بحنين جارف إلى الوطن، بدأت الأسر اللبنانية التي وفدت الى العراق تجهيز أمتعتها وحقائبها للعودة إلى بيوتها ومدنها، بعد أشهر من الفراق بسبب الحرب.

عدسة وكالة نون الخبرية رصدت لحظات مؤثرة لأسرة لبنانية من جنوب لبنان، وهي تستعد لمغادرة مكان إقامتها في أحد المجمعات السكنية بمدينة الحلة، مركز محافظة بابل.

هذه الأسرة قررت العودة إلى منزلها بعد دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ، فجر الأربعاء الماضي.

وسط مشاعر مختلطة تعكس هذه اللحظة أملاً جديداً لعائلات لبنانية كثيرة عانت من ويلات الحرب والنزوح.

وكان العراق قد أعلن عن فتح حدوده الجوية والبرية أمام اللبنانيين بسبب الحرب التي شنتها إسرائيل على بلادهم. وفي 25 أيلول الماضي، وصلت أول وجبة من الجرحى والنازحين اللبنانيين إلى مطار بغداد، ومن ثم توجهت الى كربلاء حيث استقبلها ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي في مستشفى الامام زين العابدين (عليه السلام).

وبعدها توالت وجبات الضيوف اللبنانيين بالتوافد على العراق وتوزعوا بين محافظات النجف وكربلاء وبابل وبغداد وديالى والبصرة ومحافظات أخرى.

واحتضنت كربلاء والنجف أعداد كبيرة من اللبنانيين مقارنة بالمحافظات الاخرى، حيث وفرت العتبات المقدسة جميع مستلزمات الحياة، من حيث السكن والطعام والرعاية الطبية فضلاً عن برامج أخرى منها تعليمية.

وأعلنت العتبة الحسينية المقدسة، في (25 تشرين الثاني 2024) عن انفاقها قرابة (8) مليار دينار على اغاثة الشعب اللبناني في ثلاث دول هي العراق وسوريا ولبنان، وتضمنت الخدمات المقدسة استئجار الفنادق في العراق وسوريا لتوفير السكن والاطعام والمعونات المالية والعلاج والرعاية الصحية والسلال الغذائية والاغطية والفرش والوقود، وكذلك توزيع وجبات عدة من الملابس الشتوية للاطفال والنساء وكبار السن والشباب.

كما كشفت العتبة الحسينية المقدسة، في (25 تشرين الثاني 2024) انها تمكنت خلال شهرين من بدء العدوان الغاشم على الشعب اللبناني من ايواء (8300) وافد لبناني من النساء والاطفال وكبار السن، كما قدمت لهم خلال نفس المدة اكثر من (550) الف وجبة طعام، ونظمت لهم برنامج سفرات اسبوعية لزيارة المراقد الدينية في العراق.

كرار الاسدي - بابل

تصوير: كرار جبار