوجه إلى المشاركة في الحراك الاجتماعي لتحقيق الاستقرار.
وقال الجنابي، الذي شغل منصب وزير الموارد المائية في حكومة حيدر العبادي، بمنشور على صفحته في فيسبوك، تابعته وكالة نون : "وأخيرا تقررت احالتي على التقاعد وفق احدى فقرات قانون التقاعد الجديد (رقم 26 لسنة 2019) الذي حذف ثلاث سنوات من حياة صالحة للعمل لدى آلاف العاملين في القطاعات الحكومية وانا منهم".
وأضاف "وأنا أودع العمل الحكومي أقول بأني راضٍ جدا عن أدائي الوظيفي، ويمكن لمن عمل معي او عرفني عن قرب أثناء العمل قول ما يشاء عن الموضوع".
وتابع الجنابي "أعلن وبوضوح بأني لم انتفع من وظائفي إلا براتبي الشهري، ولم ينتفع مني فاسد او انتهازي او حزبوي او طائفي، بل لم يجرؤ اكبرهم نفوذا وسطوة على الاقتراب من مكتبي او منزلي بطلب غير مشروع في كل الوظائف التي شغلتها".
واستدرك الجنابي "نعم اكتشفت لاحقاً ان نفراً ممن عمل معي خلال مسيرتي الوظيفية كان خسيساً ووضيعاً ولكن مما يخفف من وطأة الإحساس بالألم حقيقتان: أولاهما انني لم أعين أياً منهم في موقعه بل وجدتهم في تلك المراكز ولم أشأ تغييرهم وفق ما سمعته عنهم، والأمر الثاني انهم لم يرتكبوا أفعالاً فاسدة خلال عملهم معي وربما برعوا في إخفاء سوء خلقهم أو نواياهم".
وأكد "هنا في أنقرة عملت بكل ما أوتيت من قوة وفطنة وإصرار على تمثيل مصالح العراق العليا أمام السلطات التركية، وفي نفس الوقت سهرت على تقديم أفضل ما يمكن تقديمه للجالية العراقية الكبيرة في تركيا".
وأردف الجنابي "كنت أراقب العمل القنصلي في السفارة مراقبة مكثفة ويمكنني القول انه لم تسجل ولا حالة فساد واحدة ضد السفارة أثناء فترة عملي منذ حزيران 2019 حتى اليوم، بل تمكنا من اكتشاف وإيقاف مئات حالات التزوير المؤسفة في الوثائق العراقية".
وأضاف "إذا كان لابد من قول شيء لأبناء الجالية ولزملائي في السفارة فهو في المزيد من التعاون والصبر والاحترام المتبادل، فالسفارة هنا بالإضافة الى تمثيل مصالح العراق معنية أساساً أيضاً بخدمة الجالية رغم ظروف العمل الصعبة حاليا بسبب الجائحة".
وقال "وأخيراً فالقضية الأكثر أهمية بالنسبة لي هي ان العمل الوطني لم يبدأ بالعمل الحكومي ولن ينتهي بالإحالة الى التقاعد، بل ان التقاعد يمنح فضاءً أوسع للحركة والإسهام من موقع آخر في الحراك الاجتماعي الهادف الى تحقيق الاستقرار في وطننا الجريح".
وختم الجنابي منشوره بالقول "اليوم الأول من عام 2021 هو اليوم الأول لمسيرتي التقاعدية التي سأحرص أن تكون أكثر نشاطاً، وقريباً جداً سأعود الى الأحضان الدافئة لشارع المتنبي فإلى لقاء!".
أقرأ ايضاً
- السوداني يتعهد لسفير فلسطين لدى العراق باستمرار إرسال المساعدات لغزة
- البرلمان يحذر من التطورات في سوريا وتداعياتها على أمن العراق والمنطقة
- "اليكتي" و "البارتي" يتفقان على المضي في عقد الجلسة الأولى لبرلمان كردستان العراق